في الشبكة
لقد عرفت اليمن الانترنت عام 1996م وبذلك تعد ثاني بلد عربي تدخل إليه خدمة الانترنت بعد مصر ومنذ ذلك العام لم نستطع استخدام هذه الوسيلة التكنولوجية الاستخدام الأمثل.. فنحن دائماً نسير عكس ما تسير عليه المجتمعات الأخرى نأخذ الجانب السيئ أو السلبي من الشيء ونرمي ما بقي منه. فقد أثبتت الإحصائيات أن 40% من الشباب يتصفحون المواقع الالكترونية وغالبيتهم يبحثون أو يتصفحون مواقع الدردشة أو المواقع “الجنسية “.فقد أثبتت مؤشرات البحث عن الشبكة لشركة تيليمن أن المواقع الجنسية هي الأكثر زيادة من قبل المستخدمين لهذه الخدمة أي أنه أصبحت خدمة الانترنت مفسدة ومضرة لشبابنا وشاباتنا الذين يترددون يومياً على المقاهي التي أصبحت منتشرة في كل شارع وزقاق فمن أراد في بلادنا أن يكسب ويتاجر بفتح مقهى الانترنت فإن ذلك يعود عليه بأموال طائلة وربح سريع فقد كانت هذه المقاهي سابقاً حكراً فقط على الشباب ولكن من أجل الحصول على المال وبسبب طمع النفس اتجه أصحاب المقاهي إلى فتح غرف خاصة للفتيات من أجل الحسابة تحسب والفلوس تزيد وهذا التفكير التجاري اللا أخلاقي ساهم في زيادة فساد الشباب عامة من الجنسين صغاراً وكباراً ومع كل ما تقوم به وزارة الاتصالات من عمليات حجب للمواقع إلا أن هناك البعض من الشباب يتمكن من خرق ذلك عبر برامج يستطيع أن يتناقلها من جهاز إلى آخر حتى يتمكن من فتح الموقع الذي يريد.كم كنت أتمنى لو هذه العبقرية التي يتمكن بها البعض من اختراق عمليات الحجب أن يتم تسخيرها في أشياء نستفيد منها جميعاً.. كم كنت أتمنى لو يتمكن شاب يمني من تصميم موقع الكتروني يزوره جميع الشباب العربي لتحسين صورتنا أمام الآخرين أو التعريف بتاريخنا أو بآثارنا أو بديننا أو لنصرة رسولنا.. ليت العقول تتغير والنفوس تنظف.ليت نظرتنا للأمور تتغير فالعالم يتقدم ويتطور ودول كثيرة لم تكن أفضل منا إلا أنها سبقتنا اليوم بخطوات كبيرة... لماذا؟. نصر دوماً على أن نجعل العالم ينظر لنا من وراء نظارة سوداء. على أننا بلد جهل وتخلف وشعب يأكل ورق شجر “ قات”.. لماذا نحن حريصون على أن نعزل أنفسنا عن العالم ونخاف أن نكشف عن عيوبنا وأخطائنا كي نعالجها سريعاً .. لماذا نعطي الفرصة للآخرين حتى يشيروا إلينا بأصابعهم ويقولون: هذا ما أنتم عليه أيها اليمنيون ؟!يجب أن نفهم أن التكنولوجيا جاءت لخدمتنا وسخرت لأغراض معرفية ومعلوماتية فالكمبيوتر وخدمة الانترنت والهاتف الجوال والبلوتوث جاءت لتسهيل عملية المعرفة والتواصل بين العالم وتصغير المسافة فيما بيننا حتى نكون على امتداد حلقة واحدة وليس لأجل أن نبقى دائماً خارج الدائرة نشاهد العالم كمتفرجين وليس كمشاركين فيه أو جزء منه.