نداءات كثيرة وجهتها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية منذ عدة أشهر من اجل إنقاذ المسجد الأقصى مما يتعرض له من مخططات عدوانية إسرائيلية تستهدف هدم طريق باب المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى ، وهو جزء لايتجزأ من المسجد الأقصى ، ولكن هذه النداءات لم تلق صدى عند العرب والمسلمين والذين يتحملون كل المسؤولية إلى جانب الفلسطيني عن المسجد الأقصى. نعم .. مسؤولية حماية المسجد الأقصى ليست مسؤولية الفلسطيني فحسب وأن كان هو المعني بشكل مباشر بهذه المهمة كونه يقع تحت الاحتلال، وحماية الأقصى هي مسؤولية دولية ايضاً والجمعية العامة وقفت أكثر من مرة أمام القدس والاعتداءات المتكررة لحكومة الاحتلال الصهيوني على المسجد الاقصى خاصة بعد نكسة حزيران 1967م ، وتأكيداً على ذلك أشير إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالقدس (16) 4 يوليو 1967م حيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 99 صوتا دون اعتراض ، وامتناع عشرين دولة عن التصويت ، على مشروع قرار باكتساني ( بالاشتراك مع غينيا وإيران ومالي والنيجر وتركيا ) خاص بمدينة القدس ، جاء في نصه :(أن الجمعية العامة ، اذ تشعر بقلق شديد إزاء الموقف السائد في القدس نتيجة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتغيير وضع المدينة ).1- تعتبر هذه الإجراءات غير مشروعة .2- تدعو إسرائيل إلى الغاء جميع الإجراءات التي أتخذت والامتناع عن اتخاذ أي عمل من شأنه تغيير وضع القدس .3- ترجو السكرتير العام أن يقدم تقريراً إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن حول الموقف وحول تنفيذ هذا القرار في موعد لايتجاوز أسبوعاً واحداً من تاريخ اتخاذه . وفي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (17) الخاص بالقدس في 14 يوليو 1967م جاء في القرار : ( أن الجمعية العامة بقرارها رقم 2253 ( الدورة الطارئة الخامسة ) في 4 تموز / يوليو ، قد تلقت التقرير المقدم من السكرتير العام ، وإذ تأخذ علما مع الأسف والقلق الشديدين بعدم التزام إسرائيل بالقرار رقم 2253) : 1- تستنكر فشل إسرائيل في تنفيذ القرار .2- تكرر دعوتها إسرائيل في ذلك القرار إلى إلغاء الإجراءات التي اتخذت والامتناع عن أي عمل من شأنه تغيير وضع القدس .3- ترجو السكرتير العام تقديم تقرير إلى مجلس الأمن والجمعية العامة حول الموقف وحول تنفيذ هذا القرار . وقد وافقت الجمعية على هذا القرار بأغلبية مائة صوت ضد لاشيء مع امتناع ثماني دول عن التصويت .أما مجلس الأمن فقد دعا إسرائيل إلى إلغاء جميع إجراءاتها لتغير وضع القدس (22) ، وجاء في القرار : (أن مجلس الأمن إذ يستذكر قراري الجمعية العامة ، رقم 2253 ، 2254 ،) وقد نظر كتاب ممثل الأردن رقم (8560/S) وقد استمع إلى البيانات التي ألقيت في المجلس ، وإذ يلاحظ أنه منذ تبني القرارات المذكورة أعلاه فقد اتخذت إسرائيل المزيد من الإجراءات والأعمال التي تتنافى مع هذه القرارات ، وإذ يذكر الحاجة إلى العمل من اجل سلام دائم وعادل ، وإذ يؤكد رفضه الاستيلاء على الأراضي بالفهم العسكري : 1- يأسف على فشل إسرائيل في الامتثال لقرارات الجمعية العامة المذكورة أعلاه . 2- يعتبر أن كافة الأعمال التي قامت بها إسرائيل هي إجراءات باطلة ولا يمكن أن تغير وضع القدس .3- يدعو إسرائيل بإلحاح إلى أن تبطل هذه الإجراءات وأن تمتنع فوراً عن القيام بأي عمل آخر من شأنه أن يغير من وضع القدس .4- يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن تنفيذ هذا القرار . كثيرة هي القرارات التي صدرت بشأن القدس ولا يوجد مجال لاستعراضها كاملة ومفصلة ، ولكنني أردت فقط أن أشير إلى دور هذه المنظمات الدولية في قراراتها الخاصة بشأن القدس وحمايتها من الاعتداءات الصهيونية . قرار مجلس الأمن (23) جاء ليلغى القرار الإسرائيلي بضم القدس إليها في 21 مايو 1968م وقرار مجلس الأمن (24) دعا إسرائيل مجدداً إلى إلغاء جميع الإجراءات التي من شأنها تغيير وضع القدس . قرار مجلس الأمن (25) يطلب من إسرائيل الرجوع عن كل إجراءاتها بضم مدينة القدس . قرار مجلس الأمن (27) إدانة حريق المسجد الأقصى في 21/8/1969م.قرار المؤتمر العام لليونسكو حول تغيير معالم القدس، ويطالبها أن تتعهد بالامتناع عن القيام بالحفريات ، ويدينها كونها لم تلتزم بقرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن واليونسكو منذ احتلالها فلسطين في تغيير معالم القدس التاريخية وتهويدها . إذا كانت إسرائيل لم تلتزم بكل هذه القرارات في الوقت الذي كان فيه حال العرب أفضل مما هو عليه اليوم وكان العالم فيه شيء من التوازن بوجود الاتحاد السوفييتي وبلدان المنظومة الاشتراكية ، فهل ننتظر اليوم في ظل المتغيرات الكبيرة والقطب الواحد الذي تتمتع فيه إسرائيل بكل أشكال الدعم أن يصدر قرار جديد عن مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة يذكر إسرائيل بكل هذه القرارات ويطالبها بالالتزام . أنا شخصياً اشك في ذلك ، لأن الموازين انقلبت والكيل بمكيالين هو السياسة السائدة للقطب الواحد ، جيد إذا كان هذا هو الحال يبقى السؤال – ماهو العمل وكيف نحمي المسجد الأقصى وماهو المطلوب عمله الآن ؟قد يراني البعض متسرعاً ، وقد يجدني الآخرون أتحدث خارج نطاق الدائرة وبعيداً عن ما يسمونها الواقعية ، ولكنني أقول الرد الحقيقي هو تفجير الانتفاضة الثالثة وهذا هو الوقت المناسب لها ، فهي ليست ردودا على الأقصى فحسب ولكنها رد على كل العدوان الصهيوني والحصار ، رد على رفضه الالتزام بكل الاتفاقات التي وقعت معه ، رد على الوعود الكاذبة بإعطاء دولة فلسطينية .والانتفاضة هي الكفيلة بتوحيد الساحة الفلسطينية بشكل حقيقي ، ولم لا ونحن تحت الاحتلال ، ولم لا ونحن نغتال ونعتقل كل يوم ، ولم لا ونحن تحت الحصار منذ ما يقارب العشرة أشهر ، ولم لا وقد فشلت كل المراهنات على الحلول السلمية .
أخبار متعلقة