رضية شمشير علي تتحدث عن دور قطاع المرأة في مواجهة الاستعمار البريطاني
في كل المراحل والمنعطفات السياسية التي شهدها الوطن اليمني، كان للمرأة اليمنية دورها المشهود والبارز في إطار الحركة الوطنية اليمنية ضد الإمامة والاستعمار حماية ودفاعاً عن أهداف ومبادئ الثورة اليمنية “ 26 سبتمبر و14 أكتوبر” 1963م، فينبغي علينا نحن النساء ان نساهم في توثيق وتاريخ الأدوار النضالية والجهود التي بذلتها المرأة في مرحلة التحرر الوطني حتى نيل الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ولن يتأتى ذلك إلا إذا عملنا بروح الاعتراف بأدوار الآخرين عن ان يكون فيها من العبر والتجارب ماتستفيد منه الأجيال الشابة من النساء.[c1]* الوضع العام للمرأة إبان الاحتلال، ثم الوضع العام للمرأة في المشاركة في الكفاح المسلح :[/c]ركز الاستعمار البريطاني طيلة تواجده خلال 129 عاماً لاحتلاله الشطر الجنوبي من الوطن اليمني على المستعمرة عدن، فهي المدينة التي تحتل موقعاً استراتيجياً كميناء دولي هام يطل على بوابة مدخل البحر الأحمر.وكان الواقع الاجتماعي الذي سيطرت عليه العادات والتقاليد المعيقة لحركة المرأة هو السائد آنذاك .. فلم يكن يسمح للمرأة في ظل الوجود الاستعماري، إلا بادوار محددة في الحياة الأسرية والاجتماعية .. فالمرأة كربة بيت، زوجة وأم تعتني بالعائلة وتعيش على هامش الحياة.. صورة نمطية ، سادها واقع ذلك الحين هذا على صعيد المستعمرة عدن حيث قلة قليلة طبعاً في المستعمرة عدن من الأسر استطاعت نساؤهن المشاركة في الحياة الاجتماعية وفق مقتضيات الواقع المعاش آنذاك.وإما بقية المناطق من الشطر الجنوبي وهي تشكل 28 مشيخة وسلطنة فان المظاهر المدنية سادت العواصم وظلت المرأة فيها محرومة من ابسط مظاهر الحياة الإنسانية.حيث ساد التخلف ظروف الحياة العامة على صعيد المشيخات والسلطنات ظلت المرأة محرومة من كل مظاهر الحياة المدنية، إذ كانت السمة الرئيسية لظروف المرأة في الريف تنصب في تربية المواشي والزراعة وجمع الحطب وجلب الماء.. باستثناء المستعمرة عدن التي شهدت أول مدرسة ابتدائية تم تأسيسها في مدينة الشيخ عثمان عام 1937م تخرج منها الرعيل الأول من المدرسات اللواتي تبوأن مناصب إدارية وتربوية وتعليمية.في أواخر الاربعينيات تم إيفاد عدد لايتجاوز خمساً من الفتيات إلى السودان للدراسة حيث تخرجن من كلية المعلمات، بالإضافة إلى مدرسة (البراق) التي رفدت ايضاً المدارس آنذاك بالمدرسات اليمنيات إلى جانب اللبنانيات والفلسطينيات والأردنيات.شكل قيام مصفاة عدن 1952م البدايات التاريخية لبدء ظهور الطبقة العمالية حيث كان الحدث الهام إعلان عمال المصفاة هو الإضراب العام في عام 1956م الذي شكل ركيزة أساسية في النضال الوطني التحرري فيما بعد.ومع بدء تشكل الوعي النقابي السياسي وتبلوره وتأسيس الاحزاب والتنظيمات السياسية منها حزب البعث، حزب الشعب الاشتراكي، وحركة القوميين العرب، ورابطة أبناء الجنوب، ومنظمة شبيبة السلفي، ولايمكن في هذا الصدد إغفال دور الجمعية اليمنية الكبرى التي تأسست عام 1948م والتي اتخذت من عدن مركزاً لها واعتبرت بحق مدرسة الوطنيين والمناضلين.قام المؤتمر العمالي عام 1956م بفتح باب العضوية أمام المرأة العاملة في عدن والتي كانت تتبوأ وظائف لاتخرج عن نطاق التدريس، التمريض، السكرتارية وفي هذا السنة التي شهدت غليان المد الثوري العربي بعد انتصار ثورة يوليو عام 1952م ومع إعلان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس عام 1956م كانت المرأة في المستعمرة عدن في مقدمة صفوف المسيرات العمالية بمعنى آخر: هنا بدأ التاريخ لدور ومشاركة المرأة في المسيرات العملية.دور قطاع المرأة في النضال التحرري:كان العام 1960م عاماً حاسماً بالنسبة للمرأة في المستعمرة عدن إذ كانت مسيرة السفور التي تصدرتها الأخوات: رضية إحسان الله، صافيناز خليفة، نجاة خليفة ، زينت ذو الفقار ( حميدان) نعمة سلام، لوله حميدان ، من أهم التحديات الكبيرة لكل القوى المناوئة للثورة، حيث أسست المقدمات التمهيدية لخوض المرأة معمعان النضال جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.سبق هذه المسيرة تأسيس جمعية المرأة العربية عام 1957ك في مواجهة جمعية المرأة العدنية التي اقتصر نشاطها في جذب المرأة الى عضويتها من خلال تقديم الأعمال الخيرية والاجتماعية.هذه الجمعية شهدت انضمام العديد من الأخوات الى عضويتها فهي كانت الإطار التنظيمي الملبي لطموحاتها فهي تأسست تحت شعار( وطن واحد ومسؤولية واحدة).كما أسهم إضراب طالبات كلية البنات بخورمكسر عام 1962م في رفد الجمعية بالقدرات الشابة التي تمرست في النضال.ومع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م في وجه الإمامة كان من ابرز الأدوار المؤيدة والمساندة للثورة، سفر وقد برئاسة الأخت ليلي الجبلي، رضية إحسان الله، عائدة علي سعيد فتحية محمد ناجي الصياد خورشيد محمود خان نعمة سلام إلى تعز لتهنئة المشير عبدا لله السلال بانتصار الثورة وقدمن صرة من الحلي الشخصية لهن دعماً للثورة، فها هي المرأة اليمنية وبالذات في عدن، كانت مؤمنة بالوطن الواحد والمسؤولية الواحدة وواحدية الثورة من البدء.بعد عودتهن تعرضت منازلهن للتفتيش وتم اقتياد الرموز منهن، رضية إحسان الله، خورشيد محمود، نعمة سلام وزينب ذو الفقار الى سجن كريتر بعدن وأودعن في غرفة جرى فيها التحقيق معهن ولم يكتف الاستعمار بذلك بل كان يجرى استدعاؤهن دائماً الى مراكز الشرطة، وكذا مراقبتهن ومتابعة الكثيرات منذ أعلن حالة الطوارئ في 11 سبتمبر 1962م.مع انفجار ثورة 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان الأبية برز واضحاً معالم تلك الأدوار القطاعات منها على سبيل المثال لا الحصر:1-طباعة المنشورات2-الاعتصامات في مساجد أحياء عدن المختلفة استنكاراً لاعتقال رموز الحركة النقابية والسياسية (هناك محلق في المداخلة رقم 1، يتضمن قائمة بأسماء أمهات وزوجات وأخوات هذه الرموز النقابية والسياسية).3-توزيع المنشورات كان من الجهود النضالية التي قدمتها المرأة اليمنية في المستعمرة عدن إيواء ونقل الفدائيين إخفاء السلاح خوض المعارك بالسلاح إلى جانب الفدائيين( منهن المناضلة الراحلة دعرة بنت سعيد)، ولايخفى علينا ايضاً مشاركة المرأة في الضالع وفي ردفان وفي بعض مناطق أبين في هذا الجهود التي هي إيواء ونقل الفدائيين، إخفاء السلاح وكان يتم ذلك في فترة جلب الماء ونقل المواشي.. الخ.4-المشاركة في الإضرابات العمالية المستمرة التي كان للمرأة دور فيها في المستعمر عدن.5-حضور المهرجانات الخطابية في ساحة المؤتمر العمالي.6-اللقاء بالوفود الدولية القادمة إلى تعز وتقديم البيانات والاحتجاجات إليها حول الممارسات الاستعمارية ومن أبرزها سفر مندوبتين من جمعية المرأة العربية إلى تعز(رضية إحسان الله، نجيبة محمد) لتمثيل المرأة أمام لجنة تقصي الحقائق التابعة للجنة تصفية الاستعمار وكان ذلك في 20/3/1963م قبل قيام ثورة 14 أكتوبر بأشهر.7-المشاركة في المؤتمرات النسائية العربية والدولية ومنها مؤتمر موسكو للمرأة مؤتمر بنزرت المنعقد في القاهرة 1961م.كما تعززت علاقات الجمعية على الصعيد الخارجي بالاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي (أندع) الذي تشكل بعد سنوات الحرب العالمية الثانية، وكذا رابطة النساء العربيات في كينيا النساء المهاجرات اليمنيات والعربيات) والرابطة النسائية العالمية في سيلان.وهذا النشاط الخارجي لاشك شكل دعماً غير عاد للنضال التحرري الذي خاضه الشعب في الجنوب.وتهيأت الظروف لتشكيل القطاعات النسائية التابعة لفصائل الثورة من الجبهة القومية، جبهة التحرير، التنظيم الشعبي الناصري ومع تصاعد النضال التحرري يمكن اعتبار هذين القطاعين النسائيين المحرك الأساسي والمنظم لنشاط ومشاركة المرأة في الجنوب المحتل والمؤازر لنضال ودعم الثورة اليمنية.وعلى الرغم مما شكله ذلك من انقسام في صفوف الحركة النسائية اليمنية إلا انه جاء ملبياً لمعطيات واقع النضال آنذاك.تبرز الأسماء أمثال نجوى مكاوي، عائدة علي سعيد، فوزية محمد جعفر، نجيبة محمد عبدا لله، فتحية باسنيد، أنيسة الصائغ، زهرة هبة الله إلى جانب القطاع النسائي لجبهة التحرير من الهيئة الإدارية لجمعية المرأة العربية برئاسة الفقيدة ليلى جبلي، رضية إحسان الله ، صافيناز خليفة، نعمة سلام، أنيسة احمد هادي، بهجة السوقي، زينب ذو الفقار، خورشيد محمود خان وأخريات وهن رموز نسائية تحملن سفر النضال الطويل بنكران الذات.اخيراً أقول آن الأوان لتكريم المناضلات أسوة بالمناضلين (ملحق رقم2) يتضمن قائمة الأسماء للرائدات من المناضلات وليس المهم ذكر الأسماء.. الأهم ماذا قدمت لهن الثورة ولأسرهن؟ هل لازلنا على العهد أوفياء؟.الخاتمةتتويجاً لكل هذه النضالات التي أسهمت فيها المرأة في الكفاح المسلح.. جاء القرار الجمهوري الصادر في 16 نوفمبر 1968م تقديراً وعرفاناً للأدوار التي لعبتها المرأة أبان مرحلة التحرر الوطني، وتم تشكيل الاتحاد العام لنساء اليمن كوريث شرعي للحركة النسائية اليمنية وإطار تنظيمي انطوت في صفوفه كل نساء محافظة عدن ولحج وابني، وكانت أول رئيسة له الأخت فوزية محمد جعفر.وفي يوليو 1974م عقد مؤتمره الأول بمدينة سيئون ليمتد نشاطه الى بقية المحافظات الجنوبية وخلال فترة نشوئه وتطوره عقد أربعة مؤتمرات عامة ومؤتمراً استثنائياً، هدفت كلها الى تقييم تجربة المرأة النضالية على مختلف الأصعدة وتحديداً فيما يتعلق بالنشاط الجماهيري.واصل الاتحاد دوره حتى تحقيق الوحدة اليمنية،ليشهد وحدة حركته النسائية في 6 أكتوبر 1990م باندماج هيئاته، بعد حوارات مضنية ، فشلت في عقد مؤتمرها الأول واكتفت الهيئات بتوحيد أطرها على صعيد المجلس المركزي والمجلس العام والسكرتارية العامة والمكتب التنفيذي.تُرى هل تمكنت المرأة اليمنية بعد كل هذه التضحيات من تحقيق طموحاتها الهادفة الى اندماج المرأة في عملية التنمية الشاملة.. ام لإنزال معوقات الأمس ماثلة أمامنا؟كان أمامي بعض المصادر اعتمدت عليها هي:1-نشرات صادرة إبان مرحلة الكفاح المسلح2-تقرير حول نشاط جمعية المرأة العربية عام 1963م.3-صحف ومجلات ووثائق صادرة عن الاتحاد العام لنساء اليمن.*ملحق رقم (1):المحلق العام في المداخلة يتضمن:قائمة بأسماء أمهات وزوجات وأخوات المناضلين والنقابيين المعتصمات في مساجد إحياء كريتر، مسجد العسقلان ، مسجد الاهدل.وهذه طبعاً قائمة لست قادرة على ان أقول إنها هي الأخيرة ولكن هي البداية وبالإمكان أغنائها:1-السيدة الفاضلة أم الفقيد محمد سلام علي عبده.2-الفقيدة خدوج حميدان3-صفية سالم باسندوة.4-أحسان سلام باسندوة5-زكية أحسان الله6-السيدة نجيبة عبد الشكور7-الفقيدة جمالة مكاوي(ام عثمان خان).8-السيدة نفيسة ياسين(أم النقابي والمناضل محمد شمشير).9-آسيا الاصنج.10-الفقيدة نظيرة مكاوي(حرم الفقيد أبو الشهداء عبدالقوي مكاوي).11-حرم الأستاذ عبده حسين الادهل12-الفقيدة مسعدة خليفة13-الفقيدة أم أنيس حسن يحيى14-نعمة سلام15-نفيسة مندوق16-حليمة يوسف17-بهجة السوقي18-ليلى الجبلي19-أم الشهيد هشام زوقري*محلق رقم (2):قائمة بأسماء الرائدات من المناضلات أبان مرحلة الكفاح المسلح وما بعد مرحلة التحرر الوطني:1-الفقيدة ليلي الجبلي2-رضية احسان الله3-الفقيدة عائدة علي سعيد4-فوزية محمد جعفر5-نجوى مكاوى6-زنيب ذو الفقار7-نعمة سلام8-انيسة الصائغ9-الفقيدة زهرة هبة الله10-الفقيدة دُعرة سعيد11-الفقيدة نجيبة محمد عبدا لله12-الفقيدة اعتدال ديرية13-انيسة احمد هادي14-نورا خليفة15-امنة عثمان يافعي16-شفيقة صالح17-فتحية باسنيد18-ثريا باسنيد19-وديعة عزعزي20-لولة حميدان21-سميرة قائد22-خولة احمد شرف23-بهجة السوقي24-فطوم عبداللطيف25-خورشيد محمود خان26-شفية مرشد27-فطوم غالب عنتر28-نجاة عقبة29-انتصار أديب30-أسمهان عقلان 31-رجاء سالم باسندوة32-رضية شمشير33-ثريا منقوش34-رجاء احمد سعيد35-الفقيدة فاطمة عبدربة36-شفيقة عراسي37-فوزية سيف ثابت38-الفقيدة مريم عبدالسلام39-صافيناز خليفة40-سلوى مبارك41-هيام معتوق مكاوي42-صباح شرف43-خديجة مبارك44-أنيسة سليمان 45-فتحية محمد عبدا لله46-سميرة الاصبحي47-الهام عيدروس48-عيشة نايله49-عيشة كرامة50-أنيسة عبود51-الهام بهيجي52-ام الخير حيدرة53-جوهرة سيف54-آسيا محمد علي55-جوهرة عبدالعزيز56-عائدة غانم57-رجاء حيدرة58-منى عبدالكريم59-خوله محمد عبدالرحمن60-آسيا علي عيد61-عيشة السقاف62-فتحية حاتم63-سعاد يافعي64-لطيفة اسماعيل65-آسيا ضالعي66-رقية العبسي67-ملكة يافعي68-راقية حريري69-فوزية مقبل70-لطيفة شوذري71-ناريمان خليفة72-رضية احمد هادي73-حمده سيف74-فاطمة قعطبي75-سعود خليفة76-فطوم خليل سليمان77-فاطمة عبدا لله78-نسيمه عبدا لله79-رقية محمد80-هناء خان.قد يسأل سائل أين كان دورك، لا ارغب في ذكر دوري ولكن يمكن ان أسجل ذلك في ذكريات اضمنها كل ماقمت به ولا أحب ان اذكر دائماً ما قدمته لان الإنسان ينبغي ان يكون ابن الأمس واليوم والغد.. وشكراً لكم جميعاً.