عيدروس عبد الرحمن :أجمل ما في قرعة يورو (13) أنها جمعت ثلاثة كبار تحت مظلة المجموعة الثالثة أزرقان وبرتقالي.. فالأزرقان تصارعا على يورو (11) في أرض وملاعب الفريق والمنتخب الهولندي.. وتعاركا في نهائي مونديال 2006، وشاءت الأقدار أن تضمهما مجموعة واحدة لبلوغ نهائيات يورو (13).. كما شاءت الصدف والحظوظ أن أحدهما (فرنسا) تأهلت بأقدام الأخرى (إيطاليا) بعد مباراة الطليان مع اسكتلندا الشهيرة في جلاسكو.ومباريات هذه المجموعة لا نبالغ إذا اعتبرناها أنها بطولة داخل البطولة الرسمية والتأهل فيها يشكل صكاً وتذكرة عبور للنهائي أو دور الأربعة فالثلاثي القوي ليس مؤهلاً فقط لبلوغ الدور القادم وإنما مؤهل كذلك للفوز باللقب وقد حصل عليه أساساً.. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها ثلاثة كبار وحاملي الألقاب الأوروبية والعالمية ضمن مجموعة واحدة.. وكأن يورو (13) يعلن لنا قبل بدء المنافسات التركيز والاهتمام بهذه المجموعة وإعطاءها جل الترشيحات وغالبية الوقت والانتباه.. وكأن يورو 13 يعطي المتابع مشروعية لعدم الانتباه لباقي المجموعات.ويحق للكثيرين تسميتها مجموعة الموت، المجموعة الحديدية ، المجموعة النارية ومجموعة وطريقك ياولدي مسدود.. مسدود.. مسدود.وطالما الحديث عن هذه المجموعة وثلاثيتها الرهيبة فالبدء من العضو المرشح والبعيد تماماً عن أية نسبة من الترشيحات.[c1]رومانيا:[/c]كان التأهل الروماني ليورو 13 جديراً ومستحقاً ولعل إقحامه في مجموعة كهذه، قد أعطاه حافزاً وتحدياً جديداً، لرفض الانصياع وعدم القبول بدور كمالة العدد (الرقم الكسري).. مما يزيده اصراراً على أن يكون هو مفتاح التأهل.. والفريق يمتلك لاعباً فذاً هو (موتو) وقراءة ذاتية لسيرة هذا اللاعب يجعلنا نسقط تماماً أن رومانيا عبارة عن همزة وصل وطريق سريع للتأهل على حساب نفسه.. فادريان موتو وبعد فضيحة المخدرات مع تشلسي حكم عليه الجميع بالإعدام لكنه أستأنف الحكم ولعب لفريق السيدة العجوز مباريات وموسمين ردا له إعتباره وأضاف موسمين جديدين مع فورنتينا الإيطالي صنعا منه رمانة الميزان والحادي والدليل للفوز المحلي والأوروبي.[c1]هولندا:[/c]قيادة فان باستن للفريق البرتقالي بعد عشرين عاماً من الفوز بيورو عام 1988 يفتح مجالات عدة للتكهنات ورفع نسب الترشح للفريق الهولندي الذي يمتلك كل مقومات البطولات ليس في هذه المنافسة ولكن منذ زمن يوهان كرويف.. فالفريق البرتقالي غالباً ما يمتلك أفضل خطوط الدفاع والحراسة والوسط والهجوم ولكنه شحيح وبخيل في الصعود لمنصات التتويج عدا مرة واحدة عندما كان يرتدي قميصه رقم (9) أفضل هداف عرفته كرة القدم طوال تاريخها.. وها هو اليوم يدرب الفريق فهل ينتقل سحر الهداف إلى باقي أعضاء الفريق.. فالمباريات التأهيلية والتجريبية تعطي انطباعاً بأن الكرة الشاملة تبحث لنفسها عن مكان من الإعراب وقد تكون فرصتها سانحة.
[c1]فرنسا:[/c]عرفت فرنسا أولاً ببلاتيني ثم رسخها وعزز مكانتها الكروية عالمياً صاحب الأصول العربية زيدان.. وفرنسا منذ مونديال 1998 وهي تتصدر الترشيحات.. ومنذ فوزها بيورو (2000) فتحت خطاً ساخناً مع الكرة الإيطالية وصارت مواجهات البلدين خاصة جداً ونتائجها سجالاً مرة لهذا وأخرى لذاك.والفريق الفرنسي الذي خط هجومه استطاع الاستغناء عن هداف عظيم بدرجة تريزيقية واستعاض به بنجم صاعد واعد يتلمس خطى زيدان لا ينتظر منه التأهل فقط ولكن معادلة الرقم القياسي الألماني والخوف كل الخوف من أن الإفراط في الثقة يكرر سيناريو مونديال 2002 وخروج فرنسا من الأدوار الأولى.[c1]إيطاليا:[/c]نستطيع اعتبار فريق إيطاليا منتخب (عنق الزجاجة) لأن الطليان إذا وضعوا تحت الضغط الرهيب يتعملقون ويقدمون أفضل ما لديهم ومونديالات 1982م و2006م، شاهدة على ذلك، ومباراة اسكتلندا في جلاسكو دليل جديد.وتاريخ عريق للطليان بالفوز بأربع مونديالات ومرة أوروبية يجعلها في أعلى سلم الترشيحات حتى وإن انمازت نتائجها العالمية على حساب الأوروبية.وكرأي شخصي فإن إيطاليا أقرب الفرق المترشحة للتأهل (فقط) لأنها تحت ضغط رهيب جداً وكلما زادت الضغوط قدم الازوري ما لم يكن في الحسبان.وتاريخ اللقاءات يعطي الحظوظ الأوفر على حساب هولندا التي كادت أن تفوز بيورو (2000) لولا الحجر العثرة الإيطالية وإخراجها من دور الأربعة بعد حادثة الضربات الجزائية الثلاث المهدورة من الفريق الهولندي لصالح إيطاليا.ويبقى السؤال هل يخسر يورو 13 فريقاً قوياً ومن الأدوار الأولى، أم أن فرق هذه المجموعة تقدم إنذاراً مبكراً لباقي الفرق. إن العبوا على الفضة.. وربما البرونز.