سطور
د. زينب حزامسبحت في خارطة كورنيش مدينة المنصورة أتنفس طعم الصباح .. الهواء البارد يلفحني، والشتاء في مدينة عدن منعش يجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم، وخاصة رائحة البحر، والطبيعة الجبلية المحيطة بالمنطقة، هذا المنظر الرائع الذي زينته الأشجار والأزهار البيضاء والحمراء المطلة من الفلل وأسوار العمارات المتراصة بجانب الكورنيش، بعضها يتكوم صفحات مهملة وبعضها يسقط على وجه الماء ويمضي.أتابع سيري على شاطئ الكورنيش، وأنظر إلى هذه الأوراق المتساقطة ترحل ولا تعود .. الطبيعة آسرة، ذؤابات الشجر تكللني. عناق الزهور تفوح رائحته، يتسرب عطره إلى أنفاسي .. أسراب البجع بأحجامه المختلفة وألوانها تتبختر فوق مياه الكورنيش اللامعة، ويقوم بحركات استعراضية رشيقة.. يبدو المشهد أمامي وكأنه فاصل من باليه “بحيرة البجع”.هذه الرقصات الاستعراضية عادت بذاكرتي إلى الوراء، فأنا من عشاق رقصة الباليه هذا الرقص الرفيع والممتع الذي كنت أشاهده باستمرار على مسارح الأوبرا الروسية في مدينة موسكو، حقاً إن منظر البجع على مياه البحر يجعلني أسرح بخيالي. أتعمشق بعض ذكريات مضت - ذلك البحر احتضنتني ذات رحلة لا تزال بذورها مرصوصة في القلب، أغمض عيني لأحلم برحلة طفولتي التي قضيتها حتى سن الشباب على شاطئ البحر في منطقة حجيف بالتواهي، ومنظر البواخر السياحية التي لا تفارق ميناء التواهي، ومنظر الليل الرائع في هذه المنطقة السياحية، حيث تتلألأ الأضواء البيضاء والحمراء والصفراء من فوق البواخر، وكأنها معلقة في السماء السوداء ليلاً، إنني أتحسر على هذه المناظر الرائعة وقد زحف البناء العشوائي على معظم الشواطئ وأبعدت المسافات بيننا وبين أمواج البحر الرائعة.وبينما كنت في تأملي مع البحر، تقفز سمية (هجعة العين) .. يقتحمني صوتها بين قفزة وأخرى:[c1]شوفي البجعطيبتتقافز الكلمات من ثغرها كنجوم:سأطعمه الفوشار.ابتسمت لها وقلتسيكون شاكراً لك، لعله جائع.[/c]سألتني سمية: ولماذا لا يأكل البجع السمك، أجبتها: السمك موجود ولكنه بدأ يقل نتيجة النفايات التي ترميها المصانع والبواخر المسافرة في البحر .. ما سبب موت بيوض السمك.فعلاً نحن في أمس الحاجة إلى فكرة جديدة تساعد على التخلص من النفايات بتدويرها، لإنتاج مواد نافعة تسد بعض احتياجات البشر، في عالم صارت موارده الطبيعية منهكة من شدة الضغط عليها فكرة طيبة تساعدنا على المحافظة على البيئة اليمنية وجمال شواطئها السياحية التي يعشقها الزوار من جميع أنحاء العالم ويحبها الفنانون التشكيليون لهذه المناظر الرائعة يرسمون أجمل اللوحات الفنية لمنظر البحر والبجع، ويحبها الشعراء وكتاب القصة فعلى شواطئها يكتبون أروع الأعمال الأدبية الخالدة.