صباح الخير
تمر علينا الذكرى الثانية والعشرون لأحداث 13 يناير الأليمة تلك الأحداث التي مزقت الشمل, وأعاقت تطور اليمن وتقدمه وخسرت فيها اليمن الخيرة من أبنائها.اليوم ونحن نعيش هذه الذكرى بكل جروحها وآلامها لا نتطلع إلى الخلف, وإذا كان هذا ضرورياً فيكون فقط من أجل استخلاص الدروس التي من شأنها أن تخدم تطلعاتنا لبناء اليمن الجديد الذي ننعم فيه اليوم بأمنه واستقراره ونموه الاقتصادي وتنميته البشرية, وتقدمه في عدة أوجه نشهدها ونعيشها اليوم.ستبقى مهمة كل اليمنيين, بكل انتماءاتهم وإيديولوجيتهم, وستبقى مهمة كل العرب الحفاظ على هذه المكتسبات, وفي المقدمة منجز الوحدة اليمنية المباركة, تلك الوحدة التي لم تعد ملكاً لليمنيين بل هي ملك لكل الأمة العربية النواقة للوحدة منذ أمد بعيد, والتي وجدت في تحقيق الوحدة اليمنية بارقة الأمل والرافعة لوحدتها.لا يخفى على أحد منا نحن العرب أن هناك مؤامرة تستهدف كل منطقتنا العربية, تستهدف نهب ثرواتها, تستهدف تجزئتها إلى دويلات, تستهدف ضرب وحدتها الداخلية في كل قطر, وخلق بؤر توتر, تحت مسميات كثيرة وشعارات كاذبة, حق يراد به باطل, وكثير من البسطاء ينساقون بوعي أو غير وعي وراء هذه الشعارات, ولا ننسى مثل هذه المؤامرة, وذلك المشروع حتى يرى النور في منطقتنا العربية, فلا بد وأن يكون هناك من تعتمد عليه هذه الدوائر الاستعمارية المعادية لأمتنا لينفذ مخططها ويحقق أهدافها, وأيضاً ينساق الكثيرون دون وعي لمخاطر هذه المشاريع على مستقبل أمتنا العربية, ولكنهم لو كلفوا خاطرهم بعض الشيء ونظروا لما حصل ويحصل في العراق, لما حصل ويحصل في لبنان, في الصومال, في السودان, في فلسطين, وأتوقف عند فلسطين لأنها حالة خاصة تتطلب اليوم جهداً ومجهوداً من الأشقاء العرب لإنهاء حالة الانقسام القائمة وتحقيق الوحدة الوطنية الحقيقية والتي لا بديل لها سوى استمرار الاقتتال والاتهامات والتصريحات والخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.حالة الوضع الفلسطيني لا تسر أحد حكومة في غزة, وحكومة في الضفة, والأراضي كلها تحت الاحتلال ونزاع دامٍ لا يدفع ثمنه سوى أبناء شعبنا الفلسطيني المحاصر والمغلوب على أمره والذي بات يبحث عن لقمة العيش لا أكثر.إذاً لا بديل عن الوحدة, بالوحدة يتوحد الشعب وتتوحد الأرض, ويصبح أكثر قوة, ونبني المستقبل الذي نريد.هذا ما نريده للأحبة الأشقاء في اليمن, وما نسعي لتحقيقه على مستوى عالمنا العربي, ونحن على ثقة عالية بأن الوحدة اليمنية راسخة رسوخ الجبال اليمنية, رسوخ شمسان, ردفان, راسخة بوعي وقناعات الشعب اليمني راسخة بالقيادات الصارمة الشجاعة وفي المقدمة منهم فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح راسخة بالحكمة اليمنية على مر الزمن.