تقديم / نعمان الحكيمهذا عمل تربوي ناهض أعده أستاذ ومرب فاضل معروف عنه اجتهاده وإخلاص أداء رسالته التربوية وقد خبرناه في سنين الدراسة والواقع الميداني منذ سنين وهو اليوم مكلف بقسم الخدمة الاجتماعية بإدارة التربية والتعليم م/ الشيخ عثمان .. ذلكم هو:الأستاذ / فوزي حمود أحمد (شقيق الكاتب والشاعر الغنائي والصحافي الراحل / محمد حمود أحمد رحمه الله) أحببنا أن نقدمه أولاً للقارئ التربوي / المعلم/ ثم للقراء عامة من خلال هذه السطور المعبرة التي أعدها بإتقان وفن رفيع وخبرة مكنته من أن يقدم شيئاً عن الخدمة الاجتماعية في مدارسنا ليستفيد منها من أراد ولتكون إضافة للمكتبة التربوية وهي محاضرة قيمة نأمل تعميمها بعد طباعتها كورقة عمل لمشتغلين في هذا المجال الحيوي الهام.فوزي حمود أحمد.. معلم جدير بالاهتمام والاحترام ونحن من يدفع بنتاجات المجتهدين المخلصين إلى صاحبة الجلالة (الصحافة) لتكون الرسالة المؤثرة والفاعلة إن شاء الله تعالى..واليكم ما أعده الاستاذ فوزي حمود من إدارة التربية والتعليم بالشيخ عثمان.الخدمات الاجتماعية المدرسية بين الأساس النظري والواقع الميدانيهدفت الخدمة الاجتماعية المدرسية من يوم تأسسها ((نشأتها)) إلى خدمة الأهداف التربوية والتعليمية في جانبها الاجتماعي والإنساني وفي تلبية المحتاجات الإنسانية وكذلك تكملة بناء الشخصية للأجيال النامية (الطلابية) وفي تلبية الاحتياجات المختلف لفئة ((التلاميذ)) بحسب الحاجة الإنسانية والاجتماعية بمختلف أنواعها وبجانبها المادي أو العيني وكذلك في الجانب السلوكي والاجتماعي.لذا يمكننا تقسيم الوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية إلى قسمين أساسيين:-أولاً: دراسة الاحتياجات الإنسانية وتقديم سبل الدعم المتاح في ضوء هذه الدراسة والسعي الدؤوب لتلبيتها وكذا البحث الدائم عن الوسائل المحققة لهذه الاحتياجات باعتبارها ضرورة ومكملة للوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية.ثانياً: الإشراف الاجتماعي ((في الجانب السلوكي والاجتماعي)) والذي بدوره ينقسم إلى قسمين هما:-الجانب الوقائي والعلاجي الجانب البنائي ((الإشراف على تصحيح مسار التفاعل الاجتماعي وبالتالي التنشئة الاجتماعية بفئة التلاميذ كافة بحيث يسهم في بناء شخصية ((التلاميذ)) بالجانب الاجتماعي المكمل لجانب المعرفي والعلمي وبهذا يتحقق بناء الشخصية المتعددة الجوانب.ولاشك في أننا نواجه الكثير من المصاعب والعقبات عند الشروع في تحقيق أهم الأهداف على الواقع الميداني؟ بفعل عدم الفهم الصحيح لوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية المدرسية وفي تطبيقات أنشطتها الاجتماعية المختلفة من قبل بعض القائمين على الإشراف الإداري والتربوي المدرسي في الإدارات المدرسية وبالتالي الإحجام عن تقديم سبل الدعم والذي يسهل تحقيق المهام وإفساح المجال للمشرفين الاجتماعيين في إيجاد التطبيقات المناسبة لتحقيق المهام المنوطة بهم والمستوحاة من روح وجوهر الخدمة الاجتماعية المدرسية في مختلف جوانبها.هذا بالإضافة إلى المصاعب التي تواجه تحقيق الوظيفة الأساسية للخدمة الاجتماعية المدرسية هنالك قصور في فهم الجانب النظري مما يؤدي إلى الكف عن المحاولة لاقتراب من الوظيفة الرئيسة للخدمة الاجتماعية في تطبيقات وممارسات القائمين على الإشراف الاجتماعي المدرسي؟ وهذا بالطبع أن يتعدل إلا بتصحيح المسار من خلال التدريب والتأهيل الدائميين اللذين من خلالهما يمكن نقل الصور الصحيحة عن ما هو مطلوب في ممارسة وتطبيقات المشرفين الاجتماعيين في الميدان.وكذلك يقربهم من الأساس النظري للخدمة الاجتماعية ويجب أن لا ننسى كذلك التوصية للمشرفين الاجتماعيين بالإطلاع الدائم وكذا التثقيف الذاتي والذي من خلالهما يتم التزود بأهم المعارف الضرورية في بناء شخصية المشرف الاجتماعي والذي يجعله يختار أقصر السبل وأيسر الوسائل في إيجاد المعالجات لمختلف المشكلات في الواقع الميداني للخدمة الاجتماعية وكذلك التزود بالآليات المناسبة لتسهيل سبل الحل لمختلف المهام.وقبل البدء في شرح الوظائف الرئيسية بالتفصيل يجب توضيح أمر مهم ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالعناصر الرئيسية المنفذة والمساعدة في تحقيق هذه الوظائف على الواقع العملي للخدمة الاجتماعية المدرسية وإنجاح كل مهامها وهذه العناصر ((الحلقات)) مترابطة بعضها ببعض بحيث يصب نجاحها مكتملاً باكتمال تنفيذ المهام وهذه الحلقات كالتالي:-الإشراف الاجتماعي ((شخصية المشرف الاجتماعي)) شروط يجب توافرها ودرجة تأهيله وفهمه لعملية الإشراف الاجتماعي مضافاً إليها خبراته التربوية والعلمية.* الرغبة في تحمل المهام والحب للمهنة والتلاميذ وخدمتهم بدون تمييز وكذا التمتع بروح التطوع.* وأهم شرط التفاني في العمل والموقف المتكامل من العمل والإخلاص في تنفيذ المهام.* السعي الدؤوب في إيجاد علاقة تسودها الثقة والفهم لطبيعة المهام المناطة بالإشراف بحيث تكون كل الأطراف راضية ومتقبلة لطبيعة المعالجات والمخارج العملية للمشكلات أو لنوعية التوصيات المختلفة والمساعدة لحل المشكلات الميدانية.الإدارة المدرسية - الحلقة الأهم التي تقود العملية كاملة ((إداري الشأن التربوي والتعليمي والاجتماعي)) وعند توافر أهم شرط في أداء هذه الإدارة بعد المهام الكبيرة المناطة بها إلا وهو:- - فهم طبيعة وخصوصية المهام الملقاة على عاتق الإشراف الاجتماعي (كأهم هيئة مساعدة للإدارة المدرسية) والذي بدوره ((الإشراف) يتحمل الهم الرئيسي بعد الهم التربوي والتعليمي وهو الهم التربوي والاجتماعي والمكمل لبناء شخصية التلاميذ المتعددة الجوانب.وأهم شرط هو التخفيف عن الإشراف الاجتماعي في مسألة المتابعات الميدانية وإعطاء جزء منها لمختلف الأطر التربوية - ابتداءاً بإعطاء دور لمربي الصف ودور لمختلف المعلمين بحسب نوع الحالات وكذا جزء للوكلاء أو مشرف النشاط - وبأن يشترك الكل في الهم التربوي الميداني والمتابعات المختلفة وبذلك يمكن أن ندفع بالمشرف الاجتماعي للإبداع والتفرغ الجزئي لأهم المهام المستوحاة من روح الخدمة الاجتماعية والمدرسية.- وبأن تكف الإدارات المدرسية عن تفريغ كبار السن أو المرضى لأداء مهام الإشراف الاجتماعي لأن ذلك يشل جزئياً عملية الإشراف الاجتماعي التي تتطلب طاقات صحية وخلاقة.الإشراف عبر إدارة التربية والتعليم في المديرية باعتبارها الحلقة الرئيسية والقائدة والموجهة لكل العملية بأن تساعد على تحقيق كل مطالب الهم الميداني في تصحيح مسار الخدمة الاجتماعية؟ بأن تعمل على فهم كل المطالب الميدانية وترجمة تطلعاتها إلى واقع عملي في الميدان بأن توجه الإدارات المدرسية لتنفيذ كل ما يمكن إن يسهم في رفع الإشراف كفاءة الاجتماعيه وتضييق الهوة بين الأساس النظري والواقع الميداني وذلك -عبر التوجيه والإرشاد والمستمرين عبر عمل دورات تدريبية وتأهيلية وكذا تبادل خبرات للمشرفين الاجتماعيين في إطار المديرية.- إنزال نشرات توجيهية للإشراف عبر الإدارات المدرسية.- دعم الإدارات المدرسية بما يمكنها من تصحيح المفهوم الخاطئ في تفريغ المعلمين الذين قاربت خدماتهم على الانتهاء والمرضى في الإشراف الاجتماعي.وحتى وإن تحققت نصف هذه الشروط المطلوب توافرها في مختلف شركاء النشاط ((الحلقات)) أو بعضها يمكننا إبداء النية في السعي نحو الخطوات الأولى للتغيير والارتفاء بالعملية ككل وعلى مراحل وبنفس طويل وحتى لا نجحف في حق كل من يبذل مجهوداً في محاولة تنفيذ مهام الخدمة الاجتماعية وحتى دون علم كافٍ ولأنه يكفي المحاولة تلو المحاولة حتى نقترب شيئاً فشيء من التغيير.- ولتحقيق المقاربة بين الأساس النظري للخدمة الاجتماعية المدرسية كتخصص ((الإشراف الاجتماعي)) والواقع الميداني وبعد تسليطنا الضوء على أهم المطالب والهموم في ممارسة الخدمة الاجتماعية المدرسية وذكرنا لأهم المعوقات والمعاناة بفعل إشكاليات التطبيق العملي للخدمة الاجتماعية مما يؤدي إلى البعد عن الجوهر الفعلي والنظري ولنكون منصفين يتطلب ذلك فترة زمنية لا يستهان بها كي نحقق الأهداف مجتمعة وخلال هذه الفترة يجب أن نبدي النية بالتغيير التدريجي وتقبل كل جديد من معارف وتوجيهات تخدم تحقيق الغاية المنشودة في تقديم خدمة اجتماعية جوهرية - ونموذجية تلبي الطموح وتحقيق الأهداف في خدمة العملية التربوية والتعليمية في تكملة بناء شخصية متكاملة لتلاميذ المدارس - تربوياً واجتماعياً وعلمياً.وبذلك يكمن حجر الزواية في خدمة الأجيال والوطن.الأساس النظري للخدمة الاجتماعية:- ولتحقيق التقارب بين الأساس النظري للخدمة الاجتماعية وممارسة الإشراف الاجتماعي المدرسي في الواقع العملي ((الميداني)) ولتنفيذ الوظيفة الرئيسية في الإشراف على الجانب الإنساني والتربوي والاجتماعي ومحاولة بناء علاقات صحية ومدرسية تخدم بالأساس العملية التربوية والتعليمية وكذا الإشراف على عملية التفاعل الاجتماعي الطلابي وتوجيهه الوجهه الصحيحة بما يخدم عملية بناء الأجيال الصاعدة ((المجتمع الطلابي)) معرفياً وعلمياً وسلوكياً ((اجتماعياً)) ونفسياً واكتسابهم لأهم القيم الإنسانية النبيلة وكذا تدريبهم على العادات والمهارات الشخصية السلوكية والاجتماعية؟ مما يصب في الأخير في بناء الشخصية الطلابية متعدد المهارات والمواهب الشخصية المتكاملة.وأهم مناهج البحث في التعامل مع السلوك الاجتماعي تتاح لنا من خلال عدة طرق وهي:- - البحث - والرصد- التسجيل- دراسة الحالة- التشخيص- وبالتالي تقدير حجم المساعدة في إيجاد سبل الحل للأطراف- المعنية- التعامل مع العميل على أساس الحياد وعلى أنه صاحب المصلحة الأولى في تقبل المساعدة وتلبية احتياجاته المعنوية والروحية ((النفسية)) وذلك عبر:* دراسة الحالة انطلاقاً من عدد حلقات هذه الحلقات وهي بالطبع المؤثرة في بروز أو التأثر على العميل وإيجاد نوع المعاناة أو التخفيف منها باعتبارها تشكل بيئة ((التلميذ)) وهذه البيئة تبدأ بالأسرة / والحارة/ المدرسة كوحدة متكاملة ((الصف، الزملاء، المربي، المعلمين كافة، مشرف النشاط والإدارة المدرسية)).يأتي ذلك عبر إتباع الخطوات التالية:-من خلال نشاط المشرف الاجتماعي الميداني في المتابعات الميدانية - وتسجيل ومعالجة الحالات السلوكية اليومية لمختلف التلاميذ ((تنجز أولى الخطوات في الرصد في تسجيل الحالة السلوكية ((المخالفات)) للتلاميذ يمكن للمشرفين عند تكرار الحالة السلوكية بعينها أو الأنواع الأخرى من ((المخالفات)) أي الاضطرابات السلوكية المختلفة؟ أو عند تكرار ذلك لثلاث مرات يمكن للمشرف إن ينتقل إلى الإطار الأعلى في المعالجات.* الحالات الخاصة- يتم تحويل الحالات السلوكية للتلاميذ يحسب التدرج بالمعالجات ونقلها من سجل الحالات اليومية بعد أن تكررت وتنوعت من ((المخالفات السلوكية/ الانضباطية للتلاميذ وبالطبع تكثر الشكوى حول التلميذ من مختلف الأطر التربوية أو الإشرافية في المدرسة بحيث يستدعي إن تتحول الإجراءات لحالات الخاصة ابتداءاً من إتباع الطريقة التالية:-الحالة نوعها (أ) البحث والدراسة:* (أ) البحث والدراسة تجميع المعلومات عن الحالة من مختلف الحلقات التي تشكل البيئة التي أوجدت فيها الحالة ((مثلاً مربي الصف- المعلمين المتابعين للحالة - التلاميذ(ب) المعلومات المتوافرة من الإشراف من خلال المتابعة.(ج) المعلومات المتوافرة من ولي الأمر عند استدعائه وإخضاعه ((التلميذ)) للبحث الاجتماعي الذي يمكن أن يعطى صورة واضحة عن وضع التلميذ الأسري الاقتصادي والاجتماعي ودراسة إن أمكن وجود تراكمات الطفولة وتأثيرها على الحالة المعروضة لدينا وتجميع المعلومات التي تساعدنا على الوصول إلى المرحلة اللاحقة. التشخيص:- تحديد نوع المشكلة ((الحالة)) وتصنيفها - اجتماعية- سلوكية- نفسية وتحديد نوع المعاناة التي تؤدي إلى بروز السلوك الخاطئ. المعالجات:- يتم اتخاذ التدابير الضرورية والمناسبة للحد من تداعي الحلة واستفحالها وإيجاد توصيات مختلفة لكل الأطر الفاعلة والمؤثرة بسلوك التلميذ (الحالة) ابتداء بمقترحات تخص التلميذ نفسه مباشرة وكذا ولي الأمر بحسب نوع الحالة ومربي الصف وبقية المعلمين وكذا الإدارة والتلاميذ زملاء التلميذ المعني، وفي الأخير يصب كل ذلك التأثير لإصلاح شأن الحالة بهدف المعالجة. المتابعات:- يتم باستمرار متابعة الحالة من خلال التقرب من الحالة ورصد المتغيرات ووصفها بالمحك والتأكد لفترة زمنية محدودة بأن الحالة استقرت باجتيازها مرحلة نشاطات مهمة في الفصل - أو اجتياز فترة امتحانات دون الشكوى من أي طرف وعند ذلك يمكن التأكد من إن الحالة استقرت وتحسنت وبالتالي يمكننا أن نسجل بأن الحالة قد تحسنت وأقفال الحالة عند هذا الحد مع الاستمرار في توخي الحذر وتجنيب التلميذ (الحالة سابقاً) كل ما يمكن إن يؤدي إلى عودة الحالة إلى السابق والوقاية التامة من التصرفات الفردية أو الجماعية التي يمكن أن تعيد الحالة المرضية أو السلوكية للتلميذ:-وعند ذلك نكون قد اتبعنا المنهج العملي المناسب ((النظري)) في معالجة الحالات الخاصة وللعلم هذه هي النظرية المتبعة في المعالجة لدى مختلف التخصصات ((الباحث الاجتماعي / الباحث النفسي/ وكذلك الطيب)) كلهم يتبعون نفس نظرية المعالجة.وفي الأخير لا يمكننا نسيان الشريك المهم في المساعدة لإيجاد المعالجات ونجاحها ووصولها إلى بر الأمان - ليتم الاطمئنان على حالة الطالب وسلوكه الاجتماعي وتهيئته إلى التفاعل الاجتماعي مع مجتمعه الصغير ((المجتمع الطلابي)) وزملائه التلاميذ وهذا الشريك هو ولي الأمر للطالب الذي تعتمد عليه في تحمل النصف الآخر من المعالجات خارج المدرسة بين أفراد الأسرة وفي الحارة (الشارع).لذا يتطلب منا التعامل الراقي المهذب في مناشدة ولي الأمر في تحمل النصف الأخر في تربية التلميذ وحثه على التحسن والتقليل من سلبياته وأخطائه وسلوكه الخاطئ الذي يؤدي إلى معاناة الآخرين منه ومن سلوك.للنجاح في ذلك يجب إتباع أسلوك المصارحة والشفافية مع المحافظة على السرية في التعامل مع العميل (التلميذ الحالة) ومراعاة مشاعر ولي الأمر والأسرة حتى عند اتخاذ المعالجات أو بالتالي الدفع وفتح قلوبنا كمشرفين اجتماعيين لرب الأسرة ((ولي الأمر)) وبالتالي الدفع بهم نحو ذلك بإتباع مبدأ الحوار الصريح والصادق الذي يعزز من الثقة المتبادلة التي تسهل كل العملية في خدمة التلميذ وولي أمره وبالأخير يساعدنا على تنفيذ المهمة الكبيرة الملقاة على عاتقنا ألا وهي الإشراف الاجتماعي المدرسي ومنهجه الصحيح في تربية الاجيان المسلحة بالعلم والمعرفة.
|
اتجاهات
الخدمة الاجتماعية المدرسية في مدارس عدن .. نشاط متصاعد
أخبار متعلقة