منبر التراث
[c1]رئيس الجمعية[/c]الأستاذ محمد عمر علي ، رئيس جمعية وصيانة آثار معالم صيرة / عدن من الشخصيات المثقفة المهتمة بتاريخ عدن والمؤمن إيماناً عميقاً بأن تاريخها وتراثها هو جزء لا يتجزأ من نسيج الحضارة اليمنية الرائعة . والحقيقة لقد توقعنا من تلك الجمعية أنّ يكون لها حضور واضح وقوي على ساحة حماية وصيانة معالم عدن ، ولكن مع الأسف العميق لم نر ونسمع أية نشاط من تلك الجمعية ، ولا نعلم علم اليقين الأسباب التي جعلها تصمت أو يتوقف ويتجمد نشاطها الهام في الحفاظ على آثار معالم عدن .[c1]أقدم الأحياء الشعبية[/c]ودليل ذلك أنّ حي الحسين والذي يعد من أقدم الأحياء الشعبية في ( كريتر ) عدن ، وإنّ لم يكن من أقدام الأحياء في اليمن على الإطلاق والذي تقول عنه المصادر الطاهرية أنه يعود إنشاؤه إلى عهد الدولة الطاهرية ( 858 - 944 هـ / 1453 / 1538م ) فهو في أشد الحاجة إلى من يقوم بترميم بعض منازله العتيقة ذات الطراز المعماري الإسلامي الأصيل . فهناك بعض المنازل التي مازالت محتفظة بآثارها الإسلامية على سبيل المثال المشربيات التي تحتاج إلى أعادة الحياة إليها مرة أخرى من خلال ترميمها على صورتها الأصلية والأصيلة . وشد انتباهنا إلى أنّ بعض المساجد العتيقة أو الألفية التي تعود تاريخها إلى ألف سنة خلت . قد تغيرت معالم عمارتها العريقة التي كانت عليه من قبل . وكان من المفروض أنّ تتدخل جمعية صيانة أثار ومعالم صيرة بعدن ، وتطلب من القائمين بالأمر الحفاظ على شكل الطراز الأول للمسجد وليس تغييره تغيراً كلية ، وبذلك نحافظ على روح تراثنا المعماري ألمساجدي الأصيل . وهذا مسجد حسين الأهدل المتربع حي الحسين والذي كان يطلق عليه مسجد الشاذلي نظراً أنه كان مقراً للطريقة الشاذلية والتي كانت سائدة في عدن . لم تمتد إليه حتى وقتنا هذا يد الترميم والصيانة بصورة علمية وعملية ، وإنما كل ما حدث فيه هو تم طلاؤه بصورة ارتجالية طمست الكثير من معالمه الأصلية , وكنا ننتظر من جمعية صيانة الآثار الوقوف أمام مسجد الحسين لصيانته على أسس علمية بعيدة كل البعد عن العشوائية .[c1]سوق الزعفران [/c]وهذا سوق الزعفران الذي ذكر في كتب التاريخ بأنه يعود إلى دولة بني زريع والتي انسلخت عن الدولة الصليحية المركزية في جبلة في عهد الملكة سيدة بنت أحمد الصليحي المتوفاة سنة ( 532هـ / 1138م ) ، وحكمت عدن فترة طويلة من الزمن تصل إلى أكثر من 50عاماً . كان سوق الزعفران ملتقى التجارة الداخلية القادمة من مختلف المناطق اليمنية ، وكان يباع فيه الماء ، والحطب وغيرهما من السلع والبضائع الهامة المرتبطة بحياة الناس . وإلى جانب سوق الزعفران ، كان هناك سوق الطعام ، وسوق البز ( القماش ) كل تلك الأسواق التجارية التي ذكرناها ، كانت جزء لا يتجزأ من نسيج تراث وتاريخ عدن الإسلامي . ومن يطوف في تلك الأسواق العتيقة الآن ، يشعر بالحزن والألم العميقين يعصران قلبه لكون معالمها التاريخية ، قد تغيرت تغير جوهرياً ، وبدلاّ من الحفاظ على بعض ملامحها العريقة إذ بنا نقوم ببناء عمائر حديثة شوهت أصالة تلك الأسواق ، ومحت كل صلة يمس تاريخها الجميل , وبالأحرى أنّ تلك الأسواق العريقة لم تعد تمت بتاتاً بتلك الأسواق الضاربة جذورها في أعماق تاريخ عدن والتي ذكرها التاريخ منذ أكثر من خمسمائة عام . فقد زحفت عليها رمال إيقاع الحياة السريعة الحديثة بصورة ارتجالية وعشوائية . ولا يفهم من ذلك أننا ضد إيقاع الحياة الحديثة لكونها من سُنن التطور والتقدم ، ولكننا ضد المساس بمعالم تراثنا وتاريخنا وآثارنا والتي هي في الحقيقة هويتنا الأصيلة شخصيتنا اليمنية الواضحة التي نعتز ، ونفتخر بها .[c1]من العمارة اليمنية الإسلامية [/c]وكان من المفروض على تلك الجمعيات التي أسست من أجل الحفاظ والعناية بمعالم آثار عدن ، أنّ يكون لها حضور واضح ومتميز في مديرية صيرة من خلال التنسيق التام مع المسئولين في المديرية للحفاظ على تراث وتاريخ وآثار معالم عدن . وعلى أية حال ، نأمل من الأستاذ محمد عمر علي رئيس جمعية صيانة آثار معالم عدن ، وزملائه ، أنّ يواصلون المشوار بخطوات ثابتة و بصورة مستمرة في الحفاظ والعناية الكبيرين لمعالم مدينة عدن القديمة ( كريتر ) من خلال التنسيق مع الأستاذ خالد وهبي مدير عام صيرة الذي يبذل جهوداً مشكورة في تجميل وجه عدن ، في كيفية الوسائل والطرق العملية والعلمية في الحفاظ على معالمها التراثية والتاريخية ، والأثرية ؟ والتي تعد من معالم العمارة اليمنية الإسلامية والتي بلغت أوج ذروتها في القرن الرابع الهجري القرن العاشر الميلادي ، فهل في الإمكان تحقيق ذلك ؟ .