بغداد / وكالات:إنهم ثلاثة جنود سابقين من البيرو, يدعمون كآلاف غيرهم الجيش الأميركي في العراق، حيث التقتهم صحيفة إل (بوبليكو) الإسبانية وسردوا قصة عملهم لصالح شركات أمنية, أفرادها في نهاية الأمر مرتزقة.راتبهم يقارب ألفا وثلاثمائة دولار, ويشتغلون 12 ساعة يوميا، وسبعة أيام في الأسبوع لفترات تمتد لـ14 شهرا، تتوج بإجازة لمدة ثلاثين يوما مدفوعة الأجر.يأتون من بلدان كثيرة في العالم الثالث كتركيا والفلبين وبنغلاديش ونيبال وباكستان, وللتواصل معهم يتلقون هؤلاء القادمون من البيرو دروسا في الإنجليزية, هي أيضا لفهم أوامر الجيش الأميركي. حسب أغلب التقديرات فإن عدد مرتزقة العراق يبلغ عشرين ألفا، أي ما يعادل فرقة مشاة في الجيش الأميركي.يؤكد الثلاثة أنهم ليسوا مرتزقة مثل بلاك ووتر، لكنهم يرفضون كشف اسم شركتهم، فقد علموهم جيدا أن هدف الصحفيين الوحيد تشويه صورتهم ودفعهم إلى فقدان عملهم. يقول بابلو -الأكثر حذرا بين الثلاثة- «نحن نحرس المنطقة الخضراء فقط، نحن أفراد شركات أمنية كتلك الموجودة في إسبانيا».لويس أكثر انفتاحا يتذكر بحنين زوجته وأبناءه في قرية تبعد مائتي كيلومتر عن ليما.«هنا يموت الناس كل يوم, ليس الأمر لعبة، لكننا نكسب ألف دولار شهريا، ومقارنة بمائة وخمسين دولار نكسبها في البيرو نفضل المخاطرة بحياتنا لنوفر لعائلتنا مستقبلا أفضل». يمثل المرتزقة نحو عشر القوات الأجنبية في العراق, ويوجدون قاعدة من كل 14 قاعدة تابعة للجيش الأميركي، الذي يوفر على نفسه مهام كثيرة كحراسة السفارات والحواجز والفنادق، ليتفرغ للقاعدة. لكن الفقير القادم من قرية في البيرو ليس كجندي قوات خاصة يعمل في بلاك ووتر، فالأخير لا يكلف بحراسة المنطقة الخضراء أو نقاط التفتيش، بل لديه مهام أخرى كحراسة المواكب والتدخل، وخاصة مداهمة منازل «الإرهابيين» ومرتبه يصل إلى 14 ألف دولار شهريا.، «ما نكسبه نحن في شهر ينفقونه هم في ليلة عربدة» كما يقول ويلمر وهو ينظر حذرا يمينا وشمالا.حتى أشهر قليلة كانت وسائل الإعلام تتجاهل هؤلاء الجنود المرتزقة، وعندما يموتون لا يدرجون في إحصاءات قتلى العراق. أفراد الشركات الأمنية ممن كانوا جنودا سابقين يتلقون مرتبات أكبر، وهم يملكون تكوينا عسكريا لا يحتاجون معه إلا لدورات إعادة تأهيل قليلة.كثيرا ما اشتكى مرتزقة أميركا الوسطى من التمييز في شركاتهم، لكن هؤلاء الثلاثة راضون عن معاملتهم، كما يقول لويس، وشركتهم توفر لهم الأكل والسكن والملبس والإنترنت، ودروسا في الإنجليزية.لكن لو توفرت فرصة العمل في إسبانيا أو بلد آخر, سواء في شركة أمنية أو في البناء أو قطف الثمار أو دروس السباحة, سيتركون العراق «لأن العمل هنا قاس والتضحية كبيرة جدا» يقول ويلمر.لويس أنهى عقدا مع شركته استمر لـ14 شهرا, وبدأ عقدا ثانيا قرر أن يكون الأخير «فعامان بعيدا عن العائلة مدة طويلة بما فيه الكفاية».