شعارهم " المصلحة أولا " :
واشنطن / متابعات :من الطبيعي أن تنقب أي شركة عن مصادر الكسب التي تجلب لها أعلى ربح ممكن وفي أقل وقت، ولكن لابد أن يتوافق هذا الكسب مع ميثاق الشرف المهني وتحت مسمى " لا ضرر ولا ضرار"، ولكن من اللاأخلاقي أن يكون هذا الكسب تحت شعار "المصلحة أولاً"، حتى وإن كان هذا على حساب صحة المواطنين، واستنزاف ثرواتهم. وفي فصل من فصول الفساد التي تنتشر في بعض دول العالم، حتى في الدول الكبرى، كشف فـريق من الباحثين الأمريكيين النقاب عن قيام عدد من شركات التبغ الكبرى في الولايات المتحدة، بزيادة نسبة النيكوتين في السجائر التي تنتجها، خلال الفترة بين عامي 1998 و2005، بنحو 11 في المائة، بهدف منع المدخنين من الإقلاع عن التدخين بسهولة.من جانبه أكد الفريق العلمي، الذي كان قد أصدر في العام الماضي، الدراسة التي كشفت عن زيادة نسبة النيكوتين في السجائر الأمريكية، أنه يعرف الآن "الأسباب التي دفعت شركات التبغ إلى تلك الزيادة."وفي تصريح لـ CNN، قال جريجوري كونولي، مدير برنامج أبحاث مكافحة التدخين في كلية هارفارد للصحة العامة، وقائد فريق البحث، إن الزيادة تمت على نطاق واسع، حيث كانت السجائر تصنع من التبغ الخام، الذي يحتوي على نسبة أكبر من النيكوتين، وأضاف "إن تصميم السيجارة تم تعديله كذلك خلال تلك الفترة لعدة مرات، حتى يقوم المدخن بإشعال السيجارة لفترة أطول، مما يؤدي إلى أن يصبح المدخنون أكثر إدماناً للسيجارة".وقد اعتمدت الدراسة على تحليل البيانات التي قدمتها شركات التبغ إلى إدارة ماساتشوستس للصحة العامة، حيث أظهرت هذه البيانات ارتفاعاً منتظماً في نسبة النيكوتين بنحو 1.6 في المائة سنوياً، طوال سبعة أعوام، من 1998 حتى 2005.وقال كونولي إن نتائج الدراسة تثير سؤالاً مهماً عما إذا كانت شركات صناعة التبغ، قد قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الإدمان، خاصة بين شباب المدخنين.وكانت الدراسة التي أصدرتها إدارة ماساتشوستس للصحة العامة، في أغسطس الماضي، قد كشفت عن ارتفاع كمية النيكوتين التي يستهلكها المدخنون عادة مع كل سيجارة، بصرف النظر عن صنفها أو علامتها التجارية.وبدورها طالبت السلطات بولاية ماساتشوستس من شركات التبغ تقديم تقارير سنوية بشأن كمية النيكوتين في السجائر التي تنتجها منذ عام 1997، وهي فترة أطول من المحددة في أي ولاية أمريكية أخرى، مشيرة إلى أن صانعي السجائر يكثفون تركيز النيكوتين في التبغ، من أجل زيادة كمية النيكوتين التي يستنشقها المدخنون، ويعدلون تصميم السجائر لزيادة عدد مرات نفث الدخان في كل سيجارة.من جانبه، شكك متحدث باسم شركة "فيليب موريس" المنتجة لسجائر مارلبورو، في التقرير، الذي صدر بعنوان "عادات التدخين وعلاقتها بزيادة معدلات النيكوتين وإعادة تصميم السجائر الأمريكية."، وقالت الشركة في بيان مكتوب: "المعلومات التي تم تقديمها إلى الولاية بين عامي 1997 و2006، أظهرت أن مستويات النيكوتين كانت تتذبذب من عام لآخر، ولم تكن هناك زيادة منتظمة."إلا أن كونولي دافع عن الدراسة بقوله إنه في ضوء الزيادة العشوائية لنسبة النيكوتين بالسجائر، فإن احتمال لجوء شركات التبغ لتخفيض تلك النسبة، لا يتجاوز نسبة واحد في الألف.[c1]التدخين وأمراض القلب[/c]أثبتت دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس، أن المدخنين المصابين بأمراض القلب ويستخدمون أجهزة لتنظيم نبضات القلب ، أكثر عرضة لمواجهة تغيرات مفاجئة في دقات القلب قد تودي بحياتهم.وأوضحت الدراسة أن المخاطر التي يتعرض لها المدخنون هي أكثر بسبع مرات من تلك التي قد يتعرض لها مرضى القلب غير المدخنين.وأشار رئيس فريق البحث إلى أن الأبحاث أظهرت أن التدخين يتسبب بالآم لمرضى القلب الذين يستخدمون أجهزة تنظيم النبضات عند بدء الجهاز بالعمل، مضيفاً أن 11 في المائة من وفيات القلب تتصل بالتدخين، كما أن الإقلاع عن التدخين أو تقليصه يعدان علاجاً فعالاً لمرضى القلب، وأن أجهزة تنظيم النبضات تتضمن وحدات مزروعة داخل الصدر لمراقبة نبضات القلب، وإصدار إشارات كهربائية مباشرة إلى عضلة القلب، لتصحيح النبضات غير الطبيعية التي قد تحدث وقد تتسبب في الوفاة سريعاً إذا لم يتم اتخاذ إجراء لوقفها وتصحيحهاً.[c1]السجائر تضعف العظام[/c]أفاد باحثون بأن دخان السجائر بما في ذلك الذي يستنشقه الآخرون دون إرادتهم بحكم ظروف العمل، أو خلال المناسبات الاجتماعية يضعف العظام ويزيد في نسبة كسرها.وقد حذرت ثلاث دراسات، اثنتان في السويد، وواحدة في الصين من الأثر الضار للتدخين علي عظام الأشخاص، خصوصاً صغار السن وذلك بعد قياس كثافة عظام مجموعة من المراهقين السويديين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 20 عاماً من المدخنين أو المدخنين السلبيين .وأوضح ماتياس لورنتزون من جامعة جوثنبيرج أن الدراسات أثبتت أن المدخنين الشبان يعانون هم أيضاً من نقص كبير في كثافة عظامهم، كما لاحظ وجود ضعف في عظام المدخنين المسنين مقارنة بنظرائهم من ذات الفئة العمرية يصل إلى الضعف أحياناً، مشيراً إلى احتمال تعرض هؤلاء إلى تكسير في العظام وخصوصاً في فقرات الظهر أكثر من غيرهم.[c1]موت بالجملة [/c]وعن أضرار التدخين أكدت السلطات الاتحادية أن التدخين يؤدي إلى وفاة نحو 438 ألف شخص سنوياً، وهو ما يعني أن واحدا من بين كل خمس حالات وفاة، يكون لأسباب تتعلق بالتدخين.وتعتبر مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة، التدخين السبب الرئيسي للوفاة والذي يمكن الوقاية منه.وفي السياق ذاته ، أكدت دراسة حديثة أن أكثر من 80 مليون أمريكي هم من المدخنين والبدناء أو الاثنين معاً يواجهون خطر المرض والوفاة المبكرة، وتشير إلى أن السمنة والتدخين يشكلان عنصرين بالغي الخطورة لعدة أمراض مزمنة ويسببان وفيات مبكرة لعدد كبير من الأمريكيين .وأوضحت الدراسة أن 23,5% من البالغين يعانون من السمنة التي تسبب مرض السكري وأمراض القلب وآلام المفاصل والكآبة وبعض أنواع السرطان بينما يعاني 22,7% من التدخين الذي يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية ومشاكل تنفسية بالإضافة إلى الإصابة بسرطان الرئة وأنواع أخرى مختلفة من السرطان.