رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع صدام: حكم المحكمة سياسي 100%
عواصم/ وكالات:قال رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس الاثنين ان الدفاع قرر تمييز حكم الاعدام شنقا بحقه رغم اقتناعها بعدم "فائدة" ذلك كون قرارت المحكمة "سياسية مئة في المئة".واوضح المحامي خليل الدليمي "ارى كمحام وصاحب تجربة مع هذه المحكمة ان لا فائدة ترجى من التمييز أو أي خطوة قانونية لأنها محاكمة سياسية (...) ورغم ذلك سنميز الحكم المخزي".وتابع ان "قرارات المحكمة ليست قانونية وانما سياسية ويجب ان يكون هناك قرار سياسي لمواجهتها وليس اجراءات قانونية، فقد طرقنا جميع الابواب ولم نوفق في هذا الصدد (...) فالمحكمة تسير وفقا لمصالح دولية واقليمية ومحلية".واعتبر الدليمي ان "هيئة المحكمة تقودها الميليشيات وأميركا". واشار الى ان المحكمة "رفضت النظر في المرافعات التي تقدمنا بها امس وهذا دليل على ان قرارها سياسي مئة في المئة". وأكد ان فريق الدفاع لم يلتق صدام بعد صدور الحكم.وحكمت المحكمة على صدام حسين وبرزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس السابق ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر بالاعدام شنقا حتى الموت بعد ادانتهم بالمسؤولية عن مقتل 148 شيعيا في قرية الدجيل شمال بغداد مطلع الثمانينات.دوليا، ظهرت انقسامات في الصحف الاوروبية الصادرة أمس الاثنين حول مصير صدام لكنها اعربت عن ترحيبها لان الدكتاتور العراقي السابق حوكم امام محكمة للجرائم التي ارتكبها.واعتبرت الصحف الالمانية ان الحكم بالاعدام هذا "عدالة المنتصرين" التي ستعود بالفائدة خصوصا على الرئيس الاميركي جورج بوش بدلا من الشعب العراقي.وقالت صحيفة "كولنر شتاد انزيغر" ان "محاكمة صدام كانت منصفة" مضيفة ان "صدام لن يعيش في منفى ذهبي مثل طغاة سابقين آخرين. ولن يعدم رميا بالرصاص كما اعدم الدكتاتور الروماني تشاوتشسكو".ومن جانبها رأت صحيفة "برلينر زيتونغ" (يسار وسط) ان هذه المحاكمة كان "يفترض ان تكون فرصة تاريخية" لفهم نظام صدام الديكتاتوري. واضافت انه "بدلا من ذلك تلاعبت قوات الاحتلال بالقضاء" العراقي. وكتبت الصحيفة ان "ترحيب مسؤولين غربيين رسميا بحكم الاعدام دليل على هزيمتهم السياسية والاخلاقية".وذكرت صحيفة "شتوتغارتر زيتونغ" ان "الاوساط الثقافية الاسلامية سترى في هذا الحكم دليلا على عدالة الفريق المنتصر".وقالت صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية ان "التحقيق يجب ان يستمر. بعد الشيعة على الاكراد ان يروا ان صدام يحاكم لجريمة واحدة على الاقل ارتكبت بحقهم (...) وبالتالي لا داعي الى العجلة في تنفيذ عقوبة الاعدام بصدام".واعتبرت صحيفة "ليبزيغر فولكسزيتونغ" ان "الحكم بالاعدام على صدام يشكل للرئيس جورج بوش نجاحا سياسيا كان بحاجة اليه (...) لكنه لن يستطيع ان ينسى أن العراق الذي حرر من ديكتاتوره سيكون من الصعب ادارته".وتساءلت الصحف البريطانية عن مصير الدكتاتور العراقي السابق، ففي حين رحبت بعضها بحكم الاعدام طالبت اخرى بتخفيف هذا الحكم.وقالت "ذي دايلي ميرور" (يسار وسط) ان "العالم يجب الا يعرب عن سروره لصدور حكم الاعدام على رجل حتى وان كان هذا الرجل صدام حسين". واضافت "كان ديكتاتورا قاسيا لكن هناك مخاطر بأن يؤدي شنقه الى اراقة مزيد من الدماء".واتخذت صحيفة "ذي غارديان" الموقف نفسه معتبرة انه "اذا كان يجب ان ينبثق عراق جديد من انقاض العراق القديم فان الامتناع عن تنفيذ عقوبة الاعدام ستكون بداية جيدة لذلك".ورفضت صحيفة "ذي صن" الشعبية هذه الحجج مشيرة الى ان "هذا اللص الذي اصبح رئيسا يستحق أن يعدم شنقا".واشادت صحيفة "ذي دايلي تلغراف" اليمينية بهذا الحكم مؤكدة ان "اعدام صدام ليس شرطا كافيا لارساء الديموقراطية في العراق لكنه خطوة ضرورية لتحقيق ذلك". وكتبت صحيفة "ذي اندبندنت" انه "لن يكون للمحاكمة او لنتيجتها اي آثار على حركة التمرد".وفي ايطاليا كتبت صحيفة "الكورييريه ديلا سيرا" على موقعها الالكتروني ان "حكم الاعدام على صدام حسين يثير انقسامات في ضمائر العالم الغربي".وقالت "لا ريبوبليكا" انه "يبدو ان حكم الاعدام الذي صدر يطوي نهائيا صفحة المسيرة الشخصية والسياسية لصدام حسين الذي حكم العراق دون منازع طوالـ24 سنة".ومساء الاحد عنونت الصحيفة على موقعها الالكتروني "سرور في الولايات المتحدة وبريطانيا لصدور حكم الاعدام والاتحاد الاوروبي يعارض تنفيذه".اما صحيفة "الباييس" الاسبانية فقالت "ليس هناك ما يدعو الى السرور لصدور عقوبة الاعدام (...) وفي حال قبول طلب الاستئناف علينا انتظار صدور حكم جديد (...) وفي حال اعدم الديكتاتور السابق من المرجح ان يجعل منه انصاره السنة شهيدا مما يجعل عودة الهدوء الى البلاد امرا صعبا".وفي فرنسا انتقدت معظم الصحف الصادرة المحاكمة والمنافع التي قد يجنيها جورج بوش من صدور حكم الاعدام على صدام حسين مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في الولايات المتحدة.وقالت صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية ان "سير محاكمة صدام ومضمونها القانوني اجراء استثنائي مثير للسخرية". واضافت ان "حكم الاعدام على صدام حسين صدر باسم الشعب العراقي الذي بات يطرح مصيره مشكلة اكثر من اي وقت مضى".وكتبت صحيفة "لو فيغارو" اليمينية انه "من المؤسف ان يعطي هذا الحكم انطباعا بتشريع التدخل العسكري الذي نفذ بذرائع خاطئة في حين يجب ان يكون قبل كل شيء خطوة مؤسسة لدولة القانون بعد حكم ديكتاتوري دام 24 سنة".وقالت صحيفة "لا كروا" الكاثوليكية انه "في حين سيعطي الاميركيون من خلال الانتخابات البرلمانية مؤشرا للرئيس بوش حول الطريقة التي ينظرون فيها الى نهجه السياسي لن يكفي النبأ الصادر من بغداد في اعادة الثقة".وذكرت "لومانيتي" الشيوعية ان "محاكمة صدام لا تسوي الامور. والحل العسكري في مأزق".