حكايات من أدب شكسبير (1 - 2)
اعداد / شارلز وماري لامب ترجمه وعرض / طارق السقافكانت جيرترود ملكة الدانمارك، وقد تزوجت بعد مقتل زوجها الملك بشهرين من كلوديوس وهو أخ الملك المتوفي ولم تكن تعلم بان كلوديوس هذا كان شريراً، ويعتقد الناس بأنه هو من قتل شقيقه حتى يستولي على الملك لنفسه بدلاً من ولي العهد هاملت.وكان هاملت ابن الملكة جيرترود والملك المقتول، وكان يحب والده كثيراً وكان حزيناً جداً لمقتله كما أن زواج والدته زاد من حزنه، وكان متعباً جداً فلم يعد يحب الحياة ويقبل عليها فرحاً كما كان في الماضي فقال لنفسه ذات يوم حزيناً» لماذا نسيت أمي أبي بهذه السرعة وتزوجت مباشرة بعد وفاته؟، لقد كان زوجا وفياً لها ووالداً حنوناً لي». وذات يوم قال الملك الجديد.-عم هاملت- له» والآن يا هاملت انك بمثابة ابن لي». لم أنت حزين هكذا؟»، وقالت له والدته محاولة التخفيف عن حزنه» حاول أن تنسى حزنك هذا يا بني، فأنت تعرف بأن كل نفس ذائقة الموت، لماذا تبدو حزيناً هذا دائماً، إلا تخلع عنك رداء الحزن هذا»، فرد هاملت بألم « أنا لا أبدو ولا أتظاهر بالحزن، إنني ارتدي الملابس السوداء هذه لأنني فعلاً حزين على موت والدي»، ولم يستطع عم هاملت وكذا والدته التخفيف من حزنه فقد رفض هاملت ان يخلع ثيابه السوداء كما لم يستطع ان ينسى حزنه، بل انه شعر بالغضب لان والدته قد تزوجت من شخص شرير.أتى هوراشيو- وهو صديق هاملت- إليه واخبره بقصة غريبة، فقال هوراشيو» لقد رأى حراس القلعة شبح والدك على جدران القلعة قبل ثلاث أو أربع ليالٍ وكانوا مرعوبين جداً من ذلك الشبح، لقد رايته بنفسي، لقد كان يرتدي ملابس الملك قبل المعركة، وحاولت التحدث معه ولكنه لم يجبني»، فقال هاملت بلهفة» هل رايت وجهه؟» الليلة تظاهر هاملت بالجنون لكل أفراد القصر حتى أمام اوفيليا تلك الفتاة الجميلة التي أحبها.أرسل كلوديوس- وهو الذي لم يكن يثق بأي احد- شابين من أصدقاء الصبا لهاملت لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء التصرفات الغريبة التي كان يقوم بها، وعندما رآهم هاملت استغرب وتساءل في قرارة نفسه عن الأسباب الحقيقية لزيارتهم له فسألهم بحدة» لماذا أتيتم الى هنا، هل أتيتم بأمر من الملك أم بمحض إرادتكم؟» فوجئ الأصدقاء بهذا السؤال فأرتبكوا قليلاً فقال احدهم» لقد أتينا....» فقاطعه هاملت بحدة قائلاً» سأخبركم أنا لماذا أتيتم لقد فقدت مؤخراً إحساسي الحقيقي بالسعادة في هذه الحياة لقد حاولتم إسعادي جاهدين ولكن دون جدوى لقد فقدت فعلاً إحساسي بالجمال فلم يعد يسعدني احد الان : فقال له أصدقاؤه في محاولة منهم للترفيه عنه» هناك مجموعة من الممثلين في مسرحية سيأتون لعرضها هنا، فربما يستطيعون زرع الابتسامة على وجهك».ويبدو ان محاولتهم قد نجحت فلقد بدا السرور على وجه هاملت بسماعه لهذا النبأ خصوصاً بعد وصولهم ، فذهب هاملت إليهم وسعد كثيراً برؤيتهم وطلب من احدهم ان يقرأ له نص إحدى مسرحياتهم عن وفاة ملك عن عجوز فقرأ له احدهم ذلك واخبره كيف قتل هذا الملك أحرقت مدينته وتكلم عن زوجته الملكة وكيف أصبحت حزينة بموت زوجها وكيف ارتدت الشرشف على رأسها بدلا من التاج الملكي وكانت تجري باتجاه القلعة كتعبير عن حبها وحزنها في الوقت نفسه عن مقتل زوجها، وقد قص الممثل هذه القصة ببراعة وإتقان شديدين لدرجة انه ذرف الدموع وعندما رأى هاملت الممثل وهو يبكي شعر بالغضب تجاه نفسه فقال لنفسه» لقد بكى هذا الممثل على الملكة وهو لا يعرفها فكيف بي ولم افعل شيئاً حيال مقتل والدي، وفجأة خطرت له فكرة فقال» سأطلب من الممثلين ان يمثلوا قصة مقتل والدي وسأطلب من كلوديوس مشاهدة المسرحية وارى ردة فعله فربما يثبت لي هذا بأنه هو قاتل والدي فتيقن بان ماقاله الشبح كان هو الحقيقة بعينها.في ذلك المساء وعند وضع اللمسات الأخيرة على المسرحية التقى هاملت صديقه هوارشيو وطلب منه مراقبة عمه بتمعن خلال عرض المسرحية وخصوصاً قسمات وجهه وعندما استعد الممثلون للبدء في المسرحية وجلس هاملت بالقرب من اوفيليا، وكان عمه كلوديوس جالساً مع الملكة وعدد من أصدقائهما ولم يعلم شيئاً عن خطة هاملت. وبدأت المسرحية وكانت قصتها تدور عن الملكة عندما أخبرت زوجها الملك بأنها تحبه كثيراً جداً ووعدت بان لا تتزوج غيره من بعده وقالت لزوجها» فقط من تقتل زوجها هي التي ترغب في الزواج ثانية» وبعدها ببرهة غط الملك في نوم عميق وبعدها قام ابن أخيه بقتله... لم يحتمل كلوديوس أكثر من ذلك، فقام مرتبكاً متوتراً فقد كان مشهد قتل الملك في المسرحية مطابقاً للواقع عندما قام بإرسال ابنه لقتل اخية وهو نائم. فسألته الملكة وكانت جالسة بقربة تشاهد المسرحية قائلة» ما الأمر ياسيدي؟ مالمشكلة؟ تبدو متوتراً» وصالح بولونيوس» اوقفوا المسرحية كما صرخ الملك قائلاً او قفوا المسرحية وأضيئوا الأنوار وليخرج الكل من خشبة المسرح، وعندها تأكد هاملت بان الشبح كان يقول الحقيقة، وأصبح على يقين بان عمه قد قتل والده وقد قرر في قرارة نفسه ان ينتقم لوالده.أرسلت الأم خادماً الى هاملت تطلب منه زيارتها في غرفتها وبينما هو في طريقة إلى غرفتها رأى عمه وهو يصلي ففكر هاملت قائلاً» استطيع قتله ألان ولكن ان قتلته الآن سيتأثر الشعب بموته خصوصاً وهو يصلي وسيتعاطف معه، يجب علي ان أحسن توقيت قتله عندما يكون نائماً مثلاً».كان بولونيوس- والد اوفيليا- مختبئاً خلف ستارة غرفة الملكة وقد وعد كلوديوس بان يختبئ ويصغي لكل ما يقوله هاملت لوالدته وكانت الملكة تعلم بوجوده وصل هاملت إلى غرفتها متسائلاً ماالامر ياوالدتي.؟ فقالت له لقد أغضبت والدك ياهملت فقال مستنكراً والدي!!؟؟ ان كلوديوس ليس والدي لقد ارتكبت خطأ كبيراً بحق والدي بزواجك من كلوديوس فقالت له مستنكرة أسلوبه في الكلام معها» هل نسيت من أنا؟» فرد عليها « لا لم انس فأنت الملكة، زوجة الملك وأمي ، كم أتمنى بان لاتكوني أمي انتظري حتى انهي كلامي ولا قول لك من أنت؟ فصرخت الملكة الأم « ماذا؟ هل تريد قتلي؟ « بعدها صرخت بأعلى صوتها النجدة، النجدة» وعند سماع صراخ الأم صرخ بدورة بولونيوس من خلف النافذة» النجدة، النجدة» فصاح هاملت ملتفتاً باتجاه النافذة قائلا: ماهذا ؟ فار ؟ « عندها استل سيفه وضرب به بقوة النافذة اعتقاداً منه بان كلوديوس كان مختبئاً خلفها وتمنى بأنه قد قتله، بعدها قام بنزع ستارة النافذة فرأى بأنه كان قد قتل بولونيوس. فصرخت الملكة قائلة ياالهي ماذا فعلت؟ فاستنكر هاملت السؤال قائلاً» ماذا فعلت؟؟!!، لقد ارتكبت جريمة مثل جريمة قتل الملك والزواج من أخيه فردت عليه والدته بغضب كيف تجرؤ على التكلم معي بهذه اللهجة فرد عليها وأنت كيف استطعت نسيان والدي بهذه السرعة والزواج بعمي والشعور بالسعادة معه؟ ما الذي دفعك للزواج منه؟ لا تقولي لي بأنه الحب، ان وضعك لايسمح لك ان تحبي خصوصاً وأنت في هذا السن ما الذي جعلك لاتبصرين حولك؟» لم تستطع الملكة ان تسمع أكثر من ذلك فصرخت في وجهه» اخرس يكفي ماقلته لكنه أعاد السؤال بإصرار» كيف تستطيعين العيش مع رجل كهذا؟ رجل لايساوي شيئاً مقارنة بزوجك الأول؟» فصرخت أمه ثانية» اخرس ، اخرس» . [c1]يتبع [/c]