* بنجاح كبير .. وبين حنايا واروقة قصر «لانكستر» التاريخي الذي يقع في قلب مدينة الضباب (لندن) عاصمة الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس (المملكة المتحدة) الصديقة .. ينتظر ان تتوج اليوم الخميس اعمال ووقائع المؤتمر الدولي للمانحين لدعم التنمية في اليمن الذي ينعقد على مدى يومي 15 و16 نوفمبر الجاري وسط حضور ومشاركة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة واكثر من (150) شخصية اقليمية وعربية ودولية يمثلون دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقيادات وممثلي الدول الكبرى والجهات المانحة والبنوك والمؤسسات النقدية والمالية الاقليمية والدولية.* ولاشك ان مؤتمر المانحين الدولي لدعم التنمية في وطننا اليمني العزيز الذي جرى' الاعداد والتحضير الجيدان له منذ وقت مبكر يشكل بحق (تظاهرة) سياسية واقتصادية اقليمية ودولية على قدر كبير من الاهمية وذلك بالنظر الى طبيعة الاهداف والغايات المرجوة لهذه التظاهرة الحيوية والمتقدمة التي يؤمل ان تجسد معها حرص والتزام المجتمع الدولي في دعم واسناد مسيرة التنمية وجهود الاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية والمالية التي شرعت حكومة بلادنا في تنفيذها منذ شهر مارس 1995م.* وبكل تأكيد فان مؤتمر المانحين الدولي بلندن الخاص بدعم التنمية في بلادنا يكتسب بانعقاده اهمية مضاعفة وغير عادية كونه يأتي على خلفية النجاح الكبير الذي حققته (اجتماعات صنعاء) لوزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليمن التي انعقدت في مطلع الشهر الجاري رهي تلكم الاجتماعات واللقاءات الهامة الرفيعة المستوى التي يعلق عليها الكثيرون آمالاً كبيرة في ان تسهم في المقام الاول في سد وردم الفجوة التمويلية اللازمة للاحتياجات الاقتصادية والتنموية الملحة والعاجلة التي تقدر في الآجال القريبة والمنظورة بحوالى (6) مليارات و(300) مليون دولار من اصل قرابة (17) مليارا ينتظر تقديمها خلال الاعوام العشرة المقبلة 2006- 2015م وبما يمكن حكومة بلادنا من مواصلة مسيرة التنمية وجهود الاصلاحات السياسية والاقتصادية والديمقراطية والتنموية الشاملة بصورة عامة والحد من ظواهر (الفساد) والفقر والبطالة بصفة خاصة.* وغني عن البيان ان المتتبع لوقائع الجلسة الافتتاحية لاعمال المؤتمر ولمضامين وفحوى الكلمات القيمة والخطابات المسؤولة التي القيت من قبل كل من فخامة الاخ الرئىس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية والسيدة رئيسة المؤتمر ونائبة رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الاوسط والسيد توماس وزير التنمية والتعاون الدولي البريطاني ووزيري الخارجية والمالية في دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، قطر، الامارات وسلطنة عمان) وامين عام المجلس عبدالرحمن بن حمد العطية التي تم خلالها التعبير - جهارا وعلانية - عن استعداد هذه الدول الشقيقة وحكوماتها التبرع بأكثر من مليارين ومائة مليون دولار على شكل قروض ومساعدات ومنح فيما يتوقع ان يتضاعف حجم هذه المساعدات والتبرعات.على هامش اعمال المؤتمر وجلساته ومداولاته لايلمس بوضوح معالم ودلالات النجاح الكبير والمتميز الذي سيحققه دون شك مؤتمر المانحين الدولي لدعم التنمية في اليمن فحسب بل ان من شأن ذلك النجاح البارز وغير المسبوق لهذه التظاهرة الدولية ان يتيح كذلك امام كل ذي عقل راشد وبصيرة راجحة فرصة استشراف ملامح وطبيعة (النقلة) النوعية والهامة التي يتظر ان تشهدها اليمن على اكثر من صعيد وناحية في غضون الاعوام والعقود القليلة المقبلة.* وعموما .. ولئن كان الحضور الاقليمي والدولي الرفيع لوفود وممثلي الدولي الشقيقة والصديقة والدول الكبرى والجهات المانحة والمؤسسات النقدية العالمية خلال مؤتمر المانحين الدولي لدعم التنمية في اليمن يمثل دليلا حيا ومؤشرا واضحا واكيدا على معاني الاعتزاز والتقدير العاليين للسياسات الصائبة لفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتوجهاته الحكيمة القائمة على الانفتاح والتنمية والتوجهات السلمية ذلك ان حضور الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وحرص فخامته على ترؤس وفد بلادنا الى مؤتمر المانحين الدولي يجسد بحق جدية والتزام الاخ الرئيس بوضع مقررات المؤتمر وتوصياته موضع التنفيذ الفعلي والترجمة الحقيقية ولما من شأنه تعزيز علاقات بلادنا وروابطها الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي بأسره والوقوف بها فوق مداميك راسخة ومتفولذة من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر والمصالح المشتركة.* واجمالا للحديث ومع تأكيدنا هنا بان نهج (الاعتدال) والوسطية الذي ارسى دعائمه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية منذ تسلمه مقاليد الحكم والسلطة في بلادنا في 17 يوليو 1978م قد جعل وطننا اليمني العزيز - ارضا وانسانا - يحتل مكانة مرموقة بين الشعوب والامم وان يمثل كذلك رقما مهماً في المعادلات والحسابات الاقليمية والدولية.. فاننا نخلص الى التأكيد الثابت والتسليم المشترك هنا بان النجاح المشهود لمؤتمر المانحين الدولي ونتائجه المتقدمة واستخلاصاته الايجابية والمفيدة من شأنها ان تسهم في تعزيز وتطوير عملية التنمية في بلادنا وتمكين حكومة بلادنا من التغلب على التحديات الماثلة من جهة وبما يسهم في ترسيخ النهج الديمقراطي القائم على ثوابت التعددية الحزبية وحرية التعبير والصحافة واحترام حقوق الانسان وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وهو ذلكم النهج الصائب والحكيم الذي اقترن بالوحدة اليمنية المباركة التي تحققت بالوسائل السلمية والديمقراطية والحوارية في 22 مايو 1990م .. الامر الذي يعني معه بعبارة اخرى ان اليمن بأرضه الخيرة وانسانه المعطاء وقيادته السياسية الحكيمة وحكوماته الرشيدة كان ولايزال وسيظل يشكل عاملا ايجابيا لتعزيز مناخات الامن والاستقرار في مناطق الخليج والجزيرة العربية والقرن الافريقي وجنوب البحر الاحمر وعلى' نفس القدر الدولي فانه لن يألو جهدا في دعم ومؤازرة قضايا الحق والعدل والديمقراطية والسلام في العالم اجمع ولما من شأنه تعزيز »أنسنة« العلاقات الدولية.[c1]* عارف محفوظ[/c]
اليمن واجتماعات المانحين
أخبار متعلقة