الشاعر الشعبي والغنائي
رعبدالله الضراسي الناقد/ عبدالرحمن إبراهيمديوان الشاعر ولد عندي توتراً وقلقاً وإنبهاراً شعرياَ لم أصادفه أبداً عند كتابتي لمقدمات أدبية سابقة !!! الشاعر الشعبي والغنائي الضباعي امتداد طبيعي لمدرسة الموروث الشعبي اليافعي شاعرنا الشعبي والغنائي الكبير الشيخ عبداللاه سالم الضباعي، شكل ومازال يشكل (حالة ثقافية وفنية وإعلامية) جميلة لما يصاحب أي مشروع إبداعي شعري جديد له إذ أنه لا ينتظر الإعلام للقيام بتغطية مثل هذا بل يقوم هو وبمبادرة ذاتية جميلة لعملية حضورإعلامي لكل مشروع شعري جديد له كما حصل مع صدور ديوانه (كلَّم جدار) إذ تفاعل معه عدد من الفعاليات والمنتديات وعلى رأسها فعالية فرع اتحاد الأدباء والكتاب عدن قبل ثلاثة أشهر بمقر الفرع وتداخلت في الفعالية القراءة البحثية كما حصل من قبل الأديب عبد الرحمن عبد الخالق والقراءة النقدية التي قام بها أ. د/ علي صالح المخلاقي وكذا فواصل الفنان الشعبي اليافعي أبو حمدي بالإضافة إلى قيام الشاعر بتوثيق هذه الفعالية بالصوت والصورة.. لهذا شكل ولازال (حضوراً إعلامياً مؤسسياً جميلاً) نادر الحصول.[c1]حضور إعلامي جديد [/c] وعلى صعيد مشروع ديوانه الجديد (حالة إحتضار) فقد تواجد الشاعر عبداللاه الضباعي يوم الجمعة 24 مارس الماضي بحضور الأخ حسين عبدالحافظ الوردي في منتدى الشاعر الباهيصمي الثقافي حيث تم الاحتفاء بمشروع الديوان الجديد (حالة إحتضار) شارك في الإحتفاء به الناقد والشاعر عبد الرحمن إبراهيم وعدد من المثقفين ومنهم الشاعر والأديب خالد قائد صالح والموسيقار عبد القادر قائد وبحضور فرقة منتدى الباهيصمي الموسيقية بقيادة الفنان الشاب محمد علي محسن ردمان.[c1]قراءة نقدية [/c]وقد قدم الناقد والشاعر عبد الرحمن إبراهيم قراءة نقدية لفضاءات الديوان وهي مقدمة نقدية سوف تتصدر الكتاب الشعري (حالة إحتضار) وجاء في سياق حديثه النقدي بهذه الفعالية أنه يعتز أيما اعتزاز في كونه سيضع المقدمة النقدية لهذا الديوان والذي أعجب به كثيراً بما حمل من معانٍ وأمثال وحكم تولدت عند الناقد في ضوء وقوفه أمام قصائد الديوان بشكل عام وقصيدة (مقياس) بشكل خاص إذ وجد نفسه - أي الناقد - أمام حالة شعرية مقلقة وجريئة وجادة ومبهرة.. ووجد أن هذا الشاعر خلق عند ناقده حالة من الإنزعاج الأدبي وقدم شهادة أدبية بذلك لم تتوفر عنده مثل هذه الحالة مقارنة بتجارب عديدة وضع فيها مقدمات نقدية وأدبية، عكس ما حصل عنده وأمام حالة ديوان (حالة احتضار) وأن هذا أن دل كما قال الناقد فإنه يدل على أن الشاعر صاحب الديوان شاعر وقارئ فاهم للشعر العربي ولديه ملكة وحضور وحالة من الإنبهار الأدبي.[c1]حراك فني وثقافي [/c]بعد ذلك تحدث الأستاذ حسين عبد الحافظ الوردي وقال أن الشيخ عبداللاه سالم الضباعي شاعر مجيد وامتداد لبيئة التراث اليافعي وامتداد للمدرسة التراثية لمدرسة الشعراء الخالدي ويحيى عمر وبقية قامات المدرسة الشعرية والشعبية اليافعية والتي (حولت) سائحاً أمريكياً من حياة السياحة إلى بروفيسور انثربولوجي تخصص في تراث يافع الشعبي والغنائي.وقد اقمنا خلال الأيام القليلة الماضية بحوطة لحج مهرجاناً فنياً وتراثياً وشعبياً بمناسبة نجاح مهرجان الملتقى الاقتصادي والإعلامي الثالث حضرته جماهير لم نكن نتوقعها وصلت قرابة (70 ألف متفرج) احتضنها ميدان الشهيد معاوية بحوطة لحج.. وما هذا إلا دليل نجاح تراث المشهد اليافعي وشاعرنا الكبير الشيخ عبداللاه الضباعي أحد روافده الفنية الكبيرة وما صدور ديوانه الشعري الجديد (حالة احتضار) إلا دليل ديمومته ونجاحاته الشعرية.[c1]قصيدة (مقياس) [/c]بعد ذلك قام الشاعر الشعبي والغنائي الكبير الشيخ عبداللاه سالم الضباعي بقراءة نماذج من قصائد الديوان خاصة قصيدة (مقياس) والتي وقف أمامها الناقد والشاعر عبد الرحمن إبراهيم مطولاً حيث أولاها جل عنايته لما لقافيتها من وقع موسيقي جميل ولما اشتهرت به كثير من قصائده الشعرية ذي القافية السينية.وتقول قصيدة (مقياس)لكل شيء في حياة المجتمع مقياسوقاعدة ثابتة تحكم مقاسهالقاعدة في المبان تعتمد عالساسالدار ينهار لو ما أحكمت في ساسهوعكسها الجسم علته بالرأسما يشفي الجسم لو ما عالجوا رأسهوضرس لو راح تلحق باقي الأضراسويحرم أشهى الغذاء من راحت أضراسهولا تسود العدالة بين كل الناسلو ذا يجامل مع اصحابه وذا ناسهوفاقد الشيء لا يعطيه ياعباسولا قضى دين من شخص أعلن إفلاسهولا عسل من دبابة يجني الدباسأشهى العسل يدبسه من تقرص بأقراصه والعاطفة ما تجي من فاقد الإحساسمعدومة العاطفة في فاقد إحساسهولا العطشان شربة باردة في كاسما فيش من نار ماء تأتيه في كاسه.[c1]جوانب أخرى [/c]جرى على هامش فعالية الاحتفاء بمشروع ديوان الشاعر الشعبي والغنائي الكبير الشيخ عبداللاه سالم الضباعي نقاش ودي بين رئيس المنتدى الشاعر الغنائي محمد سالم باهيصمي والشاعر حسين عبد الحافظ الوردي والشاعر الضباعي حول قيام (حالة من التوأمة) الإبداعية والفنية والثقافية والموسيقية بين منتدى الباهيصمي ومنتدى أبو معجب لتفعيل جوانب العلاقات الثنائية وعلى هذا الطريق فقد تسلم الأستاذ حسين الوردي والشاعر عبداللاه الضباعي مجموعة كتب ثقافية أبرزها كتاب المايسترو عبد القادر قائد حول توثيق الحياة الغنائية اليمنية بالنوتة الموسيقية والأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الراحل الكبير إدريس حنبلة.وكذلك (وجه) الشاعر حسين الوردي مؤسسته (الوردي للأعمال) بطبع ديوان (حالة احتضار) على نفقته.كذلك قدم الشاعر حسين الوردي مساعدة مادية (عاجلة) لأسرة الصحفي لكبير شكيب عوض بواسطة رئيس المنتدى محمد سالم باهيصمي.[c1]فقرات فنية [/c]في ختام الفعالية قدمت فرقة منتدى الشاعر باهيصمي فقرات فنية وغنائية من التراث اليمني بقيادة الفنان الشاب محمد علي محسن ردمان وقد أدار فعاليات الإحتفاء الأديب الشاب أحمد السعيد. [c1]أعتز بخلفيتي الأدبية [/c]وعقب جلوسنا مع الشاعر الشعبي والغنائي الكبير الشيخ عبداللاه سالم الضباعي واجهناه بما طرحه عليه الناقد الشاعر عبد الرحمن إبراهيم من ملكة أدبية والتي (تأتت) عن خلفية أدبية وشعرية مثل اختياره للقوافي ذات الجرس الموسيقي كقافية (السين) كما في قصيدة (مقياس).أجاب الشاعر عبداللاه سالم الضباعي بأنه يعتز اعتزازاً كبيراً بهذه الملاحظة النقدية الجميلة من قبل الناقد الأكاديمي عبد الرحمن إبراهيم المدرس بكلية آداب جامعة عدن والذي سيضع مقدمة ديواني »أشعر بالفخر والإرتياح لما أبداه من فضاءات نقدية على ديواني خاصة وعلى خلفيتي الثقافية والأدبية عامة وعلى قراءاتي للشعر العربي على وجه الخصوص وما كان لهذه الملاحظة أن يجهر بها إلا (ناقد ضليع) وملم بمقومات العملية النقدية ولي الفخر أن قراءاتي للشعر العربي تؤكد ريادة الشعر للديوان العربي وأنه ما زال وعاءنا الإبداعي والمعين الأدبي والثقافي والتاريخي القومي والذي لن ينضب بإذن الله تعالى«.