القاهرة/ 14أكتوبر / هشام نصر : أكدت دراسة حديثة أن القيادات النسائية في مصر تفضلن التعامل مع المواطنين الرجال وليس الموظفات أبناء جنسهن ، لأن النساء يتعاملن مع بعضهن من منطلق الغيرة ، وأن الرجال أهدأ في التعامل وأكثر جدية في العمل .وأشارت الدراسة التي أجريت بكلية الإعلام جامعة القاهرة و شملت 511 قيادة نسائية في قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري إلي أن ثلث المبحوثات أعلن أنهن يفضلن الرجال في العمل ، في حين اوضح 06 % من القيادات أنهن لا يأخذن نوع الجنس في الاعتبار ، وان الامر سيان لديهن ، إلا ان الدراسة اثبتت ان نسبة الثلث التي فضلت التعامل مع الرجال ، دليل قاطع علي تحيز المرآة العاملة للرجال .ولفتت الدراسة إلي ان النتائج جاءت علي عكس المتوقع ، حيث كان الجميع يظن أن المرأة سوف تكون في العمل مع المرأة أكثر من الرجل ، وأن من المفترض أن النساء سوف يفضلن ابناء جنسهن ، لأنهن يعانين نفس الظروف والمشاكل ، وبالتالي الأولي التعاطف معهن . استطلعت رأي بعض الموظفين والموظفات في هذه الدراسة ، فقالت منال جمال إحدي الموظفات إن معظم النساء تفضل ألا تكون رئيستهن في العمل لأنهن يصعب عليهن تقبل أي توجيهات أو أوامر تصدر من قبلها ـ أي المديرة ـ أما بالنسبة للرجل فإنه يري أن كون الرئيسة التي تقيمه وتدير العمل هي أنثى ، فهذا بحد ذاته إهانة وانتقاص من شخصيته وجرج لرجولته .ويبدي كريم محمد مهندس مدني في إحدي الشركات رفضه العمل في مكان ترأسه فيه زوجته ، مبرراً ذلك بأن ضغوط الحياة لا تسمح بالخلافات في البيت والعمل ، مؤكداً أن الخلاف بين الرئيس والمرؤوس أمر وارد في العمل، وتساءل : ماذا افعل إذا أخطأت في العمل أو حدث خلاف في وجهات النظر بيني وبين زوجتي ؟ وهل اتركها توبخني أمام زملائي ؟ بالطبع لا ، لأنني لن أسمح لها بذلك ، وقال أنه ليس لديه مانع أن ترأسه أي سيدة فقواعد ولوائح العمل تنظم العلاقة بينه وبينها .وأكدت ناهد سعد موظفة بالادارة المحلية ان العمل تحت قيادة امرأة شئ لا يطاق ، فتجربتي في مجال التعليم تزيد عن اثني عشرة سنة وعملت خلالها مع عدة مديرات بسبب تنقلي من مدرسة لأخري ، وإلي الأن لم احظ بالعمل مع مديرة لها مواصفات القائدة التي اشعر بانها تستحق منصبها هذا ، فهي للاسف عاطفية ، كما انها تشعر بالغيرة من البعض ، والتحيز لصديقاتها القدامى من بعض الموظفات ، أو لا تتسم بالجدية المطلوبة في منصبها الذي يتطلب منها الحزم والقرارات الصارمة .وتختلف معها عايدة سمير مؤكدة انه لا فرق لديها ما دامت اخلاقيات المسئولية موجودة ، فقد يكون الرجل المسئول يفتقد للشخصية الإدارية المطلوبة ، وقد يقع في ذات الاخطاء التي تقع فيها المرأة المديرة غير الكفء كالعاطفة والتحيز للبعض ، وعدم القدرة علي القيادة فالمهم أن تكون السيدة جديرة بالمسئولية التي تلقي علي عاتقها وان تملك مؤهلات إدارة العمل .أما سميح كامل يتفق مع الرآي السابق ، مشيراً إلي أن المرأة يمكنها النجاح في الإدارة بصورة أكبر من الرجل فاستعدادها وفطرتها وصفاتها ومواهبها الطبيعية تؤهلها للتفوق علي الرجل عند تولي المناصب الإدارية العليا ، فلديها صبر وقدرة على الاستماع بعكس الرجل الذي قد لا يستمع كثيراً إلي آراء الآخرين ويفضل اتخاذ القرار بمفرده وباعتماده علي عدد معين من المستشارين ، أيضاً مرونة شخصية المرأة تتيح لها إمكانية التعامل مع أنماط مختلفة من البشر مما يضمن سير العمل بأقل قدر من المشكلات . وأكدت عزة كريم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الرجل الشرقي لا يكره تفوق المرأة عليه في العمل ، والدليل كم النساء اللاتي يتقلدن المناصب في المصالح الحكومية المختلفة ، ولكنه قد يشعر بالأهانة أذا ما وجد زوجته هي رئيسته في العمل.وارجعت ذلك إلي أننا كمجتمع لا نربي في اطفالنا من الذكور تقبل قيادة المرأة ونغرس فيهم منذ الصغر رفض قيادتها للمركب حتي لو كانت شقيقته الكبري أو والدته ، بدعوي أنه رجل البيت الأقدر علي القيادة ، كما أنه ينشأ علي مفهوم أن تنازله عن تلك القيادة فيه انتقاص لرجولته وقوامته ، وان التنازل عن حقه في القياده سيتبعه بلا شك تنازل في أمور أخري ، ليس هذا فقط ، نحن نري أزواجاً يعتمدون علي راتب الزوجة ويرفضون الاعتراف بمكانة ذلك الدخل وتأثيره في الحياة حتي لا يثير فخر الزوجة أو إحساسها بقيمتها إنها مسألة تربية وتنشئة ، لأننا بحاجة إلي أن نربي في أولادنا أن القيادة لمن يستحقها بغض النظر عن جنسه .[c1]ضغوط هائلة[/c]وتعلق د. نجوي كامل مديرة مركز المرأة والاعلام بكلية الاعلام جامعة القاهرة قائلة : إن المرأة العربية تجد نفسها تحت كم هائل من الضغوط كرئيسة عمل ، وعلي سبيل المثال عندما تفشل فإن أصابع الاتهام توجه للمرأة بصفة عامة ويقال إن النساء لا يستطعن إتمام أي عمل بنجاح ، وهو ما لا يحدث مع الرجال ، فعندما يفشل توجه اصابع الاتهام لشخصه هو لا لكل الرجال ، ولهذا فخطأ المرأة في مجتمعاتنا عام وشائع .وأضافت أما خطأ الرجل فحالة خاصة ، وفي رأيها أن من أسباب إخفاق عمل المرأة مع غيرها من النساء في العمل سواء كانت زميله أو رئيسة أو مرؤوسة ، هو انعدام الثقة في قدرات بنات جنسها ، وعندما تريد انجاز مهمة أو عمل ما ، فانها توظف الرجل لتحقيق النجاح المطلوب في تلك المهمة ، ليس هذا فقط بل أنه في كثير من الاحيان تتهم المرأة بالحدة مع غيرها من النساء في العمل ، ويكون السبب عدم رغبتها في أن تتهم بالانحياز لبنات جنسها أو محاباتهن . وتشير إلي انه هناك ايضاً جانب آخر يتعلق بالتركيب النفسي للمرأة ، فالطبيعة الأنثوية يحكمها في كثير من الاحيان ، جانب من الغيرة فبعض النساء يغرن من نجاح رئيساتهن ونجدهن يحاولن إعاقة سير العمل بلا مبررات حقيقة ، كما نجد بعض النساء الرئيسات يغرن من جمال واناقة مرؤساتهن الأمر الذي يؤثر علي علاقة العمل ويؤثر علي سيره .
|
اتجاهات
دراسة حديثة تؤكد أن القيادات النسائية تفضل العمل مع الرجال
أخبار متعلقة