من وحي تجربة يشيدها قطاع التعليم
ذمار/ عبدالكريم الصغيرعندما ظهرت نتائج امتحانات الفصل الأول من العام الدراسي الحالي 2005 ـ 2006م شوهد بعض أولياء الأمور وهم يتقاطرون إلى المدارس الأساسية والثانوية في مدينة ذمار وإلى بعض البيوت فهم يحملون أوراق امتحانات أولادهم وبناتهم يتوسلون المعلمين والمعلمات والإدارات المدرسية طالبين منهم "قليلاً من الدرجات" تساعد الأولاد والبنات على النجاح وفي أكثر من مادة "حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة" على حد تعبير أشقائنا المصريين وهذا الأمر يتم نهاية كل امتحان شهري ونصفي في حين يكون التواصل بين أولياء الأمور والإدارات التربوية بالمدارس مقطوعاً إن لم يكن مفقوداً بل حتى التواصل بين الآباء والأبناء يكاد يكون مفقوداً أيضاً "وكل في فلكه يسبحون" وتظهر الصحوة بظهور نتائج الامتحانات وهكذا أولئك طوال العام الدراسي وأين أنتم أيها الآباء؟ ان المدارس تتطلع دائماً لزيارتكم وان التقصير قبل ان يكون من المعلم والمعلمة والإدارة المدرسية فهو من قبلكم أولاً أيها الآباء الأعزاء فهل هناك إحساس بالمسؤولية تجاه ابنائكم وبناتكم؟ هل هناك علاقة أسرية تربط بين الآباء والأبناء هذه الأيام إني اشك في ذلك.. ربما تكون الحالة الاقتصادية المتردية التي تعيشها البلاد بسبب من الأسباب الانفصام الأسري ولكن ليس بالسبب القوي الذي يجعل أولياء الأمور بعيداً عن أسرهم ولو معنوياً.. وهنا يحق للعقل ان يتساءل عن من منكم أيها الآباء والأمهات جلس مع أولاده وبناته ولو نصف ساعة في اليوم الواحد؟ أو حتى في الاسبوع من منكم يقلب دفاتر أطفاله ويبدي ملاحظاته عليها أو حتى سأل أطفاله ماذا تعلموا اليوم؟ مع الأسف الشديد هناك بون شاسع بين الآباء والأبناء والنتيجة تأتي في خاتمة المطاف على نحو لماذا لم ينجح ابني؟ وهنا أقول بقدر ما تتحمل الأسرة المسؤولية عن هذا الوضع بقدر ما تتحمله الإدارات المدرسية ايضاً فالمسؤولية مشتركة بين الطرفين لأن الإدارات المدرسية بامكانها ان تلعب دوراً كبيراً في ربط أولياء الأمور بالمدارس سواء عبر الأنشطة المدرسية وحفلات التكريم للطلاب والطالبات المبرزين والمبرزات أو عبر الاستدعاءات الخاصة الودية أو عبر لفت النظر لبعض التقصير الذي قد يحصل من قبل الأبناء والبنات.. وبهذه الوسائل وغيرها يمكن خلق ارتباط وثيق بين الإدارات المدرسية وأولياء الأمور وبالتالي يثمر هذا الارتباط والتواصل عن نتائج مجدية يستفيد منها الطرفان ويذهب إليها تصالح أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات كما أن المجالس المدرسية (مجلس الآباء) الذي غاب دوره في الآونة الأخيرة يمكن ان يلعب دوراً فعالاً في التدريب بين أولياء أمور الطلاب والطالبات والإدارة المدرسية وبما تساهم في تطوير العملية التربوية ويؤدي إلى تحسين مستوى طلابنا وطالباتنا دراسياً؟ هذا من جهة ومن جهة ثانية مكتب التربية والتعليم ذمار هو الآخر اين دوره؟ وماذا يربطه بمدارس التعليم الأساسي والثانوي في المحافظة أم أن دوره يكمن فقط في توفير جزء من الكتب والطباشير وجزء آخر من المعلمين والمعلمات.. وتوزيع الراتب؟ لابد من قيادة التربية والتعليم في ذمار ومدراء إدارات التربية بالمديريات الذين زاد عددهم وقل أدائهم لابد عليهم النزول الميداني لمعرفة الحقيقة وإجراء عملية تقييمية للعمل التربوي والتعليمي من داخل المدارس لا أن يكتفي بالتقارير المرفوعة التي غالباً ما يكون معظمها مغلقة بالباطل وللآباء والأمهات الأعزاء نقول في إحصائية ميدانية أعدها كاتب السطور أثناء زيارته لعدد من المدارس الأساسية بمحافظة ذمار تبين تواصل أولياء أمور الطلاب والطالبات مع الإدارات المدرسية في بعض المدارس لا تتجاوز 15 بل ان البعض الآخر من المدارس تكون النسبة لاشيء على الإطلاق فهل عرفتم الآن أيها الآباء الأعزاء أيتها الأمهات الفاضلات سبب تدني مستوى التحصيل العلمي لدى أبنائكم وبناتكم؟ ولماذا تأتي أوراق نتائج امتحاناتهم نهاية كل عام دراسي حاملاً معه كلمة "راسب" أو "راسبة" أرجو ذلك.