أحمد علي عوض جاء احتفال مدرسة الجلاء (اساسي بنين ) بيوم اليتيم العربي الذي اقيم يوم الثلاثاء الماضي الموافق 11/4/2006م على سبيل الالتقاء في رؤى موحدة قوامها الاحساس المرهف بعبق التاريخ الانساني والحضاري للمؤسسة التربوية وبالتالي استشراف تصورات اخرى معاصرة تبدو فيها الحياة في حيوية متجددة وتوهج اخاذ لعالم كان يعيش فيه اليتيم حياة بؤس وشقاء وحرمان كسابقة لم يسبق وان طرقت بابها من قبل المؤسسة التربوية من قبل على الاطلاق .حيث حضر هذا الحفل التكريمي النبيل بما يمثله من لفتة انسانية وبما يحمله من معاني ومدلولات عانقت ما يقارب الستين يتيماً من الطلاب الدارسين في جنبات المدرسة الاخ / د. غازي محمد محفوظ مدير عام مديرية خورمكسر والاخ / صالح منصور مدير ادارة التربية والتعليم بالمديرية وكل من الاخ / حسين بافخسوس مدير عام شعبة التعليم العام والاخ / سالم مغلس مدير عام شعبةالمناهج والتوجيه التربوي بمكتب التربية والشيخ / جمال تركي ونخبة من قيادات مكتب التربية بالمحافظة واعضاء المجلس المحلي بالمديرية ومدراء مختلف المدارس بالمديريات الاخرى واعضاء مجلس الاباء وجمهورغفير من العاملين في المؤسسة التربوية .وفي بداية الحفل القت الاستاذة القديرة / وديعة أحمد محفوظ مديرة المدرسة كلمة حيت في مستهلها الضيوف الكرام وجميع الحاضرين عبرت عن ارتياحها وامتنانها العظيمين عن التجاوب المتعاظم الذي ظل بدفء الحنان على اليتيم والهب المشاعر والوجدان الذي زاد من حرارة اللقاء .ثم اردفت قائلة : ان مايزيدني غبطة وسروراً حول كل ماسيدور في خلجات الحفل الكريم يعد بمثابة نتاج بمجهودات فردية وشخصية لافراد الطاقم الاداري والتعليمي بالمدرسة مضافاً اليه بعض اللمسات الابوية المقدمة على هيئة مساعدات من بعض فاعلي خير .
راقصة شعبية
ثم استطردت قائلة : ان احياء الحفلات التكريمية لليتيم على محدوديتها يجب الا تكون موسمية وبما يقاس بحجم المعاناة اليومية له وصعوبة الحياة للتخفيف عنه جرعات الالم والاسى وحرمانه من الابوة الصادقة والحقيقية وعطف والديه وبقدر ما يحتاج إلى العيش في كنفها والاسترشاد والاستهداء بنصائحها وتوجيهاتها له وتسريب شيء من الحنين وبث روح البهجة والسعادة واخراجه من العزلة الشعورية والوحدة ، وتمنح في معظم احيانها الى ترجمة واقعه البائس الى ممارسات اعمال الخير وتستدعي الذاكرة بأكثر من الايحاء وتدفعنا الى التواصل مع موروثاتنا القديمة والحديثة معاً بما تسهم في توليد مهاراته المتناغمة التي يطمح الى الوصول اليها وبما تحمله من افكار وثقافة يدخل في نسيجها عامل الاطراء والثناء والاغداق عليه بالعطاء المشتملة على آكبر قدر من المعاني الانسانية بغرض انشاء علاقة حميمية بينه وبين المجتمع تتسم بوصلات عميقة ومؤثرة من الترابط وهي طريقة تحتم علينا التأكيد على التناسق الثقافي والحضاري لمجمل الانشطة والمشاريع الخيرية والتنموية المعبرة عن فيض حسي يستخلصه الواقع ويولد شحنات تتقن استخدامها من خلال المخزون الخيري الكامن بداخل كل فرد منا يوجد ضوءاً متحركاً يناوش الاسطح الخارجية للطبيعةالبشرية ويمنحها ايقاعات مرنة ومتطورة .بعد ذلك ابتدأ الحفل الفني المتواضع بمشاهد شيقة وممتعة كانت بطلاتها رقصاً وغناءاً وعرض ازياء شعبية زهرات المدرسة .وعلى اثر الانتهاء من الفقرات الفنية تم توزيع الجوائز والهدايا للتلاميذ الايتام التي اشتملت على الملابس والحقائب المدرسية بكافة محتوياتها من كراسات وعلب هندسة واقلام وغيره .[c1]عبارات زينت سجل الضيوف : [/c] بلغ عدد الضيوف الذين دونوا عبارات الاعجاب وكلمات الشكر والتقدير حوالي العشرين لكننا سنوجز في سرد اربعة من أهم الضيوف الذي حملت احرفهم تكوينات نورانية تدفع الابصار الى خوض مغامرة ثرية تقف بين الواقع والخيال في الانجاز والنجاح .[c1]مدير عام مديرية خورمكسر : [/c]لقد سررنا كثيراً بحضور هذاالحفل وتعلمنا منه دروساً في القيم والمبادىء السامية التي طالما تحتاج اليه البشرية جمعاء لهز القلوب المتحجرة وعلى ما يبدو ان مديرة المدرسة قد نجحت نجاحاً كبيراً في هذا السياق وذلك بفضل ما قدمته من لوحات انسانية تشكلت صورها وامتزجت الوانها الفنية والانسانية وعبرت على نحو واضح وصريح عن معالجات دينية وحياتيةعملية لمدلولات حية غير جامدة والاتيان بمفردات يدخل في مضامينها الصياغة الغنية وتناول جوانب انسانية متنوعة .[c1]مدير التربية بالمديرية: [/c]ان ما اقدمت على عمله مديرة المدرسة من حسن استخدام الاساليب المتوهجة حالت دون الابقاء على الصورة المأساوية لليتيم في حالة السكون والجمود الى متحركة تلبية رغباته وتحقيق طموحاته بادوات ايقاعية وبصرية واضحة وتوظيف عناصر مواضيع المناسبة وغاياتها في قالب يوحي بالتنوع الدلالي رقصت على انغامها الانسانية زهرات من أجل اهداف حيوية وحينما نشاهد تلك الواقعية فان ثمة رؤى يجب التشديد على مقطعياتها المتمثلة في قدرة الانسان على تجديد تصميمه وعزمه المتميزة بالسيولة والتداخل من ثم التدرج الذي من شأنه ايجاد نوع من الاكتمال النسبي في أغلب بصمات اعماله الخيرية .[c1]رئيس شعبة التعليم العام : [/c]لقد كان الحفل رائعاً بما تحمله الكلمة من معنى وسعدنا كثيراً بحضورنا بما سينبئ عن مستقبل جيد للادارة المدرسية لمدرسة الجلاء ولمعلميها ومعلماتها متمنين لهم النجاح في كل اعمالهم وديمومة واستمرار مثل هذه المناسبات التي تهدف الى محو الذكريات الاليمة ومظاهر المآسي التي ارتبطت بحياة اليتيم وتحسن مواطن العلاج من خلال التفاعلات المزدحمة بالتراكيب العقليةوالكشف عن تقنيات جديدة تعمق الصلة بين أصالة الانسان وعناصر الاعمال الخيرية بما يؤدي إلى ربط المفاهيم بعضها بعضاً في منظر يستجلب معه تصاعد القيم في اكثر من اتجاه .[c1]مدير شعبة المناهج الدراسية : [/c]ان ما يثلج الصدر وتطرب له السرائر الاستعداد النفسي والعملي لاحياء ذكرى اليتيم على الصعيد المحلي والعربي بحيث يتطلب اليو،م صنع المزيد من التفاعل في مواجهة تحديات المعاناة البشرية بما فيها ظاهرة اليتيم التي تستدعي كافة القوى الصالحة ممن يكونون قوة هائلة لتتوحد في نمط واحد والسير في مختلف الاتجاهات التي تقف خلفها الغايات والاهداف الانسانية الفريدة ، وما حصل في هذا اليوم يمثل جهداً طيباً يجب عدم الاستئثار بل وتعميمه على نطاق واسع ليحتوي كافة الايتام التي لم تصل اليها حتى اليوم الايادي البيضاء.