لندن/14 أكتوبر/ مارك تريفليان: أوضحت التسجيل الصوتي الأحدث لأسامة بن لادن زعيم القاعدة أنه يعتبر أوروبا أرضا خصبة للقاعدة لاسيما في وقت تتزايد فيه حدة التوتر بين حرية التعبير والقيم الإسلامية ولكنها لا تشير على الأرجح إلى هجوم وشيك. وقال محللون ومسئولون أمنيون إنه لا يوجد أي دليل على ان تصريحات ابن لادن تحتوي على تعليمات مشفرة لنشطاء القاعدة وليس معروفا عنه توجيه تحذيرات قبل شن أي هجوم. لكن التسجيل الذي أصدره زعيم القاعدة يوم الأربعاء كان واضحا في تركيزه على أوروبا بدلا من الولايات المتحدة التي خص رئيسها جورج بوش بإشارة عابرة بقوله «مجاراة لحليفكم الظالم الذي أوشك ... على الرحيل من البيت الأبيض.» وقال ساجان جول من مؤسسة آسيا المحيط الهادي وهي مركز أبحاث أمني مقره لندن «أوروبا أصبحت ميدان معركة القاعدة... هذا إعلان واضح جدا لنوايا ابن لادن.» وقال سبستيان جوركا -وهو أستاذ مساعد في مركز مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية ومقره ألمانيا- «ربما أقرت القاعدة ببساطة بأن توجيه رسالة للولايات المتحدة ليس مجديا لأنها لن تؤثر على مجريات الأمور هناك. ربما كانت هذه محاولة واعية لاعتبار أوروبا مرة أخرى المكان الأكثر إثارة لتوجيه رسالته.» وسعى ابن لادن لإشعال غضب المسلمين من جديد بسبب نشر صحيفة دنمركية رسوما مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والذي أثار احتجاجات دولية عنيفة في عام 2006. واشتعلت مظاهرات من جديد في الدول الإسلامية بعد أن أعادت عدة صحف في الشهر الماضي نشر أحد الرسوم بعد أن اعتقلت الدنمرك ثلاثة رجال لاتهاماتهم بالتآمر لقتل رسام الكاريكاتير. وقال جول عن رسالة ابن لادن «يحاولون إذكاء التوترات... هذا هو مبدأ القاعدة القائم على السعي لإحياء المظالم القديمة.» وفي السياق نفسه شن ابن لادن هجوما على البابا بنديكت الذي أثار غضب المسلمين في عام 2006 باقتباسه قولا لإمبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر أساء للرسول. وقال ابن لادن في أحدث رسالة صوتية والتي تزامن نشرها مع مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام إن نشر الرسوم المسيئة للرسول جزء من «حملة صليبية» وقال في التسجيل «نشركم لهذه الرسوم والتي جاءت في حملة صليبية جديدة وكان لبابا الفاتيكان باع طويل فيها ... تأكيد منكم على استمرار الحرب.» وتأتي هذه الإشارة في إطار إستراتيجية مألوفة لابن لادن تضع الإسلام والمجتمعات الغربية ذات الجذور المسيحية في حالة حرب تعود أصولها للعصور الوسطى. وقال كلود مونيكيه رئيس المركز الأوروبي للمخابرات الإستراتيجية والأمن «إنه منطق الحملة الصليبية. البابا قد يبدو في مخيلة الإسلاميين كقائد للحملة الصليبية والتي من الواضح أنها سخيفة ولكن قد يكون لها معنى لدى بعض المسلمين والإسلاميين. اعتقد أنها قد تشير إلى أن البابا هدف.»، وأضاف أن وجود البابا في روما عامل يجعل من إيطاليا هدفا للقاعدة. ومن بين البلدان الأوروبية الأخرى التي تضع القاعدة أنظارها عليها الدنمرك بسبب الرسوم المسيئة وهولندا التي من المنتظر أن يصدر فيها جيرت فيلدرز السياسي اليميني بها في الأسبوع القادم شريط فيديو من المتوقع أن يسيء للقرآن. ولم يشر التسجيل الصوتي لابن لادن إلى فيلم فيلدرز لكنه يسعى لدحض مقولة حرية التعبير التي يستخدمها المدافعون عن الفيديو والرسوم المسيئة. ويتساءل ابن لادن في التسجيل الصوتي عن الأساس الذي تستند إليه القوانين في ألمانيا والنمسا والتي تجرم كل من ينكر وقوع المحرقة وتقمع كل من يشكك في أعداد الضحايا إذا كانت حرية التعبير في أوروبا مقدسة. وكان رد الفعل الرسمي في أوروبا مخففا يوم الخميس. وقالت كريستينا جالاتشي المتحدثة باسم خافيير سولانا مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي «سنواصل سياستنا التي تقضي بعدم التعليق على مثل هذا النوع من الاستفزاز.» وقالت ألمانيا إنها لا ترى جديدا في تهديدات القاعدة بينما رفضت هولندا التعليق. وقال ادوين باكر وهو محلل أمني هولندي «في هولندا يتم التعامل مع الأمر بجدية لكن من ناحية أخرى لا شيء جديدا.» وأضاف أن ابن لادن يصب الزيت على «النيران المشتعلة بالفعل.» ورفض الفاتيكان اتهامات ابن لادن قائلا «إنها تفتقر إلى أي أساس على الاطلاق.» وقال محللون إن أجهزة الأمن تدرس تسجيل ابن لادن الصوتي لكنها لن تدفع الحكومات إلى تشديد إجراءات الأمن. وقال مونيكيه المقيم في بروكسل «إننا بالفعل في حالة تأهب مرتفعة في الدول الرئيسية المستهدفة.»
أخبار متعلقة