ما أجمل أن يكون هناك أسبوع للمرور في كل عام .. ومن ميزات هذا اليوم أن يتذكر السائقون إرشادات وقوانين المرور وكم هو جميل أن ينتشر رجال المرور المغلوب على أمرهم في الطرق الرئيسية وأحياناً في الشوارع .. ويلتزم الجميع بقوانين وأنظمة المرور وفي هذا الأسبوع فقط وينتهي أسبوع المرور وينتهي كل شيء وتبدأ المخالفات ويبدأ الانفلات المروري.نحن لا ننكر دور رجال المرور وتحملهم الوقوف ساعات تحت لهيب الشمس المحرقة والذين ينتشرون بزخم كبير وخاصة في أسبوع المرور أو عند زيارة الرئيس لمحافظة عدن مثلهم مثل بقية أفراد الشرطة والأمن. وفي بقية الأيام لا نشاهدهم سوى بعدد أصابع اليد في بعض الجولات والطرق الرئيسية ويحصل مايحصل في الشوارع والطرق الفرعية وأمام المدارس والمستشفيات ومنها السرعة الجنونية ودخول في ممنوع الدخول (NO ENTRY) والوقوف في الاتجاه المعاكس ولا نشاهد أحداً منهم.والسؤال هنا .. أين يكمن الخلل .. ومن هي الجهة المسؤولة عن هؤلاء الجنود المجهولين والمغلوبين على أمرهم ؟.. والجواب نلقاه وبكل بساطة أن الاهتمام بهؤلاء الناس يكاد أن يكون معدوماً .. من حيث مرتباتهم الضئيلة وتوفير الإمكانيات اللازمة لهم من آليات كالسيارات والدراجات النارية وكذا أسلحة تحميهم أحيانأً من عبث العابثين إضافة إلى سوء التخطيط للطرق وعدم وجود الإشارات المرورية في بعض الشوارع بصورة واضحة أمام السائقين لأن بعضها اقتلعت من جذورها ولم تشرف إدارة المرور على تركيبها في الشوارع .. ومدينة عدن كانت في يوم من الأيام مميزة بنظامها المروري على مستوى المنطقة العربية بل والعالم .. وكان الأميركيون يحسدوننا على ذلك النظام المروري الموجود في مدينة عدن .. ونسأل أنفسنا اليوم ماذا جرى للنظام المروري في عدن بل وفي اليمن كله ؟!.. انفلات مروري رهيب يدعو للتوقف في وقت نحن بحاجة ماسة لوجوده وفي مثل هذه الكثافة السكانية وكثافة السيارات حيث تزداد حوادث السيارات وتزهق الأرواح البريئة والمرور في المشمش .. إن لم نقل حتى الدوريات الأمنية المعمول بها سابقاً لم يعد لها وجود في الشوارع والطرق وخاصة في مثل هذه الظروف السياسية الخطيرة .. ونحن هنا لا نقصد أحداً من خلال ما ذكرناه ولكنا نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين .. خاصة أن محافظة عدن سوف تستقبل خليجي عشرين وتحتاج إلى مزيد من اليقظة الأمنية ولأن المواطن نفسه يعتبر ايضاً مسؤولاً إلى جانب رجل الأمن ورجل المرور .. نتمنى توعيته عبر كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حتى نخلق وعياً مرورياً أمنياً متكاملاً لدى الجميع وفي المدارس ايضاً .. وعلى الحكومة أن توفر لإدارات المرور والأمن كل الإمكانيات من أجل الارتقاء بالعمل الأمني والمروري نحو الأفضل وكذلك الاعتناء برجاله مادياً ومعنوياً .. برغم أن محافظة عدن لديها إدارة أمن واعية وأمينة ومسؤولة ولكن تنقصها بعض الإمكانيات المكملة لعملها الإنساني هذا.
أخبار متعلقة