سامحني أيها الاخ العزيز الذي احببتك من خلال حبك لوطنك سامحني على تقصيري في زيارتك وانت طريح الفراش تعاني الامرين: مرارة المرض العضال ومرارة انقطاع المسيرة التنموية التي كنت تقودها بطريقتك العلاوية الخاصة.لقد قصرت نحوك لانني سمعت عن مرضك العضال قبل سفري بفترة وجيزة وعلى الرغم انني عقدت العزم على رؤيتك قبل رحيلك الا أن سفري العاجل من ارض الوطن من اجل تمثيله في احد المعارض الدولية للاختراعات ومعرفتي بحبك لوطنك منحني الرخصة للمغادره قبل أن اقوم بواجب الزيارة لك، لكن القدر لم ينتظر اللقاء الى مابعد عودتي.ولم اقصر انا فقط نحوك بل قصر في حقك الكثير من ابناء الوطن .فبعد انتقالك الى ارحم الراحمين فوجئت بخبر من خلال الانترنت ينبئ بأن يحيى علاو كان يحتاج الى الراحمين من أبناء بلده من اجل المساعدة للعلاج في الخارج فتم خذلانك ومدت اليك المساعد اياد كريمة من خارج الوطن. لا بأس ايها المناضل الكبير ففي امتنا العربية مفهوم النضال لا زال مقصورا على السياسيين فقط والحقيقة أن المناضلين ليسوا فقط اولئك الذين يحررون الاوطان من اغلال الظلم والقهر ولكن اولئك الذين يحررون الوطن من اغلال الجهل ايضا وكان يحيى علاو في الريادة في هذه المسيرة النضالية، فأدعو الله جل شأنه أن يجعلك مع الشهداء والصديقين والانبياء وأن يجمعنا بك هناك أيها المجاهد والمناضل من اجل بناء الوطن وأن يجعل كل ما بنيته في وطنك في ميزان حسناتك، وعلى الرغم من ابتعادك عنا الا أنك تعيش بين جوانحنا بروحك وفكرك منذ أن التقيتك اول مرة في منزلي في عام 2004 عندما اجريت معي حوارا في فرسان الميدان وبعد أن كرمتني بمنحك إياي ميدالية فرسان الميدان التي اردت من خلالها تعميد عهد الوفاء للوطن في عقولنا وقلوبنا ونجحت بإمتياز فعندما كنت تطرح اسئلتك الموجهة الي كانت في نفس الوقت تجيبني عن سؤال كان يجول في ذهني وهو لماذا تطرح تلك الاسئلة بصورة قلما طرحها غيرك من الإعلاميين في اليمن نعم كانت تجيب وتقول لي لان يحيى علاو مناضل حكيم عرف كيف يقاوم العدو الاكبر وهو الجهل فقاتله بأفضل سلاح وهو المعرفة فقام بنشر الوعي والمعرفة بين الجماهير لانه كان يطمح الى بناء وطن فأنطلق فارس الميدان الى الميدان فصنع إنجازا بحجم الوطن فلم يترك معلما تأريخيا ولا مدينة اثرية إلا ونقلها من حيز الجغرافيا والتاريخ الى حيز المعرفة في اذهان الجماهير وصنع اكثر مما كان يتوقع هو واكثر مما كان يتوقعه الآخرون بل اكثر مما صنعه الآخرون والسبب بسيط في طرحه وعظيم في معناه وهو أن الفارس المناضل يحيى علاو كان يؤمن بحب الوطن وكان جزءاً لا يتجزأ من عقيدته التي كان ركنها الاساسي حب الله عز وجل “فالايمان بحب الوطن هو الذي يصنع الحدث ويترك اثرا لايمحوه الدهر ويحدث تغييرا اكثر من التصور” هاهو يحيى علاو يغادر مبكرا قبل أن تكتمل رسالته التي كان يصبو اليها على الرغم أنه قدمها على اكمل وجه وترك فراغا حقيقيا في الساحة ينتظر الفرسان الجدد الذين يؤمنون بحب الوطن اما علاو المناضل فقد انتقل الى الحب الكبير الذي نهل منه حب الوطن انتقل الى الله فعليه رحمة الله.[c1]----------------------------------❊ مخترع يمني مقيم في بودابست[/c]
أخبار متعلقة