* في كل بلاد العالم التي تنظم فيها انتخابات عامة تظهر نسب مشاركة الناخبين في الاقتراع من أجل الاختيار أن نسبة كبيرة ممن يحق لهم الاقتراع لا يدلون بأصواتهم.. هذا الموقف السلبي من الانتخابات له أسباب من بينها أن أحدهم غير مدرك لأهمية الانتخابات وآخر يركن إلى أن هناك من سيقوم بالمهمة وأن غياب صوته لن يؤثر في النتيجة، وثالث يائس شعاره (لا فائدة).. الخ.. لكن الموقف السلبي (الفردي) رغم انه موقف غير صحيح أقل خطورة من أي موقف سلبي لجماعة.. حزب سياسي.. تكتل سياسي. فحزب أو تنظيم سياسي لديه برنامج للتغيير نحو الأفضل ويسعى للوصول إلى السلطة لتطبيق برنامجه عندما يقاطع الانتخابات يحاكي بذلك مواقف الأفراد السلبيين تجاه العملية الديمقراطية التي تمثل الانتخابات أهم مظاهرها.. بمعنى آخر تنزل الأحزاب إلى مستوى الفرد غير المدرك لأهمية الانتخابات بدلا من أن ترفعه إلى مستواها.* سألني صديق السؤال التالي: هل تعتقد أن أحزاب اللقاء المشترك سوف تقاطع الانتخابات النيابية؟ وإذا قاطعتها فعلا هل سيترتب على ذلك أثر في النتيجة العامة؟. قلت له: لست أنا هم.. لكن ما أعرفه هو أن أحزاب المشترك لم تقل -حتى الآن على الأقل- أنها ستقاطع الانتخابات، رغم أن الاتجاه العام يشير نحو الانتخابات بدقة.. وقرار مقاطعة الانتخابات من قبل أحزاب المشترك لا اعتقد انه قرار سهل.. فمن ناحية هناك مشاكل ووجهات نظر مختلفة داخل هذا التكتل.. هل يعقل أن يتركوا الساحة لمدة ست سنوات؟. ومن جهة أخرى فإن قرار المقاطعة لا يمكن أن يقرره زعماء أحزاب المشترك وحدهم، ولابد أنهم سيرجعون للهيئات الحزبية وسيطرحون الأمر عليها وهي التي ستقرر هل الأفضل خيار المقاطعة أم خيار المشاركة؟. وهذا ليس بالنسبة لتكتل المشترك بوصفه تكتلاً سياسياً، بل بالنسبة لكل حزب على حدة.. ففي الانتخابات التكميلية الماضية أعلن المشترك كتكتل مقاطعتها، لكن حزب الإصلاح مثلاً شارك فيها بمرشحين وفاز احدهم بمقعد في مجلس النواب.* ومن وجهة نظري انه لو قررت الأحزاب الثلاثة الكبيرة في تكتل المشترك مقاطعة الانتخابات فسوف يكون ذلك مفيدا لجهة تقوية الأحزاب الصغيرة التي سوف يساعدها فراغ الساحة من المنافسين الكبار.. ومن يدري.. فقد تحل معارضة محل معارضة.. وقد يفاجأ حزب المؤتمر بنتائج لم تكن في الحسبان.إن أحزاب اللقاء المشترك -وهذا ما قلته لصديقي- لم تقرر حتى الآن المقاطعة.. تريد كما يبدو انتزاع حصص أو مكاسب معينة من الرئيس قبل الانتخابات.. والدليل على ذلك أنها تشترط أولاً أن الانتخابات يجب أن يسبقها إصلاح كذا.. وإصلاح كذا.. بمعنى أن على السلطة أن تصنع يمناً مزدهراً.. أي عليها أن تفعل ذلك قبل الانتخابات.. طيب يا أخوان.. لماذا أنتم معارضة؟.. ما دوركم؟.. ما هي بدائلكم؟.
أخبار متعلقة