غضون
* تقول وزارة الداخلية إنه خلال النصف الأول من هذا الشهر وقع ( 115) حادثاً مرورياًعن طريق الدراجات النارية بين اصطدام بسيارات واصطدام دراجات بدراجات وانقلاب ودهس مشاة وأدت تلك الحوادث إلى موت ( 23) شخصاً وإصابة ( 148) آخرين .. هذا حدث خلال أسبوعين فقط من هذا الشهر ، وهذه الحوادث ضعف الحوادث التي سجلت طيلة عام 2006م ويبدو أن عام 2010م سيكون عاماً يمنياً لضحايا الدراجات النارية كما تشير البدايات ففي أول أسبوع من هذا العام توفى ( 89) شخصاً وأصيب ( 81) في حوادث هذه الدراجات!لا غرابة في ذلك إلا من حيث أن الذين يقودون الدراجات ويركبونها لايعتبرون بما حدث لمن سبقوهم .. أصحاب الدراجات النارية لا قواعد لهم على الإطلاق ، يمرون مسرعين من اليمين واليسار والوسط ، ويتجاوزون ويعبرون من حيث لا يجوز العبور ، ويسلكون الاتجاهات المعاكسة، وهم غير ملزمين بأي إشارة مرورية أو لوحة إرشادية .. وبعض المواطنين المتعجلين يفضلون ركوب هذه الدراجات بسبب هذه المميزات التي توصلهم إلى أماكنهم في أقرب وقت .. أكان هذا المكان في الدنيا أو في الآخرة.* في عام 2004 أتخذ قرار بمنع استخدام الدراجات في العاصمة صنعاء فجاء من يحرض ضد القرار وتظاهر أصحاب الدراجات ما دفع مجلس النواب إلى إجبار السلطة المحلية على التراجع عن القرار وتم عام 2005م إطلاق مزيد من الدراجات التي كانت محتجزة وتلك التي كانت في المخازن بما في ذلك الخردة وزادت أعداد الدراجات وانتشرت في كل المحافظات ، ففي عام 2005م مثلاً كان عددها في العاصمة ( 2500) واليوم صار العدد أضعافاً .. وفي الحديدة كان عددها عام 2004م نحو ( 490) دراجة ومن المصادفات أن عدد القتلى و المصابين في ذلك العام بلغ ( 507) أي قتيل وجريح وزيادة شوية للدراجة الواحدة .. والعدد هذا العام قد يرتفع إلى أضعاف ، وهكذا في بقية المحافظات .. على أن خطورة الدراجات النارية لا تتوقف عند هذه الحوادث العادية ، فقد أصبحت وسيلة مفضلة للإرهابيين والمجرمين لأنها تسهل حركتهم كما بينت وقائع كثيرة في مناطق متفرقة.* المعارضون لمنع استخدام الدراجات النارية في المدن يتذرعون بأن أصحاب هذه الدراجات يعولون أسرهم وهي ذريعة ضعيفة لأن بعض الذين يستخدمونها يفضلونها كوسيلة نقل خاصة وسهلة في ظل اشتداد الزحام في المدن .. مع ذلك فقد تأثر مجلس الوزراء بهذه الذريعة وقرر عام 2009م تنظيم الظاهرة وليس منعها ، حيث اتخذ في أكتوبر 2009م قراراً يقضي بترقيم الدراجات وجمركتها وأن لا تستخدم بعد الساعة الثامنة ليلاً وقبل السادسة صباحاً ، ومنع استيراد دراجات جديدة أو قطع غيار .. لكن من الناحية العملية فهي تعمل طيلة الليل والنهار وبلا توقف، وهناك موديلات جديدة تظهر الآن ومعظمها بلا أرقام .بعد هذا كله .. نقول للحكومة .. قولوا لنا ما هو الخبر الصحيح؟.