المفتتح
رحم الله.. أديبنا اليمني الكبير القاص والشاعر علي أحمد باكثير مؤلف مسرحية "مسمار جحا" والتي بالرغم من قدم صدورها مازالت تعتبر من أهم مفردات مقررات مادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الثانوية العامة في مدارسنا لقد ذكرتنا الأحداث الساخنة والجارية في وطننا العربي وخاصة تلك المتمثلة بالحروب الظالمة التي يشنها مغول العصر الحديث بزعامة الولايات المتحدة وحلفائها على كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان بأحداث مسرحيته المشهورة "مسمار جحا" والتي أصدرها في عام 1951م في الوقت الذي كان فيه معظم الوطن العربي ومنه شطرنا الجنوبي من الوطن يرزح تحت وطأة الاستعمار الغربي.وبالرغم من أن عنوان المسرحية قد تم استيحاؤه من قصص التراث الشعبي القديم إلا أن رؤية المؤلف المستمدة من الواقع قد مكنته من توظيفه بمضمون معاصر حينما جعل من "المسمار" رمزاً للذريعة التي يلجأ عادة المستعمر للتدخل في شؤون البلدان الأخرى بهدف العودة إلى احتلالها أي العودة إليها متسللاً من النافذة بعد أن كان خرج منها مطروداً ومهزوماً من الباب في حين رمز بـ"جحا" بالمستعمر الجديد تماماً تحاول دول التحالف حالياً بقيادة الإدارة الأمريكية بشن حروبها الاستباقية على بعض الدول العربية بحجة القضاء على الإرهاب ونشر الديمقراطية ونزع سلاح الدمار الشامل.لقد كشفت الحروب الظالمة على كل من الشعبين العراقي واللبناني إضافة إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني في أراضيه المحتلة من صنوف الحصار والتدمير لكل مقومات الحياة زيف الحجج التي بنت على أساسها الدول الغازية مشروعية هذه الحروب خاصة بعد أن تبين جلياً للمجتمع الدولي الأهداف البعيدة لها وفي مقدمتها إعادة صياغة خارطة المنطقة العربية وعلى نحو تتوافق مع مصالحها التوسعية.ومع ذلك فإن المقاومة الوطنية العربية المتنامية في وطننا العربي والتي تعتبر النتيجة الحتمية لتداعيات الحروب التي تشنها الدول الغازية على الدول العربية بهدف احتوائها وسلب ثرواتها قد برهنت هذه المقاومة في كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق ولبنان ومن خلال صمودها ووحدة نضالها على إفشال كل المشاريع الاستعمارية ولو على المدى البعيد كما أن هذه المقاومة الوطنية الفتية مثلت رداً قوياً على ما يردده دعاة الهزيمة والذين ظلوا يراهنون على أن العرب في ظل وضعهم الحالي لم يعد في مقدورهم الدفاع عن أوطانهم ولذلك فإن عليهم الإمتثال للأمر الواقع.يقول شاعرنا العربي القديم عن المقاومة كضرورة حتمية :إذا لم تكن إلا الأسنة مركباً***فما حيلة المضطر إلا ركوبها[c1]أحمد راجح سعيد [/c]