المفتتح
إذا كان الثابت عند الخبراء التربويين ان الامتحانات وسيلة لترجمة أهداف المجتمع ولخلق المواطن الصالح الذي يفترض ان تتوافر فيه الصفات التي تؤهله لأن يؤدي دوراً إيجابياً وفعالاً في تنمية المجتمع ونهضته وبالامتحانات أيضاً نستطيع معرفة مقدار ما حققناه ومالم نحققه من أهداف التربية في بلادنا ونعرف بأن حينما يخرج الى الحياة ويعيش صراعاتها لا يطلب منه استظهار ألف بيت من الشعر او ترديد ما حفظه من نظريات الفلسفة والمنطق بل يطلب منه التفكير في حل المشاكل التي تعترضه والجرأة في مواجهتها والعزم والتضحية على حلها معتمداً على نفسه مستعيناً بما مر من تجارب وخبرات المدرسة التي مكنته بالفعل من التعرف عليها اثناء وجوده فيها اذاً فليكن الهدف الحقيقي من الامتحانات هو تقويم قدرات الطالب وتطور شخصيته ومهاراته وليس لقياس معارفه ومعلوماته أو فيما ينظر بعضهم الآخر الى الامتحانات العامة على انها اتجاه يهدف بالاساس الى ترفيع الطالب او ترسيبه وتنتهي باعلان النتائج وانتقال الطالب من صف الى صف أعلى او الحصول على شهادات اكمال الدراسة وحتى دون ان تقوم الجهات المعنية بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات ذات الصلة بتحليل نتائج الامتحانات ودراستها ونشر الاستخلاصات والمقترحات وتعميدها على المؤسسات التربوية للاستفادة منها في الاعوام الدراسية القادمة من جانب وفي تطوير المناهج الدراسية وطرائق التدريس من جانب آخر ولذلك فهذا بعض من التربويين ينظر الى هذا النظام من الامتحانات على انه مشكلة اجتماعية تترك آثارها السلبية على الاسرة والطالب والمدرسة والمجتمع كونه بشكله التقليدي الحالي لا يعني الا بما يحفظه الطالب وما ترسخ في ذاكرته فهو يقيس معلوماته وليس مقدرته وخبراته وتجاربه ومع ذلك فان هذا القياس حتى للمعلومات غير دقيق ولا يمكن الاعتماد عليه وذلك لاختلاف مقدري الدرجات في اذواقهم وميولهم واحوالهم النفسية كما ان الاسئلة في كل الاحوال لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب وغالباً ما يغيب عنها اسلوب التدرج من السهل الى الصعب هذا الى بعض الغموض في صياغتها ولهذا فان هذه الامتحانات بأسلوبها الحالي تعطي انطباعاً بأنها اصبحت غاية في ذاتها وليست وسيلة ولذا فان الطالب لا يقرأ حباً في القراءة ولا يبحث حباً في البحث وانما يقرأ للامتحان ويبحث من أجل ان ينجح في الامتحان وهنا يكمن الخطر .* أحمد راجح سعيدموجه تربوي