عيدروس عبدالرحمن الليلة .. هي الليلة الكبيرة، أوروبياً، كورياً، ليلة تتويج العروس التي خطب ودها 16 فريقاً تساقط الجميع وبقي اثنان، احدهما يستحق أن ترفع له الأنخاب ونضع على رأسه أكاليل الانتصار . الليلة، ليلة العرس الأوروبي الكبير الذي حبس أنفاس العالم أكثر من عشرين يوماً .. ليلة الألمان والماكينات الألمانية الساعية نحو تعزيز وتجذير سيادتها الكروية الأوربية .. أو تكون ليلة الاسبان بعد غياب 44 عاماً عن منصات التتويج . والفريقان الألماني والاسباني كانا الأحق والأجدر بالمكانة الكروية التي وصلا إليها واستحقا أن يبلغا الدور النهائي ويتنافسان الليلة على أحلى وأجمل الألقاب . فالألمان رقم صعب ، وعجيب ، ومتقلب الأدوار ، لكنه الرقم الذي تجده حاضراً بكثافة عند مثل هكذا مواقف ومسيرة الفريق الألماني بدأت مبشرة ومؤكدة شرعية فوزه وطموحه باللقب لولا العثرة الكرواتية ... ويمتاز الألمان بصفات ثابتة أنهم يلعبون ويقدمون كرة جماعية منظمة كأنهم بنيان مرصوص وأداء دفاعياً / هجومياً متوازناً لا يطغى احدهما على الأخر، ولديهم القدرة على تفصيل وتفضيل أدائهم حسب الفرق التي سيلعبون أمامها .. دليلهم في ذلك سعيهم للفوز حسب الأسلوب والطريقة الأمثل مع تنوع وهدوء في أدائهم لبلوغ غاية الفوز بالمباراة ومع اختلاف مستوى الفريق الألماني في مباراتيه الاخيرتين أما م كل من البرتغال وتقديم فصله الأروع في هذه البطولة .. فان الأداء الألماني تغير تماماً أما الأتراك لكنه وصل للغاية المنشودة والفوز والتأهل على طريقة داوني بالتي كانت هي الداء.
فالألمان ( تاريخياً ) يعرفون كيف يلعبون ، وكيف يفوزون وكيف يصعدون سلم المباريات النهائية وسجلهم شاهد تاريخي وكروي على ذلك ومن المرجح أن يقدم لنا الألمان الليلة فصلاً كروياً ربما يكون جديداً علينا في هذه المسابقة كما فعلها بالبرتغال خاصة وان الفريق المنافس يمتاز بصفات ومزايا مشابهة لبرازيل أوربا. أما الفريق الاسباني ، فيكفي انه قدم العروض الأفضل والنتائج الأعلى وسار على درب النهائي بانتصارات متلاحقة بدءاً بالروس ثم السويد فاليونان ليجهز على الطليان فالدب الروسي وكلها انتصارات ولم يعرف الخسارة أو التعادل ، كما أن شباكه لم تهتز سوى مره واحدة .. بينما مهاجموه استطاعوا طرق أبواب وشباك كل الفرق .ما يميز الأسبان أنهم هذه المرة شبوا عن الطوق وقدموا لنا كرة منافسة وطامحة للفوز بالألقاب بعد غياب ما يقرب من نصف قرن على بطولة أوربا الثانية التي فازت بها اسبانيا في أرضها. فالما تدور الاسباني ( فريق) مكتمل حراسة ، دفاعاً ، صناعة لعب وهجوماً .. وخاض يورو 2008 على أمل وطموح تغيير موقعه ومكانته الكروية من فريق منافس إلى فريق بطل .. يعتمد على سرعة الأداء والمهارات الفردية التي تشكل فواصل موسيقية وعزف منفصل يضيف للأداء العام رونقاً وشكلاً جميلاً. وخاض مدربه العجوز تحدياً اكبر بعدم اشراكه للنجم المدلل راول الذي قوبل بعاصفة من الاستهيان لكنه حتى الليلة كان الأحق ولن تفلته الصحافة الملكية والمدريديه الا بحمله لكأس أوربا اعترافاً له بالفضل ماذا وإلا فالمسلخ الاسباني جاهز له حتى وان حل وصيفاً .[c1]سحب البساط[/c]مباراة الليلة معركة بين التاريخ الألماني والحداثة الاسبانية بين الالتزام الميكانيكي والرقص على مسارح العالم .. بين التعلم والمنهجية وبين الفطرة والموهبة . مباراة اليوم .. مواجهة بين ثبات النظريات الألمانية .. وليونة ولطف الأناقة الاسبانية . مباراة اليوم .. ليلة عطش عاشتها اسبانيا 44 عاماً لتشرب الليلة من الرحيق المختوم اوربياً . مباراة اليوم .. ترسيخ للنظرية الدائمة (اللي تكسب به العب به)مباراة الليلة متعة ويالها من متعة .. فلمن نزف العروس لأصحاب التجارب الكثيرة أم للعريس الشاب الطموح المتحفز لسحب البساط من تحت أقدام الكبار .. والليلة نشوف .