غضون
* قرأت أمس مقالاً كتبه أستاذ دكتور في كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز في السعودية يعتبر فيه أن انفلونزا الخنازير مجرد شائعة يخوفنا بها “تجار الطب” .. وأن شركات الأدوية في العالم مسيطرة على منظمة الصحة العالمية ومن خلالها تثير هلع الناس بقصد تحقيق هذه الشركات مكاسب مالية من عائدات بيع أدوية مقاومة انفلونزا الخنازير، كما أن انفلونزاء الخنازير صار له تجار آخرون وهم الذين يسعون للكسب المالي من خلال بيع الأقنعة الواقية.المهم أن هذا الأستاذ الدكتور في أكبر قلاع العلم السعودية يدعو الناس إلى عدم الخوف من انفلونزا الخنازير ، ويبسط لهم الأمر لدرجة أنه يقول لهم إن مرض الزكام العادي والعابر أخطر وأشد إيلاماً من انفلونزا الخنازير .. يقول الأستاذ الدكتور ذلك للناس وهو يعيش في بلد تعد فيه الإصابات بالآلاف ويعد المتوفون بسبب الفيروس بالعشرات..* لا أعتقد أن رجل العلم والطب الأستاذ الدكتور هذا جاد ومؤمن بما قاله في ذلك المقال ، لأن فيروس انفلونزا الخنازير خطير وهذه حقيقة علمية أكدتها الشواهد منذ عام 1918 وإلى اليوم، وأن التدابير المتخذة للوقاية والعلاج مثل الأدوية واللقاحات والحد من مظاهر انتشار الفيروس ضرورة .. لكن الدكتور الأستاذ العالم هو واحد من العلماء العرب الذين يخونون العلم ويضحون بقناعاتهم العلمية في سبيل مجاملة الغوغاء والجهال الذين إذا سمعوا أن العلماء منهمكون في العمل للحصول على دواء للإيدز تمنوا أن يحبط الله عملهم وإذا سمعوا أن السعودية أوالإمارات أطلقت قمراً صناعياً للمعلومات ابتهلوا إلى الله أن يفجر الصاروخ قبل أن يصل إلى مداره في الفضاء.رجل العلم المسلم يريد أن يكون رجل علم وفي الوقت نفسه يريد أن لا يبتعد عن ثقافة العامة ويحرص أن يطمئن العوام على أنه لا يصادم قناعاتهم الفاسدة لأنهم الأغلبية التي يجب إرضاؤها حتى لو استدعى الأمر نكران كروية الأرض!* أستاذ دكتور آخر وهو أيضاً سعودي هاجم جامعة الملك عبدالله التي تعد أهم وأكبر جامعة في العالمين العربي والإسلامي ومعدودة ضمن كبريات جامعات العالم.. والسبب هو أن الجامعة تنطوي على شبهة اختلاط الذكور بالإناث ، لأن القاعدة هي عزل الإناث وحبسهن بعيداً عن الدنيا أسوة بعزل الزانيات .. حصر القضية في الاختلاط وترك التدريب والاختراع والهندسة والزراعة والبيئة وغيرها من فوائد الجامعة ويريد أن تتم التضحية بذلك كله دفعة واحدة بسبب شبهات “ الاختلاط” رغم أن الرجال والنساء سيذهبون إلى جامعة الملك عبدالله ويبقون هناك في شغل يشغلهم عن التفكير بأعضائهم الجنسية!