** ظهرت افتراءات البعض على الحج بكونه “شعيرة وثنية”، فالمسلمون يأتون أفعالاً تتضمن الطواف حول البيت وهو حجر، ويقبلون حجراً، ويسعون من جبل إلى جبل وهو حجر، ويقفون على جبل عرفات وهو حجر أصم، ثم يلتقطون أحجاراً من مزدلفة أو منى ليرموا حجراً هو الشاخص، ثم يعودون ليطوفوا في نهاية حجهم حول حجر، وهذه لا تفترق كثيراً عن عبادة الأوثان والأصنام التي كانت تعتقدها قريش وتدين بها، فقد كان في الكعبة وحولها ثلاثمائة وستون صنماً، اختلفت أسماؤها وتعددت أشكالها لكنها تكمن في أنها عبادة أوثان وسجود لأحجار وأصنام.وعليه يرد الدكتور جمال عبد العزيز أحمد بجامعة القاهرة - كلية دار العلوم ومعهد العلوم الشرعية - بسلطنة عمان ، أن الأصل في عبادات الإسلام وشعائر الدين إنها مبنية على الاقتداء قائمة على الاتباع والاتساء، وأن جميع المسلمين يعتقدون أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وأن كل ما جاء به إنما هو محض اتباع وصادق تربية “أدبني ربي فأحسن تأديبي”، وأن كل ما جاء به إنما هو من عند الله: (قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا)، (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا) (النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون).ونحن مأمورون أمر وجوب بإتباع كل ما ورد عن الله وجاء به رسوله، وأنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يبتدع من الدين ما ليس فيه “فكل مالم يكن عليه أمرنا فهو رد” ، ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله)، بحسب جريدة الوطن العمانية.وقد طاف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حول الكعبة وصلى خلف المقام وسعى بين الصفا والمروة ووقف بعرفة ورمى الجمار وحلق وذبح وأهدى وفدى، وقال:”خذوا عني مناسككم” كما قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي” فالقضية في الأصل قضية إيمان واتباع، فحياة الدين الاتباع، وجمال الدنيا الابتداع، فلا يحل لانسان أياً كانت ثقافته وأياً ما بلغ شأنه في العلم أن يزيد شيئا على ما أتى به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالاقتصار على السنة قمة العبادة، والوقوف عند حدود الله هو غاية الاتباع وكمال الدين، وتعظيم ما عظمه الله دليل تقوى القلب وصفاء العقيدة.قال تعالى:(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وقال ـ عز شأنه ـ:(ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) ، وقد جالت هذه الفكرة بخلد سيدنا عمر رضي الله عنه ـ فعندما جاء ليقبل الحجر وقف وقفته المشهورة وقال:(والله إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قّبلك ماقبلتك)، فأوضح أن المسألة لا تعدو مسألة اتباع وجميل امتثال وحسن توجه، وصادق اعتقاد، فهذه مسألة لم تكن لتغيب عن شرع الإسلام ونبيه العظيم وصحابته الاشاوس وجنده المتقين.
الإسلام قائم على الاتباع وليس “شعيرة وثنية” !!
أخبار متعلقة