امير قطر يريد إصلاحاً حقيقياً
* الاميركيون يشعرون أن الفرنسيين يريدون سلبهم دورهم في الدعوة للإصلاح في المنطقة الدوحة / متابعات :تميزت الدورة الخامسة لمنتدى الدوحة للديموقراطية والتجارة الحرة التي انتهت الخميس الماضي بحضور فرنسي لافت لاول مرة واكد الوفد الفرنسي اختلاف موقف بلاده عن الموقف الاميركي في مسألة الاصلاحات في الشرق الاوسط. وشهدت هذه الدورة توسعا وتنوعا في المشاركين وصل الى اكثر من 500 شخصية سياسية واقتصادية واكاديمية من 50 دولة مقابل 150 مشاركا فقط عند انطلاق المنتدى قبل خمس سنوات. ورأت حليمة بومدين عضو مجلس الشيوخ الفرنسي (عن حزب الخضر) ان "الاميركيين يشعرون بان هناك من يعمل على سلبهم نفوذهم المطلق في المنطقة" مضيفة "انهم ( الاميركان) طالما تعودوا على ممارسة قيادة مطلقة في المنطقة وهم ربما يرون في الحضور الاوروبي وتحديدا الفرنسي القوي هنا امرا مزعجا بعض الشيء خصوصا وان فرنسا عاندتهم بشدة في الحرب على العراق". وفيما هيمنت المشاركة الاميركية على الدورات السابقة ضم الوفد الفرنسي هذه السنة 53 شخصية ( 19 منهم نواب واعضاء مجلس شيوخ) فيما حضر الاميركيون منتدى الدوحة ممثلين باكثر من 100 شخصية. وكان الرئيس جاك شيراك اوفد سكرتير الدولة الفرنسي لشؤون الاصلاح اريك ويرث ليتلو رسالة شخصية منه في افتتاح منتدى الدوحة شدد فيها بالخصوص على "اهمية الاصلاح من الداخل وبحسب النسق الذي تحدده كل دولة لنفسها" وهو ما يعتبره مراقبون تمايزا فرنسيا عن الرؤية الاميركية التي تدعم الاصلاح بفرض مبادرات من الخارج. وفي هذا الاطار يقول سفير قطر لدى باريس محمد جهام الكواري "هناك اختلاف في رؤية الاصلاح بين باريس و واشنطن ومن اهم الاختلافات النظرة الفرنسية للاصلاح المتدرج". ويعتقد الكواري الذي كان اشرف على تنظيم المنتدى في بداياته قبل تعيينه سفيرا في باريس ان "مؤتمرا حول الديموقراطية بدون فرنسا يعتبر منقوصا بالنظر لثراء وعراقة التجربة الديموقراطية الفرنسية" ويضيف "لهذا السبب كان الحضور الفرنسي قويا هذه المرة لكنه لا يتناقض مع الحضور الاميركي القوي ايضا". ويتفق مع هذا الراي امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يقف "مع توسيع المنتدى الى اقصى حد" و يرى ان "الديموقراطية الفرنسية عظيمة ولا يجوز للدول العربية تجاهل الاستفادة منها". وترتبط الدوحة وواشنطن بعلاقات مميزة من ابرز معالمها وجود قاعدتين عسكريتين اميركيتين في قطر لكن السفير الكواري يصف العلاقات القطرية الفرنسية بانها "تاريخية و استراتيجية" مع التنويه انه "في النهاية تظل فرنسا واميركا حليفين ولا يضير احدا منهما ان تكون علاقة قطر بكليهما جيدة". وعلى مستوى اخر تعتقد السيدة دانيال ميتران ارملة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران ان "القطريين قرروا توسيع دائرة محاوريهم لاعتقادهم بان الراي الاميركي الفردي ليس الافضل". من جانبه يرى رئيس الاتحاد العام لمسلمي فرنسا محمد البشاري ان "هناك رسالتين في هذا المؤتمر واحدة من قطر الى اوروبا والثانية من فرنسا الى العالم العربي". ويشرح البشاري ان "قطر تريد توازنا للمشروع الاميركي في المنطقة في حين تعلن فرنسا انها لم تستسلم ولم تتخل عن سياستها العربية". لكنه يوجه بدوره رسالة الى الطرفين قائلا انه "لن يكون هناك تشارك بين الضفتين بدون اشراك العنصر العربي و الاسلامي المهاجر في بلورة المشروع ووضع الية تنفيذ له". وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني اشار في افتتاح المنتدى الثلاثاء الى ان التحول نحو الديموقراطية والاصلاح يجب "الا يكتفي بادخال تعديلات جزئية نتفادى بها نقدا او نخفف بها ضغطا". كما اشار الى ان "انصارا جددا انضموا الى ركب الاصلاح" بعد "ان كانت اصوات قليلة تراهن على ميلاد عصر الديموقراطية في المنطقة" مضيفا "بدات تلوح في الافق ملامح ممكنة للتغيير".