جميل أن نرى عدن كل يوم تلبس ثوباً جميلاً وتتزين بما يجعلها كل يوم أجمل من اليوم الذي سبقه . فالإنارة جعلتها تتلألأ في الليل وكأنها جوهرة، ودخلت الإنارة شوارع وأحياء لم تدخلها من قبل، ورصف الشوارع جعلها أكثر حضارة ونظافة والتشجير جمل كثيراً من الشوارع والأحياء ورفعها إلى مصاف المدن الراقية، والحدائق العامة أوجدت مكاناً أرقى وأنظف للعب الأطفال بدلاً من لعبهم بالتراب والحجارة والأشياء غير المفيدة. نحن دائماً نبحث عن الأجمل والأفضل والأرقى لعدن، كما يفترض من كل القائمين والساكنين في كل مدينة يمنية أن يسعوا لأن يجعلوا منها أرقى وأنظف وأجمل المدن. وهناك الكثير والكثير في خطط الدولة للرفع بمستوى المدن والقرى وأهلها، ولكن بالمقابل هناك من الأمور ما هو ضد كل ما أشرنا إليه، فانتشار أكشاك بيع التمبل هنا وهناك التي لا أدري هل هي بتراخيص أو بدونها جعل الكل يدمن ويتعود على هذه السلعة بما تحويه من مواد ضارة، و لا أعتقد أن تزايد أكشاك التمبل له علاقة في نظر أي عاقل أو مسؤول بحل مشكلة البطالة، فهناك كثير من المجالات ممكن أن تكون حلاً لاسترزاق الشباب والعاطلين عن العمل، بيع التمبل لا يفترض أن يكون جزءاً منها ولا بأي حال من الأحوال فكفانا ابتلاء شبابنا وأطفالنا بالقات. نحن نريد أن نحارب القات لا أن نضيف إليه التمبل فالشوارع وجدران البيوت أصبحت ملطخة باللون الأحمر، وكلما زادت أكشاك التمبل زاد عدد متناوليه، وبالتالي زادت رقعة اللون الأحمر والبصق هنا وهناك، وبشكل عدائي وبدون أي مبالاة ما يشوه أي منظر عام جميل. الجمال شيء يجب أن نحافظ عليه ولكن قبل الجمال والمدن الحضارية، ماذا عن شبابنا وأطفالنا الذين أصبحوا مدمنين لهذه السلعة التي تباع بما تحويه من مواد ضارة للأطفال والكبار ويتقبلها الجميع وكأنها من عاداتنا، وهناك بعض الأكشاك التي تبيع هذه المادة بدون الإضافات الضارة من سوكة، وزردة ونورة وغيرها من المسميات التي لا أعرفها، وهي كانت في كل مدينة كبيرة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة . أما ما نراه اليوم من انتشار مخيف لهذه الأكشاك وتعلق أولادنا بهذه السلعة وما تشكله من مضار صحية وبيئية ومظاهر غير حضارية، يجعلنا نطالب الجهات المعنية في المحافظة، ابتداء من مكتب محافظ عدن، والبلدية والصحة والقائمين على صندوق النظافة، وكل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بوقف انتشار أكشاك التمبل والحد منها، خاصة التي تتعامل بالمواد الضارة والمخدرة حماية لشبابنا وأطفالنا ولإضفاء طابع النظافة على مدننا. مش ممكن علشان نحل مشكلة عشرة عاطلين نخرب جيل.
لونوها بالأحمر
أخبار متعلقة