د. زينب حزامتمتلك بلادنا مساحات شاسعة،من الورود والأزهار ومنها الفل والكاذي والياسمين وغيرها من الورود التي أسرت قلوب العديد من الفنانين والرسامين وعشاق الفن،وقلوب ملايين من العشاق،وأصبحت الورود رسول قلوب وطبيب فريد.من منا يعرف القيمة الجمالية للورد وفن استخدامه وتنسيقه ولغة ألوانه وأنواعه وأهميته الاقتصادية في صناعة العطور واستيراده وتصديره،ولكن ما نحن بصدد مناقشته يختلف قليلاً عما أنف ذكره،فالورد هوعبارة عن شجيرات تنمو في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية وأشهرها أشجار الفل والكاذي والياسمين في منطقة لحج الخضراء ومدينة إب المشهورة بزراعة الورد والأزهار المتنوعة التي تستخدم في صناعة العطور.
وقد جاء قديماً استخدام الورد على يد الرومان عندما زرعوه الورد وكان لونه أحمر قرمزي وهذا اللون يعود إلى لون دم الإله الإغريقي((أدونيس))،كما جاء في الأساطير اليونانية القديمة:-وهناك عشرة آلاف صنف من الورود في العالم وكان اليمنيون القدماء يرسلون القوافل المحملة باللبان والبخور إلى قيصر الروم واستيراد العطور المصنعة بالطريقة التقليدية في ذلك الوقت إضافة إلى أن الورد كان يستخدم في علاج بعض الأمراض،وبالذات الورد الذي يستخدم طبياً مثل زيت الورد،وماء الورد والبتلات المجففة للورد والتي كانت تستورد من دول أوروبا،وقد نقلها قدماء اليمنيين وتم زرعها في بعض المناطق المعتدلة للمناخ في اليمن وكان ذلك في القرن العاشر الميلادي.وزيت الورد،هو عبارة عن مادة ذات لون أصفر كاشف يشوبها أحياناً لون أصفر وله رائحة قوية،وعندما يتم تبريده يتحول إلى كتلة طرية شفافة تقريباًُ وتصبح سائلة على درجة حرارة تقدر بـ(36)درجة مئوية،ويختلف صنف الزيت الذي يستخدم تقطيره حسب موقع نمو الشجيرات،وتتميز ورود الفل الأبيض الذي يزرع في لحج برائحة قوية جداً،تميزها عن غيرها من أصناف الورد ويحتوي زيتها على نسبة عالية من المواد الشمعية،حيث يعمد بيعها بأسعار مرتفعة جداً نظراً لجودتها وقوة رائحتها..إضافة إلى أن ورد الفل لها قيمة جمالية تسر خاطر الفنانين ويتغنى بها الفنان اليمني في حفلات الزواج والأفراح والمناسبات أما البتلات المجففة التي تستخدم في صنع مربيات خاصة،تحتوي هذه البتلات على طعم قابض ينتج عن وجود حمض الجاليك،وتحتوي أيضاً على بعض السكريات والموارد الصمغية والدهن وقديماً استخدمت هذه البتلات في حالات نزف الرئتين والسعال ولمعالجة أمراض الحلق والفم المتفرج،كما يمكن أن يستخدم منقوع البتلات المجفف أو مهروس البتلات الطازجة مع قليل من الماء الساخن ثم يضفي السائل الناتج ويخلط مع العسل،ويوجد هناك مستحضر طبي من ماء الورد يستخدم في تنكيه طعم الأدوية كما أن دهن ماء الورد يستخدم كمادة مطرية من أجل الأيدي المصابة بالتشقر أو تطرية بشرة الوجه.وقد لعب الورد دوراً كبيراً في حياة الناس في اليمن اقتصادياً وثقافياً وفنياً،كتب الشاعر اليمني أحمد فضل القمندان في قصيدته((يا قلبي تصبر)) حيث وصف أهمية ماء الورد ودوره في حياة الإنسان اليمني حيث قال:[c1]يا فل يا عود ماء وردي وعنبروأنته عسل جرداني وسكرفين وليت دوبي تخبرلما متىفين وليت قلبي تفطربعدك على الله في بحر أوبرياليل أبيض أو يوم أزهر فيه اللقاء[/c]وكتب الأدباء والشعراء العديد من القصائد الغنائية عن الورد،وفي مدينة لحج الخضراء..ثلاثية الفل والكاذي والحناء..غنى الفنانون في اليمن عن هذه الورود التي نالت إعجاب الزائرين إلى هذه المنطقة،حيث يقع بستان الحسيني المشهور بهذه الورود ويقول الفنان اليمني:[c1]( يا اللي وصفت الحسيني وصفت ورده وفله)[/c]وبساتين لحج مشهورة بزراعة الورد والفل ومقالع الكاذي وحدائق الورد بحكم مناخها المداري المتميز وأوديتها الخصبة ويصنع الفل على شكل العقود المشكلة على أكثر من مسار،وهناك العناقيد التي تتدلى فروعها وترسم في تزاحمها أشكالاً مختلفة من الورود البنفسجية المائلة إلى الإزراق الفاتح.. ولو أمعنا النظر إلى الفل وقيمته الاجتماعية نجد فلسفة خاصة فهو يستخدم في الأعراس والمناسبات ويستخدم في صناعة العطور.وأخيراً لا يتسع المقام هنا إلى تفاصيل أهمية الورد ونقوش الحنا وأهميتها في العادات والتقاليد اليمنية..وإيقاع هزيج القمندان الذي تغنى بالورد والحناء قائلاً:((وأعلى أم حنا وأعلى أم حنا..سعد وامسعود..فاح عرف العوداستقيني الصهباء..دمعة المعقودتجلي الكربة..تشفي المأرودآه ألايا الله..كريم الجود))
![](https://14october.com/uploads/content/0901/7SWPSJRY-Q3GUWY/warad.jpg)