( امرأة تحت المطر) في نقابة الصحفيين
متابعة / عبد الله الضراسيأقيمت يوم الاثنين الموافق الثالث والعشرين من أغسطس أمسية قصصية للقاصة والصحفية فاطمة رشاد وجرت وقائع الهامش القصصي للحديث عن ( روائح ) لغتها السردية المعبئة على متن مجموعتها القصصية الأولى ( امرأة تحت المطر )، وكذا تقديم قراءات نقدية لكل من القاصة اليمنية الكبيرة ( زهرة رحمة الله )، والباحثة دكتورة زينب حزام. [c1]نماذج قصصية [/c]ففي مفتتح هامشها القصصي أدلت الأديبة القاصة فاطمة رشاد بهذا (البوح الأدبي القصصي ) حيث قالت: ( مجموعة امرأة تحت المطر ) ليست معاناة ولا تحفظاً بقدر ماهي الواقع لأنه مقارنة عوالمي الزمنية وبمدى فضاءات هذه المعاناة يصبح الناتج أنني أقل زمناً وتطوافه مقارنة بهذا (الحشد المعاناتي الحقيقي ) لهذا فإن البوح السردي لمعاناتي هو محطات نسوية بكل تدرجات وضعها الاجتماعي الأخت/ الخالة ، العمة ، الأم، الابنة وهو خلاصة ترمومتر منظومة معاناة نساء بلادي كنت خلالها حاملة لرحلة معاناة هذه الشرائح وبكل أمانة ، لأنها كانت ( ماثلة ) أمامي وضعتها ظروف بدايات تجربتي الصحافية على مفترق الطرق ، حيث كان علي لزاماً أن التقط ( قصاصات ) معاناة نون النسوة التي شاءت ظروف بدايات عملي الصحافي أن أكون شاهداً على تحطم هذه ( القوارير ) أملاً في إعادة لملمة أشلاء رذاذ هذا التحطم حتى على شكل ( سرديان ) كأضعف الواجب لكوني شاهداً عياناً لها وعليها. [c1]نماذج قصصية [/c]بعد هذا ( البوح القصصي السردي ) والذي يكاد يخرج ولأول مرة لندرة صاحبه هذا البوح السردي بالكلام حتى القليل منه، وهذا كان ( مفاجأة ) زميلاتها ( نون النسوة ) وهي مفتتح سردي ( فاطمي ) نأمل أن يكون بمثابة تدريب لها على الكلام والكلام الهروب منه بغية تسريبه إلى أجندة قصصها فقط، حيث قامت بعد ذلك بقراءة نماذج من قصصها مثل : ماوراء الشموع / صحوة / ماقبل السادسة / مؤامرة ضد جسد/ إمراة تحت المطر. [c1]مداخلات نقدية[/c]وقد قرأت الأخت ابتسام العسيري مداخلتان نيابة عن الأختين د. زينب حزام وزهرة رحمة الله.[c1]قراءة نقدية في “امرأة تحت المطر” [/c]التجهيز لقراءة أعمال الكاتبة اليمنية فاطمة رشاد أمر مشوق وشاق في آنٍ واحد خصوصاً أن هذه المجموعة القصصية “امرأة تحت المطر” هي أول عمل أدبي لها حيث نجد متعة القراءة تظل مشوبة بالتوتر خشية التقصير.وتتبع سيرتها الذاتية فسحة مصحوبة باستغراب حجم التجربة والدأب وانتقاء الكلمات الناقدة تتطلب مفاصلة مرهقة خاصة أنها كاتبة رقيقة وعملية جذبتها الفلسفة اليونانية والعربية مبكراً ما أثر على كتاباتها القصصية التي نلاحظها في هذه المجموعة القصصية “امرأة تحت المطر”.ولئن كانت الكاتبة فاطمة رشاد في طوافها الإبداعي والنقدي قد جربت أنواع الكتابة الصحافية وعايشتها بكل أشكالها فإن (النمرة) التي اختارتها لتطيل (المكث) معها على حد تعبيرها القصصي المشبع بعمق الثقافة اليمنية كانت تتمثل على وجه التحديد في هذه المجموعة القصصية “امرأة تحت المطر”. فقد أدخلتها عالم القصص القصيرة كمبدعة وهي مازالت شابة رقيقة الوجدان والمشاعر مسحورة بعالم التخيل ومصارعة التقاليد البالية التي كانت ومازالت تسيطر على المجتمع اليمني.ومن الملاحظ عند قراءة هذه المجموعة القصصية “امرأة تحت المطر” أن هناك تطابقاً مدهشاً بين طبيعة الكاتبة فاطمة رشاد وخواص هذا الجنس الأدبي الذي اختارت التركيز عليه، فتعبر عن شاعرية فاطمة رشاد التي تمتلك أقصى درجة من الحب وحرارة الصدق في التعامل مع المحيطين بها، وقد عكست هذه المشاعر الطيبة في كتاباتها القصصية وتنمية حس الاعتراف لديها عبر الممارسة الإبداعية في مجتمع يعادي إلى حد مريع هذا الحس ويصر على خنقه وسط ركام زائف من النفاق والحياء معاً.وبما أن خاصية تعدد الأصوات القصصية وقيامها بدور الأقنعة الشخصية بما يسمح بتوزيع الحقائق الوجودية عليها بشكل مراوغ تجعل فن القص مؤهلاً بامتياز لتجسيد حس البوح من جانب، وإشباع أخلاقية القارئ السطحية بإسناد مدار الأمر كله إلى عملية التخيل من جانب آخر، فإن القارئ للمجموعة القصصية “امرأة تحت المطر” للكاتبة فاطمة رشاد سيجد الفن القصصي القادر على الاعتراف المراوغ بأكثر أشياء الوجود حميمية.فهي الكفيلة بتعرف الإنسان حتى مخ عظامه مع الإبقاء على طبقة من الدفء الحنون تحيط به وقد وجدت فيها فاطمة رشاد منفذاً لطاقتها الإبداعية ومعرضاً لقدراتها الفذة على خلق الشخوص والمواقف التي تستطيع أن تتلاعب بها وتنفث في كل منها شيئاً من بوحها الحميم المجنون بالحياة وحيرتها الممضة في أقدارها ونهاياتها.[c1]خيال خصب[/c]في هذه المجموعة خيال خصب تصور فيه الكاتبة فاطمة رشاد المرأة اليمنية سواء كانت طالبة أو باحثة أو أديبة تريد التحرر من قيود الحفظ والمحاكاة لتكتب ما تفكر فيه وتعبر عما تشعر به.لم يكن بإمكانها أن تتجاوز واجبات الدراسة كما يطلبها المعلم أو كما يحددها النجاح لعمل المرأة اليمنية في المجتمع شرطاً أساسياً أن تعمل في سبيل تأمين مصدر رزقها ورزق أولادها. وهذا نجده واضحاً في المجموعة القصصية للكاتبة فاطمة رشاد التي تقول إن بطلة قصصها هي امرأة يمنية جميلة الوجه في طلعة الصبح شابة الجسم شباب الضحى ملتهبة الأنوثة كشعاع الظهيرة رقيقة الطبع رقة الأصيل زاهية المنظر في مثل شفق المغرب من تأنقها. ثم هي تنتهي في كل ذلك لتكون ضحية عادات وتقاليد تحرمها من التعبير عن آرائها في صنع المستحيل لبناء المجتمع المشرق بالعمل وبناء المستقبل المشرق للأجيال القادمة.[c1]الصوت النسائي ورد الفعل[/c]على أننا حين نقرأ هذه المجموعة القصصية نجدها تتميز بالصوت النسائي في الأدب القصصي. وهنا نجد مدخلاً لمناقشة هذه المجموعة القصصية للكاتبة الشابة فاطمة رشاد، ولا نجد مناصاً من الإشارة إلى أن هذا الصوت لا يزال يعيش مرحلة رد الفعل بالمبالغة في تصوير ما تعارف الناس عليه أنه ألصق باهتمام المرأة وطبيعتها ولا نستطيع أن نجزم : هل تأخذ فاطمة رشاد موقعها الجديرة به (موجهة يمنية) في سياق موجات رد الفعل في المجتمع اليمني.إما أن هذا الاهتمام المبالغ فيه بما تعارف عليه الناس أنه من شؤون النساء وخواص تفكير هن هو ما يناسب إدراكها ويصدر عن طبيعة تكوينها، والاحتمال الثاني وهو الأقوى لتغلغل الطريقة النسائية ويقظتها في تدبيج دقائق التكوين الفني للقصة. ليس يكفي وليس صحيحا أن نقول إن الاهتمام بالحب سليقة نسائية فالحب هو الموضوع الأثير في القصص منذ وجدت أما الفرق فيتجلى في طريقة تصويره وقبل ذلك في تصويره وهذا ما يميز قصص فاطمة رشاد لقد سبقت الإشارة إلى أن عالم هذه القصص يمكن وصفه بأنه عالم من الحب وأضداده وعلاقته المثارة. وهذا التصوير الخاص لون موضوعات جميع القصص حتى تلك التي تأبى طبيعتها وتكوينها أن تدخل في وصف الحب فضلاً عن الانحصار في وصف العلاقات الإنسانية. إن الكاتبة فاطمة رشاد تريد أن تكتب قصة تمجد فيها دور المرأة اليمنية في بناء المجتمع اليمني الحديث وقد جاء ذلك واضحاً في مجموعاتها القصصية ( امرأة تحت المطر ) وهي تصف المرأة ، كم هي جميلة تحسها دافئة وكأنها عشب ارتوي للتو وهذا، ومرة أخرى تصفها متوهجة جريئة محبة للحياة. وهذا الوصف الفني الأدبي جاء في إعادة تشكيلية في سياق العمل الفني فحسب بل في تحرير هذا الحدث الذاتي من دلالته الشخصية المحددة والارتفاع إلى مستوى الدلالة العامة أو الرمز وهذا الأمر يصعب على المرأة لشدة ارتباطها بتسلسل الأحدث في حياتها الخاصة ومعاناتها الذاتية ولقوة حواسها التي تجنح بها إلى التشخيص وتنأى بفكرها عن التجريد وهكذا ترادفت في قصص فاطمة رشاد.وفي نهاية هذه القراءة النقدية للمجموعة القصصية ( امرأة تحت المطر ) للكاتبة الشابة فاطمة رشاد التي تعد هذه المجموعة القصصية من إبداعاتها التي ترقى إلى أفق إبداعاتها في فن القصة يجد فيها القارئ لغة وإفضاء وجمال الصياغة وإحكام تعبير وهندسة بناء وجدلية فكر في اتساع دائرة وعي الكتابة بالحياة والإنسان وفي مهمة تقديم الوعي الكاشف والتحليل العميق، وهو وعي يمتزج أحياناً بقدر من السخرية والرغبة في لفت الانتباه إلى أهمية التغيير في المواقف والإحساس بوضع المرأة العاملة في المجتمع اليمني وهموم ربة البيت وتعدد الزوجات والمشاكل الاجتماعية التي ترافق الأسرة في ظل هذا النظام الاجتماعي والدعوة الجادة لدعم المرأة وإتاحة الفرصة لها في بناء المجتمع الحديث. نبذة عن حياة القاصة : الاسم : فاطمة رشاد ناشرمحل الميلاد : محافظة عدن العمل الأدبي : قاصة المهنة : صحافية المستوى الدراسي : بكلاريوس صحافة [c1]النشاط الثقافي [/c]شاركت في العديد من المهرجانات أهمها مهرجان السرد الرابع في العاصمة صنعاء ومهرجان البلدة السياحي في حضرموت، وعضو في هيئة التحرير وأحد مؤسسي رابطة جدل الثقافية عضو مشرف في منتدى أورقة جنون الثقافية لها العديد من النشاطات الثقافية وتعد لإصدار مجموعتها القصصية ثانية بعنوان أشياء خارج الحواس ورواية بعنوان اقرب من ميلادي ابعد من حدودك.[c1]تعقيب الحضور [/c]وفي ختام الفعالية الأدبية والقصصية للأدبية القاصة فاطمة رشاد جرى نقاش من قبل الحاضرين حول فضاءات قصص القاصة ساهم فيه الزملاء محمود ثابت ونادرة عبدالقدوس وأفراح صالح محمد وآخرون.