غضون
مشايخ قبائل يدسون أنوفهم في كل شيء حتى في قضايا إستراتيجية ومن صميم اختصاصات المؤسسة الدفاعية .. يريدونها فتنة وعصبية وينشرون في جوهما شائعات كان المتمردون في صعدة سعوا جهدهم لنشرها، ويكادون يحققون أمانيهم بحماقة بعض المشايخ.قائد عسكري يقال إنه قصر في واجباته أو وقع في أخطاء نتج عنها وقوع جنود وضباط عرضة لهجوم المتمردين، وعندما أخضع للمساءلة أو المحاكمة أمام القضاء العسكري قام مشايخ القبيلة التي يحسب ذلك القائد العسكري أنه من أبنائها بإصدار بيان يطالبون فيه بوقف المحاكمة وإخلاء سبيله .. وإلى هنا يكون القوم قد دسوا أنوفهم في شأن لا يعنيهم لأن كل جندي وصف وضابط في مؤسستي الدفاع والأمن هم أبناء هاتين المؤسستين الوطنيتين وأبناء الوطن كله ويجب أن يبقوا كذلك ولا يجوز للقبيلة أن تتجاوز ذلك ولا يجوز السماح لها بمد يدها لإفساد شيء لا يجوز إفساده بالعصبية والتعصب الجهوي.ڈ وإلى جانب هذا المسعى الخطير زاد مشايخ تلك القبيلة يطالبون في بيانهم بأنه إذا كان ذلك الضابط يستوجب المساءلة على أخطائه فإن المطلوب أن يخضع آخرون لنفس الإجراءات لأنهم ارتكبوا أفعالاً تستوجب المساءلة أيضاً .. وهؤلاء أصحاب البيان أوردوا توضيحات أكثر من الاختصار الذي تعمدناه هنا، وهم بذلك يسوقون شائعات كان مصدرها المتمردين وهي شائعات كاذبة أهدافها معروفة في هذا الظرف الحساس .. فقد أشاعوا شائعات تقول إن مصادر أسلحتهم هي مخازن الجيش وأن ضباطاً وجنوداً إنحازوا إليهم أو قرروا الهروب من الجبهة .. وشائعات أخرى كثيرة يتمنى المتمردون أن تشيع وتصدق من قبل المستهدفين لإثارة القلق أو عدم الثقة وغيرها من الأهداف، وهذه الشائعات الكاذبة هي سلاح معروف يستخدمه الأعداء في أوقات المعارك .. وقد فشل المتمردون في نشر شائعاتهم، وها هم مشايخ قبائل يتكفلون بنشر الفاحشة وإشاعة شائعات العدو، فمن لم تصل إليهم تلك الشائعات عن طريق المتمردين أصبحوا يتلقونها من المشايخ المتعصبين لجاهلية ما قبل الدولة. بالمناسبة .. في هذا الوقت ينبغي الحذر الشديد عند التعاطي مع الأخبار التي مصدرها العدو، لأن بعض الأخبار هي شائعات مقصودة، يطلقها وهو يعرف أنها كاذبة، والهدف من الشائعة الكاذبة يكون أحياناً دفع الطرف الآخر لإظهار الحقيقة، وهو بعد ذلك سوف يوظف تلك الحقيقة في مجال آخر ولخدمته.أمس نشروا شائعة مفادها أنهم اسقطوا طائرة ميج في منطقة الملاحيظ، وهم يعلمون أكثر من المصدر الرسمي أنهم لم يسقطوها، ولكنهم أطلقوا الشائعة أو الخبر الكاذب لكي يدفعوا الجيش أو المصدر الرسمي لكي يخرج إلى المواطنين بتصريح يوضح الحقيقة، وقد كانت الحقيقة هي أن الطائرة اصطدمت بجبل نتيجة خطأ أو خلل فني .. ومن المفيد أن يصدر تصريح رسمي لإطلاع الناس على الحقيقة حول قضية ما أو شائعة معينة، لكن مع الحرص على أن لا تؤدي الحقيقة إلى أي نوع من الخدمة للعدو الذي يستفيد مثلاً من كشف الخسائر، فهو على الأقل سيقول للناس أنظروا كم تكلفكم هذه الحرب، وعليكم أن تطالبوا بوقفها بدلاً من مطالبة الدولة بمواصلتها حتى النهاية.