منذ إطلالة الشهر الكريم شهر رمضان المبارك علينا حاولت أخذ قسط من الراحة والتوقف ولو قليلاً عن الكتابة على اعتبار أن هذا الشهر العظيم شهر صيام وعبادة ورحمة ومغفرة ومن الأحسن تجنب الإنسان تناول القضايا والمواضيع التي تثير الناس وتعكر مزاج الصيام .. لكن ما نراه ونسمع عنه من مآس وجرائم وأفعال شر وقتل وأمور مريبة شكلت المشهد القاتم في بعض المناطق والمحافظات وارتكبت في أيام مباركة يدفعنا إلى عدم السكوت والاستكانة والصمت وقول الحق والدعوة إلى الأمن والسلام والوئام بين الناس والكف عن الفتن التي يريد إشعالها عناصر افتقدت نعمة العقل والوازع الديني واستقامة الضمير الإنساني الذي يردعها ويطهر قلوبها من الحقد والمرض والشر ويدفعها إلى الرشد والصواب.حقيقة لقد صدمت عندما بلغني نبأ جريمة اغتيال ضابط التحقيقات بإدارة أمن مديرية المحفد صالح الشرعبي على يد عناصر إجرامية مارقة كمنت له بعد الأفطار مباشرة وكان حينها بجانب سور إدارة الأمن واقفاً بعد الصلاة فأمطرت جسده بالرصاص واستشهد في الحال. واللافت في الأمر ان الشرعبي يعمل بإدارة أمن المحفد منذ 20 عاماً حسب تصريح مدير المديرية يسلم العنبوري ومع أنه من أبناء شرعب لكنه صار من أبناء قبائل با كازم والمحفد ويحظى بتقدير واحترام العامة وقال عنه الأخ أحمد جرفوش أحد الشخصيات القبلية في باكازم والذي يشغل موقع وكيل مساعد لأبين إنه من خيرة رجال الأمن في الكفاءة والتعامل مع الناس الذين عرفوه طوال السنوات العشرين .. أمام هذا الفعل المروع ترى ما الذي يمكن قوله وبماذا يمكن التعليق عليه؟ أنها مأساة إنسانية ولا يمكن أن يحدث ذلك حتى في الخيال. ومن الضابط الأمني الشرعبي بالمحفد إلى عاصمة لحج الخضراء المحروسة بالله التي شهدت جريمة اغتيال العقيد بالأمن السياسي فضل عبد الكريم البان الذي اغتيل بعد الفطور في الليلة نفسها على يد عصابات إجرامية جبانة متعطشة للدم وإزهاق الروح الإنسانية، و أحداث أخرى مشابهة هنا وهناك قد تكون وقعت .. لكن السؤال الذي نوجهه هنا وبالحاح كيف يحدث هذا ومن يقف وراءه وأين أجهزة الأمن وعناصر الاستخبارات من كشف هذا المخطط لإحباطه ووقف سيناريو التصفيات الجسدية؟. . لقد اغتالت أيادي الغدر الآثمة أعداداً كبيرة من ضباط وأفراد الأمن السياسي والعام والنجدة في عدن وأبين وشبوة ولحج وحضرموت والضالع وتؤكد المعلومات وتصريحات قيادة العمل الأمني أن تنظيم القاعدة الإرهابي هو من ينفذ أعمال الاغتيالات .. لكن الأرجح أن هناك عناصر عدوانية وهمجية أخرى مع عناصر القاعدة تقوم بالاغتيالات وأكاد أصاب بالصدمة من أن تكون أجهزة الأمن بكافة مسمياتها قد عجزت حتى الآن عن ضبط أي من تلك العناصر التي تلطخت أياديها بدماء الأبرياء لتقدمه إلى المحاكمة العلنية لكي تسمع الناس اعترافاته وتهدأ النفوس وتدرك أن الأمن والدولة موجودان في هذا الوطن التي صار مثقلاً بالحروب والصراعات والأزمات الطاحنة الذي قد لا تفيد حتى ما يجري من خطوات نحو الحوار الوطني الشامل الذي ينبغي أن يوازيه السلام والاستقرار الأمني ولو في حده الأدنى.بقيت دعوة صادقة أوجهها إلى قبيلتي آل سند من المراقشة وآل فضل وآل الشدادي من آل فضل في محافظة أبين بأن تحتكما إلى العقل والمنطق وتتجنبا المزيد من إراقة الدماء وأن لا تلتفتا لمن يدقون طبول الاقتتال وفتيل الفتنة التي يجب أن تقف عند هذا الحد ووقف كل التداعيات.. وعلى السلطة والعقلاء أن يكونوا في مستوى المسؤولية والمبادرة لوقف التوتر والاحتكام لشرع الله وللأعراف القبلية والقوانين.
أخبار متعلقة