إنّ أهمية الأنشودة الوطنية كونها كانت موضوعية وحملت في طياتها مفاهيم وطنية وثورية في مرحلة تاريخية من حياة شعبنا قبل وبعد ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر واستمرت في تألقها الإبداعي والفني حتى نيل الاستقلال في الشطر الجنوبي من وطننا وإلى قيام الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م.وترجع أهميتها أي الأنشودة الوطنية إلى أنّها عبرت عن معاناة الشعب اليمني بشطريه شمالاً وجنوباً في ظل الإمامة والاستعمار البريطاني وكانت إحدى الأسلحة الفاعلة والحافزة للثورة والتغيير، لأنّها هزّت وهيّجت مشاعر وأحاسيس الجماهير التواقة إلى نيل الحرية والاستقلال ومن الأناشيد :كأنشودة يا شاكي السلاح، كتب كلماتها الشاعر / عبد الله هادي سبيت وقام المرحوم إسكندر ثابت بأدائها غنائياً تقول أبياتها :يا شاكي السلاح شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع زمان الذل راح... الخ.الأنشودة الأخرى أخي كبلوني والتي كتب كلماتها الشاعر الراحل / لطفي جعفر أمان في عام 1955م أثناء محاكمة عبد الله باذيب وقام بأدائها غنائياً محمد مرشد ناجي وتقول أبياتها :أخي كبلوني وغل لساني واتهموني بأنيتعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي... الخلقد تميّزت الأنشودة الوطنية بأسلوب غُنائي وحماسي، لأنّها تحدثت عن الوطن اليمني المجروح والمحتل وعبرت عن القضية الوطنية بكل عذاباتها، لأنّها أتت من قبل أحد أبنائهم الصادقين إزاء قضية شعبهم، وصوّرت تلك الأناشيد عن المأساة التي يعيشها الشعب اليمني بسبب الظلم الاستبداد وأبرزت الثقة الكبيرة في قدرة الشعب على التغيير والثورة ومن هذه الأناشيد :بالله عليك يا طير، سلام ألفين، يا ظالم ليه الظلم كده، كالقذيفة، برع يا استعمار، عشت يا سبتمبر التحرير، بلادي حرة، بلادي وإن سال فيه الدم، بوس التراب، ثورة الشعب، بلادي إلى المجد، بالنار والحديد، يوم العشرين الأغر، وغيرها من الأناشيد الوطنية الموضوعية.كما شكلت الأنشودة الوطنية اتجاهاً وطنياً ومنعطفاً تاريخياً أتسمت بطابعٍ ثوريٍ وحضور متميزٍ بين الجماهير، وحازت الأنشودة على النجاح والشهرة في أوساط الجماهير الغفيرة فهزت مشاعرهم وأحاسيسهم، ومن كان يصغي أو يستمع إليها ومن هؤلاء الفنانين :أحمد قاسم، محمد محسن عطروش، علي الآنسي، إسكندر ثابت، عبد الرحمن باجنيد، أيوب طارش، محمد مرشد ناجي، محمد سعد عبد الله، أحمد السنيدار، محمد حمود الحارثي، طه فارع، محمد عبده زيدي وغيرهم من الفنانين الذين أشجو وغردوا بأصواتهم الحماسية فأبدعوا فنياً في الأداء والألحان والكلمات.ومن هنا علينا أن نؤكد دور الشعراء اليمنيين في إبراز وإظهار الأنشودة الوطنية من خلال كتاباتهم للقصائد الوطنية والحماسية وفي مرحلة تاريخية من حياة شعبنا اليمني أمثال :الشاعر المرحوم/ عبد الله البردوني، والمرحوم لطفي جعفر أمان، محمد عبده غانم، علي بن علي صبره، عبد الله هادي سبيت، محمد سعيد جرادة، عبد الله عبد الوهاب نعمان، محمد الشرفي، أحمد بو مهدي، سعيد شيباني وغيرهم من الشعراء اليمنيين هؤلاء الذين شكلوا عملاً ثنائياً فنياً وموسيقياً متكامل في إظهار الأنشودة الوطنية إلى حيز الوجود من خلال تحويل العديد من القصائد الوطنية الحماسية إلى عمل فني غنائي متميز عبّر عن آمال وتطلعات شعبنا اليمني في مرحلة تاريخية لحياة شعبنا اليمني.وبعد ليلة الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م اتجهت الأنشودة الوطنية إلى الحدث المعلن لمشاركة الشعب اليمني في فرحته وسعادته لنيل الاستقلال والحرية، وكان نصيب شاعرنا لطفي جعفر بقصائده المخلصة التي تنفس الحرية عبرها وغناها معه الشعب في كل مكان كأنشودتين : (بلادي حرة وموكب الثورة) وحيث أبدع الفنان الراحل أحمد بن أحمد قاسم في الأداء والغناء وتقول مطلعهما بلادي حرة : على أرضنا بعد طول الكفاحتجلى الصباح.. لأول مرةوطار الفضاء طليقاً رحيباًبأجنحة النور ينساب ثرةوقبلت الشمس سُمر الجباهوقد عقدوا النصر من بعد ثورةوغنى لنا مهرجان الزمان ...... الخ. موكب الثورة فهي ملحمة مسجلاً فيها شاعرنا لطفي كفاح الشعب اليمني حتى نيل الانتصار :مطلعها يقول :يا مزهري الحزين.من يرعش الحنينإلى ملاعب الصبا... وحبنا الدفينهناك .. ... حيث رفرفتعلى جناح لهوناأعذب ساعات السنينيا مزهري الحزين..... الذكرياتتعيدني في موكب الأحلام للحياةلنشوة الضياء في مواسم الزهور.... الخلذلك نقول إنّ الأنشودة الوطنية لم تتوقف عن مشوارها الحماسي والنضالي التي حملته في اتجاهاتها وقيمها مع الجماهير اليمنية التواقة إلى التغيير والثورة قبل وبعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر وحتى نيل الاستقلال، بل وواصلت مسيرتها الحماسية حتى تحقيق المنجز العظيم والمتمثل بقيام الوحدة المينية المباركة في 22 مايو 1990م ومن أناشيد الوحدةالمباركة :الوحدة اليمنية، بشائر الوصال، الحب في صنعاء، زغردي يا يمن، فرحة اللقاء، فرحتي، يا شعب تكبر، صباح الخير يا وطني، وغيرها من الأناشيد التي عمقت فرحة الشعب اليمني في تحقيق الحلم الكبير، كالأنشودتين التي كتب كلماتها الشاعر عبد الله عبد الكريم وأداء وألحان وغُناء المرحوم طه فارع :الاولى أنشودة جمهورية يمنية يقول فيها :جمهورية يمنية من قرح يقرح رعودجمهورية يمنية وعلى عين الحسودجيش واحد ... أمن واحديحمي أطراف الحدود .... الخوالأخرى شعب اليمن مبروك يقول فيها :شعب اليمن مبروكتهناك الأعيادأحييها بالأفراح غنيها بالأنشادغني بانتصارك بالعزم والأقدار .... الخانّ الأنشودة الوطنية أدت دوراً فعالاً في مقارعة الحكم الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب وفي السنوات التي سبقت الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وبعد قيامهما حتى استقرت وعززت انتصاراتها في مختلف الميادين وهذا ما اكتسبته من قيمة فنية وتاريخية.. لذلك دوّنت وسجلت تلك الأناشيد الوطنية كإحدى مصادر البحث التاريخي والذي يتضمن تسجيلاً عن الأشخاص والأحداث والظواهر الماضية.وأخيراً أدعو الأخوة المسئولين في الجهات المعنية والمتمثلة بوزارة الثقافة الاهتمام والعناية بهؤلاء الفنانين والشعراء اليمنيين الذين ناضلوا وساهموا في الناضل من أجل الحرية والاستقلال وذلك من خلال صرخاتهم الغُنائية والحماسية والمحرضة للتغيير والثورة بجمع وتدوين تلك الأناشيد الوطنية وذلك عرفاناً ووفاءً لهؤلاء المناضلين والمجاهدين لما قدموه من أعمال وطنية وغنائية على الساحة اليمنية.*خالد سيف سعيدباحث مركز الدراسات / عدن
|
اطفال
أهمية الأنشودة الوطنية والقيم والاتجاهات التى تحملها
أخبار متعلقة