دخلت المسجد في صلاة الجمعة .. وحرصت على التقدم بسرعة .. شاهدت الخطيب يصعد المنبر وعليه لمعة .. فسلم على الناس .. بالكلمات والحواس .. فبدأ بـ ( إن الحمدلله) .. ولم يقل : ( الحمدلله ) .. إتباعاً لرواية .. وخلافاً لأكثر من آية .. ما علينا .. بعدها قذف رصاصاته حقيقة وكناية .. حذر من اليهود والنصارى والعلمانية والحداثية والشيعة .. وقال إنهم يستحقون القتل سريعاً .. وأن يحصوا عدداً ، ثم يلقون في نار وقيعة .. ثم تطرق إلى إرضاع الكبير ، فقال : هو قول (أهل العلم ) جمعاً .. ولكنه رضاع لايحرم به ( الجماع ) .. ولكن يباح به الخلوة ، بين الشاب ومرضعته كما صح في ( السماع ) ! .. وقال: يصح نكاح الرضيعة عند العلماء جميعاً (!) .. ولو كانت على فراش الولادة وضيعة .. لكن لا يدخل بالمسكينة، بل لو يكتفي بالتقبيل والتفخيذ بالرفق والسكينة.. وهاجم إلغاء الرقيق ! وقال : إن الرق والاستعباد وأسواق النخاسة قائمة بالأدلة والتحقيق .. فما بال نهج الليبراليين للرقيق مانع ومعيق ! وأردف : إن الجواري والإماء يشكلن حلا لمخاطر العزوبة .. وإن ترك الشباب بلا جواري ولا إماء يعد ظلماً وحوباً .. فبادروا يا علمانيون وسارعوا إلى التوبة .. قبل أن تحل عليكم لعنة ( الحزمي ) وتلقي بكم رمياً إلى بلاد ( النوبة ) .. بين المستنقعات والترع والخوبة !.. وفي الآخرة غضب من الله عليكم ونار ملهوبة . وحذر سماحة الخطيب المصلين من مجرد الاطلاع على الصحافة .. وقال : فيها الكفر والصد والشرور والسخافة .. لا يعرف ناشروها ولا كتابها شيئاً عن النظافة .. إنهم يكافحون الأساطير والخرافة .. ويتكلمون ( عن العلماء) من أصحاب الفضيلة بكل لقافة .. فيالها من عيافة .. وكفر ومجون وفسوق كامنة في هذه اللفافة .. وحذر من المرأة .. وقال عنها : إنها كلها من أعلاها إلى ( أدناها ) سوءة (!) .. وهي على مر التاريخ وباء وفتنة .. ولسائر بني آدم شر ومحنة .. يصددن عن الدين .. وينشرن الشهوات في كل حارة وحجنه .. فاربطوهن في البيوت .. واضربوا عليهن النقاب والقيود .. وبعدها سيروا وقلوبكم مطمئنة .. شاوروهن وخالفوهن .. ولا تأمنوهن مادمن يفكرن من تحت أسافل بطونهنه !! .. لا ولاية لهن ولا وظيفة ولا قضاء ولا يستأهلنه .. إنهن أكثر أهل النار ونحن أكثر أهل الجنة .. وانتقل سماحته إلى الديمقراطية والانتخابات .. ووصفها بالكفر البواح .. لأنها تعطل الشريعة وتحارب كل محتكر للسلطة من طاغية وسفاح.. وترشح لولاية الناس من نادى على اسمه الصندوق وصاح .. وإنما الولاية عندنا كسوة من الله لا يخلعها إلا راغب في انبطاح .. لاينبغي خلع قميص الخلافة الا بالدم والسفاح .. وأصوات لعلعة الرصاص بالقذائف والقنابل والقراح .. بعدها يسقط الخليفة رفيع الجناب مطمئن الحال مرتاح .. أما صندوق الاقتراع .. فتباً له من جماد يحتكم إليه الإتباع .. وهو من عمل الكفار الذين يعبدون الجن والأصنام وأصوات الاقتراع .. فتمسكوا بدين علمائكم بالباع والذراع .. واهجروا قراءة الصحف التي توهب منها أو تباع .. واحذروا العلم التجريبي فإنما هو هراء واختراع .. وفي الآخرة ندامة وضياع .. عليكم بكتب القوم من السلفية الناجية .. واحذروا الشيعة والحداثية والصوفية والباجية.. فالشيعة يستحقون القتل والتمثيل .. والصوفية يستحقون الذبح والتنكيل .. والليبرالية الحداثية تستحق التعذيب والسحق والركيل .. حتى تعلو راية قومنا السلفية خفاقة .. فوق كل جبل وسهل وباب وطاقة .. وتعلن نهاية كل مخالف لنا وإعدامه بكل سيف وسكين وموسى حلاقة .. أقول هذا قولي .. واستغفر الله لكم ولي .. وأن يجنبنا سبيل المعالي .. وأن يجعل خاتمتنا كسواد الليالي .. فاستغفروا الله وقوموا ولاتصلوا بين السواري .. وتفالخوا ملتزقين بالأقدام .. ولاتصافحوا بعد الصلاة والسلام .. كما هو صنيع المبتدعة والعوام .. ثم صلى على النبي (ص) وأصحابه الكرام .. وبتر الصلاة والسلام على الآل العظام .. إتباعاً لسنة بني أمية والوهابيين والنواصب اللئام! وكانت هذه خطبة من خطب جمع الشهور والأيام .. على مدار القرون والسنين والأعوام ! .. والله المستعان !
مقامة الجمعة ..!!
أخبار متعلقة