46 عاماً مرت على انطلاق الثورة الأكتوبرية عام 1963م من على قمم جبال ردفان الشماء معلنة للعالم أجمع الرفض المطلق للواقع الذي فرضه الاستعمار البريطاني على جنوب الوطن اليمني، والمتمثل بالظلم والقمع والاضطهاد ونهب الثروات ومصادرة الحريات وتجهيل الشعب ، وتكريسه لخدمة مصالحه الاستعمارية وممارسة سياسة التجزئة للأرض وتقطيع أوصالها إلى مستعمرات ومشيخات وسلطنات صغيرة وضعيفة لا حول لها ولا قوة، بالإضافة إلى تكريس بقائه وسطوته من خلال تطبيق سياسته الاستعمارية ( فرق تسد ) التي جعلت اليمنيين يتقاتلون فيما بينهم تاركين له المجال ليعبث بخيراتهم وأرضهم ، واستمر هذا الحال قرابة 129 عاماً، حتى قيض الله للجزء الجنوبي من الوطن رجالاً أشداء رفضوا الظلم والهوان، وآمنوا بالحرية والانعتاق .وقد أصبحت الظروف مواتية لإشعال فتيل الثورة عندما عاد بعض من الثوار بقيادة المناضل الشهيد غالب بن راجح لبوزة من مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر حاملين معهم أسلحتهم الشخصية التي بدؤوا بها تفجير الثورة. ولما لم تكن الثورة تملك إمكانيات الصمود والبقاء في وجه أعتى نظام استعماري في العالم فقد وجدت في ثورة سبتمبر الأم الحضن الدافئ والدعم اللازم لبقائها واستمرارها، فقدمت ثورة سبتمبر الدعم المادي المتمثل بالسلاح والرجال والمال، وكذا الدعم المعنوي المتمثل بنشر أخبارها في إذاعتي صنعاء وتعز وكذا عبر الصحف الرسمية. ومنذ البدايات الأولى للثورتين ( سبتمبر وأكتوبر ) تلاحم الثوار في صورة رائعة للوحدة الوطنية أرضاً وإنساناً، ومثلما دافع ثوار أكتوبر عن ثورة سبتمبر، فقد دافع ثوار سبتمبر عن ثورة أكتوبر حتى تحقق لها النصر الناجز والمبين في يوم الثلاثين من نوفمبر 1967. وعلى الرغم من أن الحلم الوحدوي كان قاب قوسين أو أدنى من التحقق بعد انتصار الثورة اليمنية ( سبتمبر - أكتوبر ) إلا أن عوامل إقليمية تدخلت وأجلت تحقيق هذا الحلم إلى أجل غير مسمى، وعمدت إلى تأجيج الصراعات بين شطري اليمن الواحد وظلت تغذيها حتى جاء العام 1990م لينتصر اليمنيون فيه على كل عوامل التشطير والتمزق ، وكان لفخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالى في لم اليمنيين وتوحيد الشطرين في وطن واحد صبيحة 22 مايو 1990م ليعلن للعالم أجمع تحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) الحلم اليماني الذي ظل يراود الأجداد والآباء وتحقق على يد المناضل الوحدوي فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح ، لتنطلق بعد ذلك وبكل قوة عجلة التنمية في كل مجالات الحياة ولتعم الريف المحروم قبل المدينة. آلاف الكيلو مترات من الطرقات شيدت بفضل الثورة والوحدة وترابطت جميع محافظات الوطن، آلاف المدارس بنيت في المدن والأرياف وتضاعف عدد الجامعات الحكومية والأهلية وتم استخراج النفط والغاز والعديد من الثروات المعدنية ، صروح اقتصادية شامخة لأول مرة تربط المغتربين اليمنيين بوطنهم الأم، عم الأمن والاستقرار في ربوع يمن 22 مايو وانتقل الوطن بأكمله من عصور التخلف والجهل والمرض إلى عهد التقدم والتنمية والازدهار ليواكب العالم المتحضر لكن يبدو أن ما حققه ولايزال يحققه الوطن اليمني الموحد من إنجازات بفضل حنكة قائد مسيرته لم يعجب الأعداء القدماء الجدد الذين لبسوا أقنعة زائفة ورددوا شعارات مصنعة من قبل دوائر خارجية لاتريد الخير لليمن. فهاهم الحوثيون المتمردون في صعدة يرفعون شعارات زائفة ومغالطة بقولهم: ( الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل) وهم في حقيقة الأمر بعيدون كل البعد عن هذه الشعارات، بل يتخذونها ستارات لتنفيذ أجندة خارجية تقف خلفها دول وأطراف ذات طابع طائفي ومذهبي رفضها شعبنا وقضى عليها منذ 47 عاماً. ثم يعمد الإرهابيون الحوثيون إلى التمرد بزعم أن الدولة مغتصبة وأن جميع الرؤساء اليمنيين قد اغتصبوا حقهم في الحكم، وإذا كانت هذه مطالبهم الحقيقية.. فهي مطالب يرفضها شعبنا من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة، وعلى افتراض أن هذه هي مطالبهم، فلماذا يلجؤون إلى قتل الأبرياء وتشريدهم والتنكيل بهم وتدمير المزارع والمنشآت الصحية والمدارس والمساجد ومحطات الكهرباء وتلغيم الطرقات .. سؤال طرحه الزعيم القائد علي عبدالله صالح: ماذا فعلت بهم كل هذه المنشآت التي أوجدتها الدولة خدمة لهم ولأبنائهم؟ هل هي عدوة لهم؟ لذلك أجد نفسي كمواطن يمني شريف غيور على أرضه ونظامه، وبمناسبة احتفال بلادنا بالأعياد الوطنية الخالدة (سبتمبر - أكتوبر - نوفمبر) أدعو كل أحزاب المعارضة وفعاليات المجتمع المدني والمنظمات والهيئات وكافة شرائح الشعب إلى الاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية ممثلة بالقائد الوحدوي الرمز فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن وخلف المؤسسة العسكرية والأمنية من خلال الجهود الشعبية للتبرع بالمال والدم ومواد الإغاثة للنازحين وهذا كله يصب أولاً في خانة الوفاء للوطن والأرض ويعزز عقيدة الانتماء للجذور اليمنية الأصيلة، وثانياً فإنه يشكل حالة صادقة للوفاء لكل المناضلين والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل أن نحيا نحن في ظل وطن الكرامة والعزة والشموخ والإباء. وعلى المتمردين الحوثيين أن يعلموا أن نهايتهم باتت وشيكة على يد أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل المرابطين في ساحات الوغى ومعارك البطولة والاستبسال يلقنون أعداء الوطن دروساً في التضحية والفداء وحب الوطن لن ينساها المتمردون والإرهابيون الحوثيون ، طوال الزمان. ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ). وبمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الـ (46) لثورة 14 أكتوبر الخالدة يشرفني أن أتقدم إلى قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بأسمى آيات التهاني والتبريكات مجددين له العهد والوفاء على المضي في ركب الثورة والوحدة على طريق الإنجازات الوطنية المتواصلة وكذلك نزف التهاني لأبطال قواتنا المسلحة والأمن ونقول لهم سيروا في معارك الشرف والبطولة فشعبنا معكم ويؤازركم ويقف إلى جانبكم في كل لحظة وحين والنصر حليفكم بإذن الله. المجد والخلود لشهداء الثورة والوحدة الوفاء لقيادتنا السياسية الحكيمة، وعاشت الجمهورية اليمنية في نماء وتطور رغم كيد الحاسدين. [c1]* مدير عام المؤسسة الاقتصادية (فرع دمت) [/c]
أخبار متعلقة