أقواس
كنت صبيحة يوم الثلاثاء الموافق للسابع من هذا الشهر قد مررت على مايشبه الخاطرة لكاتبة اقرأ لها للمرة الاولى تدعى ميسون عدنان الصادق ، وكانت الخاطرة بعنوان (دعني احبك ) وكانت منشورة في زاوية من نتاجات الواعدين .. ولقد احسن صنعاً الاخ الاديب والشاعر جلال احمد سعيد المحرر الثقافي ان نشر مافي تلك الزاوية ، وانا وان كنت قد فرغت من مضمون ماجاء في تلك الخاطرة ، وهالني ان تلقي فراشة نفسها في النار ، لكنني قدرت ان هذا الامر من نسج الخيال ، وانه من غير المعقول ان الكاتبة تفصح عن مكنون صدرها ، ومجنوء قلبها ، والا لكان الامر جللاً ، سواء اكان الامر متعلقاً بها او بغيرها من اترابها ، ورأيت ان في الادب ، في كثير من الاحايين ، سعة تفضي الى تناول قضايا قد تصطدم مع العقل او مع العرف لكنها لاتعبر بالضرورة عن واقع الحال ، فالشعراء بالذات في كل واد يهيمون ، بل ويقولون مالايفعلون ، الحق اني لم اتوقف طويلاً عند الخاطرة ولم تثر في نفسي كثيراً من الاعجاب ، واكتفيت بأن مصصت شفتي وقلت : لابأس ، وكفى! .ولقد هالني ان اقرأ تناولاً لهذه الخاطرة في عدد سابق للصحافي فريد صحبي تحت عنوان ( ليست واعدة بل مبدعة ) ورحت انقل عيني فوق السطور لأكتشف ان الاخ فريد قد وضع نفسه في غير موضعها ، وسلك طريقاً وعراً جانب فيه الصواب ، وتنكب عن جادة الحق ، كيف لا وهو يصف فتاة كتبت خاطرة او مايشبه الخاطرة بلغة ليست خلابة ولا ذات رونق وخلت خاطرتها من الاخيلة والصور ، بل كانت مباشرة وعادية ، يصفها بالمبدعة واذا كان قد اطلق عليها هذه الصفة بعد قراءة خاطرة واحدة فماعساه يقول عنها في الخاطرة العاشقة واي الالقاب تراه سوف يكون لائقاً بها؟! .عزيزي فريد .. اذاكان الشعر الحديث او قصيدة اكثر فتحت الباب على مصراعية امام من اراد ، فإن هذا لايعني بأي حال من الاحوال ان نلصق صفة الشاعرية على اية كتابة . وهب ان ماكتبته ميسون كان شعراً ، وان كنت لا ارى ذلك فهل من الانصاف ان نطلق عليها صفة المبدعة ؟ انك بمقالك هذا قد دققت مسماراً في نعش موهبة قد يكون لها شأن في مقبل العمر بالجهد والكد والمثابره ان الفراشات تموت اذا ساعدناها على الخروج من الشرنقة قبل الاوان لان قواها لم تكتمل بعد ، وهذا عين ماتركته من اثر بمقالك آنف الذكر ، ولقد صدق الاستاذ الاديب والكاتب والشاعر الكبير د. عبدالعزيز المقالح حين قال في مقدمة كتابه ( البدايات الجنوبية ) .. لقد اقتنعت منذ فترة ان رعاية الموهبة ليست في مدحها ولا في التمكين لها من الظهور قبل الاوان وانما هي بمدها بالتشجيع والملاحظات والتوجيهات ، واخصاب طريقها بالنافع والمفيد من مكونات الوعي الشعري او الفني وتركها داخل شرنقتها تعاني وتتألم وتصارع في انتظار الميلاد الصحيح . واخلص فاقول ان الكاتبة قد تكون واعده وربما اصبحت مبدعه لكن بين هذه وتلك رحلة مكابدة ومعاناه طويلة مازالت على اعتابها .. فهل تصل ؟ .. آمل ذلك !!