قبل انعقاد القمم العربية غالباً ما تسود الشعوب العربية الآمال والتطلعات بأن تخرج القمة بقرارات ومواقف عربية قوية وحاسمة يتفق فيها كل القادة العرب على اتخاذ ولو لمرة واحدة خلال مسار انعقاد تلك القمم موقف يعيد للعرب ولو قليلاً من ماء الوجه المسكوب والثقة لشعوبهم المتطلعة دوماً لأن يكون هناك موقف عربي استراتيجي قوي تجاه التحديات والأخطار التي تواجهها قضاياهم الجوهرية لكن بعد انتهاء القمة وانفضاض المولد يتضاعف اليأس والإحباط الذي يصيب الشعوب العربية بعد كل قمة.قمة ليبيا أو” قمة دعم صمود القدس” أتت في ظل ظروف وتحديات كبيرة وصعبة جداً بما يمثله الوضع العربي الراهن من ضعف ووهن وانقسامات وعدم توافق بين القادة العرب.. ولم تكن قمة سرت استثناء ,وهذا يدفعنا إلى التساؤل أين يكمن الخلل ؟!.. أفي خلافات الزعماء من رؤساء وملوك وأمراء عرب أم في غياب إدراكهم واستيعابهم لمصالح الأمة؟!.. أو في أسس بناء بيت العرب _ جامعة الدول العربية_ فقد قامت الجامعة العربية قبل أكثر من ستة عقود وفي فترة وقوعهم تحت الهيمنة الاستعمارية، ووضع كهذا لا يمكن أن يتمخض عن منظومة عربية أفضل من تلك الصورة التي ظهرت للمنظومة العربية, ورغم التحرر والاستقلال والخلاص من الهيمنة الاستعمارية وتصدر الاتجاهات القومية قيادة النظام الرسمي العربي إلا أن الآليات التي تنظم عمل الجامعة العربية وكيفية اتخاذ القرارات في الاجتماعات الوزارية والقمم العربية بقيت على ما هي عليه ولم يتقدم أحد بمبادرة جدية لإحداث الانتقالة النوعية المطلوبة والضرورية والملحة .. حتى بادر اليمن بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح إلى تقديم أول مشروع جدي لتحقيق هذه الغاية, ومهد له بخطوات تدريجية بدأها بمقترح انتظام عقد القمم العربية وأقرته قمة القاهرة ,ثم إنشاء إتحاد البرلمانات العربية ليأتي بعد ذلك إحداث التحول الذي يستوجبه تجاوز العرب دولاً وشعوباً في مشروع المبادرة اليمنية والتي كان يفترض من قمة (سرت) إقرارها ليكون ذلك الفارق الأهم بينها وبين كل القمم التي سبقتها ,إلا أن هذا لم يحدث فهل نكتفي بالترحيل إلى القمة الاستثنائية في أكتوبر المقبل للإبقاء على أمل تجاوز العرب حالة منظومتهم الراهنة والخروج من الانقسام والتشرذم إلى حالة جديدة من التماسك والقدرة على مواجهة التحديات ,علينا الانتظار إلى أكتوبر فقد انتظرنا طويلاً ولنبقِ على بعض التفاؤل عله يحول الأمل إلى واقع.
أخبار متعلقة