غالباً ما يعتبر الرجال موضوع الصحة الإنجابية قضية خاصة بالنساء وغالباً ما تكون مربوطة بالحمل والولادة والإرضاع، أي الأمور المتعلقة بالتكوين الجسدي للمرأة.إن هذه المواقف والسلوكيات للرجال تتأثر إلى حد بعيد بالتنميط المجتمعي لمعنى الرجولة. ففي مجتمعاتنا والعديد غيرها تعني الرجولة التصلب والأمر والقسوة والتعاطي بالأمور السياسية والاقتصادية، لا العائلية أو المنزلية كقيادة الأسرة وإعالتها، وتفضيل الرغبات الشخصية على مصلحة الأسرة والصلابة والإقدام وعدم الانصياع للعواطف والأحاسيس في العلاقة الزوجية.. وهذا التنميط يؤدي إلى وجود خلل في العلاقة الزوجية ويلغي دور الزوج في كافة شؤون أسرته، فهو كزوج وأب يتطلب منه متابعة حمل زوجته وعند ولادة طفله المشاركة الفاعلة في تربية الأطفال والارتباط معهم بعلاقة وثيقة، والتعاون مع الزوجة والتفهم لاحتياجاتها الصحية والمراحل التي تمر بها ودعمها لتحقيق طموحاتها وممارسة تنظيم الأسرة والسعي للحصول على المعلومات الصحية الدقيقة الخاصة بموضوع العقم الذي يصيب الرجال والنساء، وإجراء الكشف والاعتراف بمسؤوليته عن تحديد نوع الجنين حتى يتجنب الأعباء الأسرية المترتبة على تكرار الحمل لانتظار المولود الذكر، وكذا المشاركة في المهام المنزلية ومشاركة الزوجة في القرارات التي تتعلق بشؤون الأسرة والأطفال.ولأجل الوصول إلى دور فاعل لمشاركة الرجل في الصحة الإنجابية، فإنه لا بد من توفر الخدمات الصحية وتشجيع مرافقة الرجل لتلقي الخدمات الصحية، وكذلك العمل على تغيير المفاهيم الخاطئة والصورة النمطية لكل من الذكر والأنثى والمساهمة في تنفيذ برامج لتشجيع الرجال على تبني سلوكيات إيجابية لقضايا النوع الاجتماعي والصحة الإنجابية.د. فهد محمود الصبري
مشاركة الرجال في قضايا الصحة الإنجابية
أخبار متعلقة