يعتبر موضوع التنشئة الاجتماعية من أهم الموضوعات الأساسية في مجتمعنا المعاصر، نظراً لارتباطه بقضايا نظرية في نطاق هذه الحياة وكذلك ارتباطه 33 بمفاهيم علمية في نطاق ميادين أخرى في العلوم الاجتماعية وفي مقدمتها علم النفس الاجتماعي وتبرز أهمية هذا الموضوع بالإضافة إلى ذلك ،لارتباط نتائجه بقضايا تطبيقية تتعلق ببناء شخصية الإنسان الاجتماعي.وتعني التنشئة الاجتماعية، من ناحية رئيسية، نقل التراث الحضاري وخبرات الأجداد وقيمهم وعاداتهم إلى الأحفاد، ومنهم الأجيال القادمة.إنها وسيلة الاتصال الرئيسية بين الماضي والحاضر، والحاضر والمستقبل وفيها ومن خلالها في نطاق الأسرة يلقن الطفل قيم الجماعة ومثلها وأهدافها، وما تعتز به في تاريخها الطويل، استناداً إلى ذلك.ومن هذا المنطلق اعتبرت عملية التنشئة الاجتماعية عملية تطبع مع الواقع وتمثيلاً لأهدافه وانضباطاً بأوامره وقيمه ومعطياته، وذلك هو الوجه المحافظ لعملية التنشئة الاجتماعية.ومن جانب آخر، اعتبرت التنشئة الاجتماعية وسيلة من وسائل التغيير الاجتماعي بما يمكن إدخاله من قيم جديدة إلى عقول الأطفال وهم في مرحلة اكتشاف واقعهم الاجتماعي، تكمن أهمية التنشئة الاجتماعية بالإضافة إلى ذلك في كونها وسيلة أساسية في خلق ولاءات اجتماعية جديدة بالإضافة إلى إسهامها في عملية التكيف الاجتماعي، وهذا المفهوم للتنشئة الاجتماعية يرتبط بشكل مباشر بمفهوم السلطة، وأسلوب اتخاذ القرارات.وتهتم الدول والمجتمعات على اختلاف نظمها الاجتماعية والسياسية، بموضوع تنشئة الأطفال، فتتجه نحوهم اتجاهاً مباشراً، وتوفر لهم كل الإمكانات لتفجير طاقاتهم فهم بحق رجال الغد وبناة المجتمع الجديد.وتعد التنشئة الاجتماعية من أهم القضايا التي تشغل بال الباحثين والمخططين، فالطفل نقطة الانطلاق لبناء جيل جديد، ومن هذا المبدأ يجب التأكيد على ضرورة التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأطفال وذلك بتوفير كافة الإمكانات التي تفجر قدرات الأطفال وطاقاتهم والتي تؤهلهم لاكتساب قيم جديدة تتوافق مع متطلبات المجتمع الجديد.[c1]فجر نبيل [/c]
التنشئة الاجتماعية
أخبار متعلقة