وزير الإعلام .. حسن أحمد اللوزي في حوارٍ مع جريدة ((المدينة)) السعودية :
الرياض / 14 أكتوبر / متابعات :أجرت صحيفة ((المدينة)) الصادرة في المملكة العربية السعودية حواراً شاملاً مع الأخ / حسن أحمد اللوزي وزير الإعلام تطرق فيه إلى دورة مجلس التنسيق اليمني السعودي والعَلاقات اليمنية السعودية وموقف اليمن من القضايا العربية الراهنة. فيما يلي نص الحوار :[c1]كيف تنظرون إلى اجتماعات الدورة القادمة لمجلس التنسيق السعودي اليمني بالمملكة.. وإلى القضايا المطروحة فيها.؟[/c]- ننظر إليها بكل الثقة والأمل لأنها اجتماعاتٌ تلتئم على رؤى الخير وقيم التعاون والحرص على تعزيز وتمتين كافة مجالات العلاقات الثنائية وتعميق واحدية الرؤية المشتركة تجاه كافة القضايا التي تهم البلدين على الصعيد الثنائي وعلى الصعيد القومي والإقليمي والدولي فهي لا تتوقف عند الشأن المشترك الحميم وبالتالي أيضاً فإن القضايا التي سوف تقف أمامها هذه الدورة هي قضايا الساعة بالنسبة للبلدين وعلى الصعيد العربي والدولي وفي المقدمة بالطبع قضية التنمية بالنسبة للجمهورية اليمنية والجهد المشترك الذي يتم بذله من أجل تعزيز جسور الشراكة وتوسيع نطاق التعاون في كافة المجالات التي توجه بها قيادتا البلدين وترتبط بها أهداف وأعمال المجلس الذي يعتبر من أهم وأقدم مجالس التنسيق وأكثرها رسوخاً وإثماراً في الوطن العربي ورعايةً للمصالح العليا المشتركة. [c1]ما أهمية انعقاد مثل هذه الاجتماعات؟! وما توقعاتكم للنتائج التي ستتمخض عنها؟![/c]- إن أهمية انعقاد هذه الدورة تتجلى في كونها تأتي لتواكب التطورات المهمة التي تجري في البلدين والتي صارت تتسم بها علاقات التعاون وتستجيب للطموحات الكبيرة التي صار يعلق عليها الشعبان في البلدين آمالاً قوية تجاه بناء جسور الشراكة وخاصةً وقد ترسخ مجلس التنسيق اليمني السعودي كمؤسسة تخطيطية وتنفيذية وسياسة مشتركة راسخة التقاليد ومتنامية المنجزات ونتوقع لهذه الدورة أن تحقق إنجازات جديدة في كافة القضايا التي سوف تنظر فيها وفي مقدمتها الهموم الوطنية التنموية وهموم السلام والأمن والاستقرار وما يتعلق بالتطوير الذي جرى بحثه بصورة مشتركة في عديدٍ من الاتفاقيات الثنائية وتحديد المجالات التي سوف يوجه إليها التمويل بالنسبة للمبلغ الذي التزمت به المملكة العربية السعودية في مؤتمر لندن فيما يتعلق بدعم خطوات التنمية في بلادنا.[c1]كيف يمكنكم تقييم علاقات التعاون بين المملكة واليمن، وكذا دور المملكة في دعم اليمن وخاصةً بعد مؤتمر المانحين؟[/c]- يصعب الحديث بدقة وإنصاف عن ما يمكن تسميته بتقييم علاقات التعاون في إجابةٍ عاجلة على سؤالٍ مثل هذا إلاّ إذا اقتضى الأمر مجرد إطلاق الأوصاف الإيجابية التي تمليها النتائج المباركة لمسيرة تلك العلاقات ونحن في اليمن ننظر إليها نظرة عميقة ومتميزة ونعلق عليها آمالاً كبيرة وغير محدودة لأنها علاقات جوارٍ حميم وعقيدة وتاريخ ووجود أخوي راسخ الجذور والوشائج في الماضي والحاضر والمستقبل فهي علاقات تكتسب متانتها من الصلات الوثيقة الحميمة التي تربط بين الشعبين الشقيقين ومن قوة وعظمة الثقة الوثيقة والغالية التي تربط بين القيادتين في البلدين وتتعزز برباط العروة الوثقى التي لا انفصام لها وحركة التفاعل المتنامية التي تتواصل وتعززها المشاورات التي لا تنقطع على كل المستويات في كافة القضايا دون استثناء سواءً منها القضايا الثنائية أو الإقليمية أو العربية والدولية وتؤكدها الثمار الإيجابية التي أسفرت وتسفر عن اللقاءات القيادية العليا بين فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونتائج اجتماعات مجلس التنسيق في دوراته المتوالية وهي تأكيد واضح وطبيعي في هذا المسار المتصاعد إيجابياً في نهج البلدين وحرصهما على أن تبقى علاقات التعاون وطيدةً ومحصنةً وقابلة للتطور المستمر ويعزز ذلك الدور الإيجابي المتنامي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في بذل كل جهود العون الإنمائي والدعم والمساندة لخطط التنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية وكما تجلى واضحاً في مؤتمر المانحين الذي أشرت إليه في سؤالك وها هي الدورة الجديدة لمجلس التنسيق تقف أمام التفصيلات التنفيذية المحددة لتلك الجهود ولذلكم الدعم.. ويستطيع كل من يتحدث عن هذه العلاقات بأن يؤكد بأن هناك جملة من العوامل العقيدية والتاريخية والاجتماعية وجغرافية الأرض الواحدة والتاريخ الواحد والمصير التي تعمل على صيانة وتنمية تلك العلاقات مهما اعترض طريق نموها من عقبات .[c1] ماذا عن دور المملكة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية؟[/c]- لا شك أن هذا السؤال ينبع من حقيقة ماثلة في الذهن وفي الواقع على امتداد الساحة العربية عن دور المملكة وقدراتها الكبيرة ومكانتها في الحياة السياسية العربية والدولية حيث يعتبر دور المملكة من الأدوار الهامة والمتميزة في كافة جبهات العمل العربي والمواجهة القومية بالتفصيلات المهمة والخطيرة على كل صعيد بالنسبة لما يحدث في فلسطين والعراق والسودان وفي لبنان حيث تبرز البصمات الإيجابية للدور السياسي القيادي الحكيم للمملكة واضحة وقد تجلت في اتفاق مكة المكرمة بالنسبة للقضية الفلسطينية كما في الجهود التي تبذل على كل صعيد.[c1] هل يمكن تسليط الأضواء على علاقات التعاون بين المملكة واليمن في المجالات الإعلامية؟[/c]- هناك عددٌ من الاتفاقيات والبروتوكولات التنفيذية التي تنظم تلك العلاقات وإننا نتطلع بالفعل إلى أن تجد تلك الاتفاقات والبروتوكولات أسلوباً جديداً في العمل المشترك لاستغلال الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها العمل الإعلامي في تعزيز العلاقات وتطوير ومواكبة إيجابياتها واستشراف الآفاق المستقبلية الواعدة ولإغلاق الثغرات التي ينفذ منها المغرضون والمتمصلحون.. فهناك اليوم من يستغل الشفافية الإعلامية وحرية الصحافة للإساءة لتلك العلاقات الحصينة بطبيعتها وجوهر القيم المبنية عليها.. ولدى بلادنا طموح أكيد لأن تجد مكانها في التكوينات الإعلامية داخل إطار مجلس التعاون الخليجي وسيكون ذلك بالفعل نافذة مهمة وخندق فكري وتوعوي ومعلوماتي جامع ومثمر وبالغ التأثير في تحقيق كل ما نصبوا إليه وخاصةً وأن الإعلام كأداة وسبيل عقلاني ووسيلة حضارية وهو على صلةٍ وثيقة بكل المجالات الأخرى في علاقات التعاون والبناء لذلك يكون قادراً بالفعل بالرؤية المشتركة وبالمهنية الصادقة والمسئولة وبالسياسات الواضحة والدقيقة التي يتم الالتزام بها أن يكون قوة بناء وحماية ودفع لعلاقات التعاون والعمل المشترك في طريق الاندماج اليمني الخليجي ويعمل في المقدمة من ذلك على أن لا تؤثر بأي صورة من الصور تلك الكتابات الشاذة في بعض الصحف على طبيعة العلاقات المبدئية الواضحة والثابتة.. [c1]ما موقف اليمن من مؤتمر السلام الجاري الإعداد له من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط؟ وما توقعاتكم للنتائج التي سيخرج بها في ظل غياب الرؤية لأهدافه ومضامينه؟[/c]- هناك موقف عربي واضحٌ مجمع عليه بالنسبة لقضية السلام فلا توجد مواقف عربية انفرادية سواء لليمن أو غيرها من هذه القضية الجوهرية وبالتالي من أي مؤتمر يتوجه نحو وضع لبنات حقيقية على أرض السلام في المنطقة العربية والمخاوف اليمنية هي ذاتها المخاوف التي تسيطر على التفكير العربي الذي ظل مصدوماً بالصلف الصهيوني وتهاون الإدارة الأمريكية في مسألة الضغط على إسرائيل لترضخ وتقتنع بخيار السلام لأنها في أعمالها تعمل ضده وهي مخاوف واقعية تخشى من أن يأتي ويذهب هذا المؤتمر دون نتائج تعنى بصدق التوجه نحو السلام والضغط على إسرائيل لكي تأخذ قضية السلام مأخذ الجدّ حيث إن العقيدة الصهيونية ما زالت عند وعد بلفور والذي يقوم على وهم أن سلام إسرائيل لا يمكن أن يتحقق إلاّ في ظل الاختلاف والضعف العربي والانفراد بالأقطار العربية واحداً إثر الأخرى وبالمزيد من إشعال بؤر الفتنة والتمزيق داخل الوطن العربي ذلك ما تقوله تطورات الأحداث في كثير من الأقطار العربية وما تتغافل عنه الإرادة الدولية للأسف الشديد.. ولذا نؤكد هنا بأنه لا توجد قناعات واضحة ودقيقة لسلام حقيقي شامل وعادل لدى الإسرائيليين أياً كانوا في السلطة الإسرائيلية الغاشمة أو خارجها سوى النزر اليسير من الإسرائيليين ممن يسيرون في تلك المظاهرات البائسة.. ولقد فضح الموقف العربي الواضح والدقيق من قضية السلام بإعلان المبادرة العربية هذا الواقع الإسرائيلي المعادي لكل خطوات السلام فلهذا فإن نتائج مثل هذا المؤتمر تظل صعبة التوقع لأن العرب من خلال قياداتهم اختاروا تحديداً دقيقاً للسلام الذي ينشدونه وقدموا مبادرةً عربية إيجابية تفهمها العالم وآزرها ولم تُبد أية دولة من الدول المهتمة بقضية السلام في منطقة الشرق الأوسط أية اعتراضات عليها وخاصةً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لأنها -أي مبادرة السلام العربية- مبنية على قرارات الشرعية الدولية وتسعى لإحقاق الحق العادل وتطلق آمالاً رحبة لمستقبل جديد في المنطقة أما في الاتجاه الآخر فنجد النقيض من ذلك ولا يخفى على أحد من الدارسين والمتابعين والمحللين بأن هناك شرخاٌ عميقاً في الرؤية الأمريكية للسلام في هذه المنطقة حيث تتشبث سياسة الإدارة الأمريكية بإملاءات السلام التي تطلقها الإرادة الصهيونية وهنا تكمن المشكلة وقد ازدادت هذه المشكلة تعقيداً مع خلخلة الكثير من الأوضاع المستقرة في الوطن العربي.[c1] كيف يمكن قراءة مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء حالة الفرقة والانقسام بين الفصائل الفلسطينية (حماس وفتح)؟[/c]- مما سبق وتناولته في إجابتي حول مؤتمر السلام يمكن تخيل عددٍ من السيناريوهات فيما يتعلق بمستقبل السلام وبالتالي مستقبل القضية الفلسطينية والهوة السياسية التي تم حفرها بإتقان لتدمير الاتفاق الفلسطيني الذي كان واضحاً وجلياً في قمة مكة المكرمة وأفضى ذلكم التدمير الخبيث إلى الوضع الراهن ليقدم صورةً مسيئة إلى القيادة الفلسطينية قبل غيرها ونعني بالقيادة الفلسطينية كل الذين يقفون على رأس كافة الفصائل ليس فقط فتح وحماس حتى يربأ الفلسطينيون بأنفسهم من مصيدة الصراع على السلطة والتخندق في المصلحة الخاصة فقد يزداد الحاضر الفلسطيني سوءاً وضياعاً وبالتالي لن يكون المستقبل إلاّ لصالح إسرائيل وحدها لأنها المستفيد الأول والوحيد من كل الصراعات الفلسطينية والعربية العربية...الخ.