يناقشها مؤتمر الطفولة واالشباب في صنعاء
عرض/ عبدالله بخاش تعتبر التنشئة الاسرية مهمة في المحافظة على الطفل وعدم إتباع التربية الاسرية قد يؤدي الى إنحراف الاطفال داخل الاسرة ويرجع الى سوء الحالة القائمة التي عليها الاسرة مما يترتب علي عدم القيام بها الى انحراف الاطفال ويرجع سوء الحالة الى سوء اختيار الزوجين وحدوث الشقاق والى عدم التربية السليمة ، أضف الى ذلك إنشغال الابوين عن أولادهما كما قد يكون في الاسرة جانح تتهيأ له ظروف وأسباب الانحراف فيؤثر بدوره على الاطفال الآخرين في الاسرة .ويواجه الطفل في المجتمع اليمني مشكلات عديدة تربوية وتعليمية وصحية واجتماعية تعيق من خلق جيل غير سوي يصنع المستقبل الحضاري للمجتمع اليمني ، وإذا ماعرفنا أن نسبة 15 من سكان الجمهورية اليمنية هم من الاطفال فإن هذا يدعونا الى العمل المستمر والجاد لتعبئة طاقات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية يهدف تشخيص المشكلات التي يواجهها الطفل في اليمن ووضع الحلول المناسبة لها ، لذا يناقش مؤتمر الطفولة والشباب هذا الموضوع لأهميته .وقد تضمن المحور أوراقاً ثلاث تركزت الاولى على التنشئةالاجتماعية وعقبت الثانية بالتنشئة السياسية ، فيما كرست الاخيرة للمشاركة في صنع القرار ، وعليه استهدف المحور تشخيص واقع التنشئة الاجتماعية والسياسية والمشاركة في صنع القرار.مفاهيم وغاياتويقصد بالتنشئة الاجتماعية عملية البناء وتكوين شخصية الفرد وفقاً لموجهات المجتمع ، وهي عملية يسعى من خلالها المجتمع الى ترسيخ قيمة ونقل معاييره وأطره الثقافية من جيل الى آخر وتقوم بهذه العملية عدة مؤسسات أبرزها الاسرة والمدرسة والمسجد والافراد والاعلام .فيما تعرف التنشئة السياسية بأنها عملية ،متواصلة وغير منقطعة تقوم بها العديد من المؤسسات التي يشارك فيها الفرد او يتعامل معها وينتج عن ذلك تكون الجزء الاكبر من النمط الثقافي للإنسان عن طريق تكافل القيم بين الافراد والاجيال ومقاييسها .المدرسة والجامع ويمكن تشخيص واقع التنشئة في المجتمع اليمني عبر مؤسساتها المعروفة كما حددها المحور وذلك على النحو الآتي : تتميز التنشئة عبر الاسرة بأنها تميل نحو إعتماد الاسلوب الحازم ، إذ تؤكد الشواهد بأنه وعلى الرغم من التغيير النسبي الذي طرأ على أسلوب التعامل بين الآباء والابناء ، غير أن الاسرة اليمنية لازالت تتعايش مع كثير من القيم والاتجاهات والممارسات التقليدية التي تكرس الاسلوب التسلطي في عملية التنشئة الاسرية ولاسيما مع البنات وفي الريف على وجه التحديد.وتشهد عملية التنشئة عبر المؤسسة التعليمية تراجعاً ملحوظاً فالمؤسسة التعليمية تتميز برتابة وغلبة الاسلوب العشري في التعامل مع المتعلمين وبالتالي غياب الفعاليات التي من شأنها مساعدة المتعلمين على تحمل المسؤولية كما أنها تفتقر الى القدرة التي كان من شأنها التأثير في إتجاهات النشء والشباب وأنماط سلوكهم وإن أخذت المدرسة اليمنية اليوم تدشين تجربة رائدة في مجال التنشئة السياسية ماثلة في تحديد يوم موحدفي جميع مدارس الجمهورية لاختيار رؤساء الفصول الدراسية في جميع مراحل التعليم بطريقة الاقتراع المباشر ، غير أن الوسط الجامعي لازال دوره ضعيفاً في تنشئتهم سياسياً وفي إعداداتهم لصناعة القرار .وإذا كان للمسجد دور إيجابي في تنشئة الافراد ( أطفالاً ونشئاً وشباباً ) تنشئة روحية واخلاقية ، فإنه اليوم يتميز بالانحراف عن وظيفته الرئيسية ، وبدأ ينزلق نحو الخوض في قضايا فكرية وسياسية تجر الكثير من الشباب الى سلوكياته متطرفة.الاعلام والاحزاب أما وسائل الاعلام فهي تتحد في كثير من أطروحاتها نحو التأثير السلبي في معارف وإتجاهات وسلوكيات الاطفال والنشء والشباب ولاسيما عبر الاعلام الفضائي .كما تبين أن دور الاحزاب والتنظيمات السياسية لازال غير فاعل في هذه العملية بمتغيراتها الثلاثة وذلك أن برامجها السياسية يغلب عليها كثر الاماني والخيالات ، وتغيب فيها المشاركة وسلوكيات الاطفال والنشء والشباب ولاسيما عبر الاعلام الفضائي .كما تبين أن دور الاحزاب والتنظيمات السياسية لازال غير فاعل في هذه العملية بمتغيراتها الثلاثة وذلك أن برامجها السياسية يغلب عليها كثر الاماني والخيالات وتغيب فيها المشاركة الفاعلة للشباب ، فهي تسير في الغالب على قيادات قديمة وكبيرة كما تتغلب فيها المصالح الذاتية والحزبية الضيقة على المصالح الوطنية العليا وناهيك عن إقتصار فعاليتها على المناسبات والمواسم الانتخابية .وإذا كان للجهود الرسمية من تأثير يذكر في هذا السياق فإنما يتجلى في تضمين بعض الاطر الدستورية والتشريعية والقانونية بعض القضايا الرئيسية المعنية بحقوق النشء والشباب في المشاركة السياسية وصناعة القرار وإن كان الكثير من هذه التشريعات والقوانين قد وقف عند حدود التصور بل وغيب الكثير من القضايا المعنية بالطفولة والنشء والشباب عنها .تنشئة وإعدادكما أفرد برنامج الحكومة لعام 2002م إهتماماً شاملاً بتكوين شخصية النشء والشباب وتوعيتهم سياسياً وإعدادهم للمشاركة في صنع القرار وذلك عبر تضمين هذه الاهتمامات في برامج الجهات المعنية بالنشء والشباب ومنها وزارة الصحة والاوقاف ووزارة الثقافة والاعلام ، والشباب والرياضة ، ووزارة التخطيط ومن صور مشاركة الاطفال في إتخاذ القرار وفقاً لإتفاقية حقوق الطفل تجربة برلمان الاطفال عام 4002م والذي هدفه الاساسي تنمية مدارك وتوعية الاطفال بالنهج الديمقراطي مع خلق تجمعات للاطفال يمارسون فيها حقوقهم وجعلهم يقوون هذه الحقوق لدى الجهات ذات العلاقة .الوعي أولاً وتوصى أوراق العمل الثلاث إتخاذ مجموعة من التدابير المناسبة أهمها :1- تفعيل دور مؤسسات التنشئة غير الرسمية من خلال :-رفع مستوى وعي أولياء الامور بقضايا الطفولة والنشء والشباب .- إتخاذ التدابير التي من شأنها تعديل الخطاب المتطرف لبعض أئمة المساجد والقائمين عليها ، وبما يضمن إحياء رسالة المسجد وتعزيز دوره في توعية النشء والشباب بقضايا دينهم بطرق مرنة ومكعتدلة وبما يجنب المسجد مغبة الصراعات الجزئية والارتقاء بالعمل الارشادي وتطوير خطابه ووسائله .- رفع مستوى وعي القائمين على وسائل الاعلام بما يمكنهم تفعيل الخطاب الاعلامي المحلي وبما يجعله قادراً على إستهواء الاطفال والنشء والشباب وبما يضمن تركيزه على القضايا الجوهرية التي تلامس حياة هؤلاء الافراد .2- فعيل دور المؤسسات الرسمية وذلك من خلال :- إعادة النظر في التشريعات والقوانين ذات العلاقة بتنشئة الاطفال والشباب بما يجعلها تعبر عن قضايا هذه الفئات تعبيراً حقيقياً وبما يضمن قابليتها للتنفيذ في أرض الواقع ..- تحديد الجهات المعنية بتنفيذ هذه التشريعات والقوانين المقرة ووضع آلية لمتابعة هذه التشريعات .- تعديل المناهج الدراسية بما يجعلها أكثر تضمناً للقيم والمبادئ الديمقراطية وإعطاء مزيداً من الاهمية للتربية الوطنية وتضمين المقررات الجامعية مقرراً معنياً بالتربية المدنية يعمم علي كل طلبة الجامعة.- تفعيل دور المؤسسة التعليمية من خلال إعطاء أهمية للأنشطة الصيفية ، وإيجاد نماذج القدوة ، وتوفير المناخ التربوي الحافز للقيام بهذه المطالب التنموية .- توطيد العلاقة بين المدرسة والاسرة وخلق أشكال من قنوات التنسيق بينهما بهدف التعرف علي المشكلات .- تفعيل معسكرات العمل والملتقيات والرحلات الكشفية بما يجعلها تعطي أولوية لموضوعات التنشئة السياسية والمشاركة في صنع القرار.- إيجاد متنزهات وحدائق بديلاً لظاهرة أطفال الشوارع .- إيجاد آلية تنسيق بين الجهات المعنية بعملية التنشئة لهذه الفئات الثلاث .- إعطاء هذه الفئات أهمية محورية في الخطة الخمسية الثالثة للدولة .