- قضية زواج القاصرات تحولت إلى ما يشبه كرة الثلج التي كلما تدحرجت أكثر كبرت وازداد حجمها، فتأخر مجلس النواب في الموافقة على تحديد سن آمنة للزواج يدفع إلى المزيد من التجاذبات بين المؤيدين والمعارضين لصدور ذلك القانون وكل جهة تستند إلى حجة تراها الأقوى.- المتابع لهذه القضية يدرك بالطبع أن متشددي حزب الإصلاح هم من يقودون الجبهة المعارضة لتحديد سن آمنة لزواج الفتيات وسيجد أن هذه الجماعة بدأت تعاني نوعاً من التخبط وشعرت بتزايد المطالب لحث مجلس النواب على إصدار ذلك القانون ما قد يضعف صوتها فما كان منها إلا اللجوء إلى سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ هذا الحزب تتمثل في حشد مئات النساء المنضويات تحت لوائه للخروج في مسيرات والوقوف أمم مبنى البرلمان ورفع شعارات تصف تحديد سن آمنة للزواج بأنه مخالف للشريعة.فمنذ متى كان حزب الإصلاح يعتمد على عضواته في قضايا من هذا النوع وهو الذي حسب زعمه يعطي المرأة حقوقها وشكل قطاعاً خاصاً بها يرفض أن يرشح أي امرأة لتكون ممثلاً له في الدوائر التي يسيطر عليها ويكتفي بها كصوت انتخابي تدعمه وتزيد من حظوظ مرشحيه للفوز بالانتخابات، فما الذي حدث وغير حزب الإصلاح؟!وإذا ما تجاوزنا هذه النقطة فإن هناك شيئاً آخر لا يمكن تجاوزه وهو لماذا يصر حزب الإصلاح برجاله ونسائه على رفض تحديد سن لزواج الفتيات أو الإصغاء لصوت العقل المطالب بأهمية استصدار هذا القانون حماية للطفولة ولمئات الفتيات اللاتي يدفعن حياتهن ثمناً لشر هذه الزيجات ومن تنجو منهن فإنها تعاني من مشاكل صحية أثناء الحمل والولادة وما بعدهما وتظل تتحمل تبعاتها طوال حياتها أفلا يقرأ أولئك الأشخاص عن تلك الحالات التي تتناولها وسائل الإعلام كافة، لماذا يصمون آذانهم عن الحقائق ويصرون على المضي في تبريرات غير مقنعة، أبرزها حماية عفة الفتيات ؟!.القضية ليست حماية عفة الصغيرات!! فما الذي تعرفه الصغيرات عن مسؤولية الزواج وتكوين أسرة ؟! إنها قضية متاجرة بالصغيرات واستغلال لظروف أسرهن الفقيرة وتبريرها بالعادات والتقاليد وتطبيق الشريعة الإسلامية ـ حد زعمهم ـ .ألا يدركون أن دراسات كثيرة أجريت أثبتت أن الأطفال المولودين لأمهات صغيرات يعانون من أمراض عدة؟!ألا يعني ذلك أن استمرار متشددي حزب الإصلاح في منع مجلس النواب من إصدار قانون يحدد سناً آمنة للزواج معناه أن هناك فتيات كثيرات سيلاقين حتفهن وأن مواليدهن سيعيشون حالة صحية سيئة فهل مايريدونه هو أن تكون أجيال اليمن القادمة مصابة بالأمراض ؟!.
أخبار متعلقة