عيدروس عبدالرحمنقد يعتقد البعض أن الطريق مفتوح على مصراعيه للفريق الألماني أبرز وأقوى فرق المجموعة الثانية لبلوغ دور الثمانية طالما ينافسه كل من فريقين يصعدان لأول مرة وهما النمسا وبولندا.. وهي مهمة ترى للعين المجردة أنها سهلة جداً لصاحب الرقم القياسي في البطولات القارية لأوروبا.. ولكن قد تختبئ وتكمن الصعوبة في السهولة المتوقعة.
سيظل الفريق الألماني الكروي هو صاحب الرقم واحد أوروبياً أو عالمياً في ترتيب مستويات القارة العجوز حتى وأن تقدمت عليه ايطاليا بعدد مرات الفوز بالمونديال العالمي.. ويندر أو يستحيل إن يشارك الفريق الألماني في أية منافسات دون أن يكون أبرز مرشحي نيل اللقب.. حتى المرة التي دخل بها الألمان مونديال 2002 من الباب الخلفي في التصفيات وقلت نسب ترشحاته وصل للمباراة النهائية بمعية البرازيل.والكرة الألمانية عريقة وصاحبة إرث تاريخي طويل.. وتمتلك (حالياً) فريقاً قوياً لا يقف مطلقاً عند حدود دور الثمانية بل ربما يواصل التقدم لأبعد من ذلك.. وخياراته متساوية لخطف لقب رابع وإنفراده بصدارة الحفاظ على الرقم القياسي.. وخاصة اعتبار بعض الخبراء أن فريق 2008 أفضل من الماكينات الألمانية في مونديال 2006، وتكمن قوة الفريق الأبيض في انسجام وألفة لاعبيه وتجانسهم.. ولديه خط وسط ضارب وعمودان هجوميان بارزان.. التوقعات صعوده بسهولة ويسر للدور الثاني دون أية معوقات تذكر.. ولا يعلم أحد ماذا سيحدث في الأدوار بعد التمهيدي.[c1]النمسا..[/c]إذا عرفنا واستوعبنا أن تأهلها لأول مرة في هذه البطولة وخوضها النهائيات من باب كرم الضيافة وليس قوة المشاركة.. فإننا لن نصنفها ضمن الفرق المرشحة للاستمرار إلا إذا أخذنا بالاعتبار التعاطف الشديد جداً من قرعة البطولة بادراج ثلاث فرق من أصل أربع ذات مستويات أدنى وهي بولندا، كرواتيا، والنمسا وقد يساعدها ضمن سلسلة مباريات المجموعة صافرة حكم أو توفيق مهاجم أو خطأ غير مقصود للتأهل برفقة الألمان.لكن عموماً النمسا كروياً تعتبر مشاركتها في إحدى بطولات اليورو هو بحد ذاته إنجازاً رائعاً ولا ترفض زيادة وتقدم ذلك الإنجاز ببلوغ دور الثمانية.[c1]كرواتيا..[/c]
لا ندري لماذا كلما شاهدنا منتخب كرواتيا وحضوره في أية منافسات نتذكر ذلك الجيل الذهبي وإنجاز مونديال أوربا للعام 1996م وهدافه العظيم وهداف مونديال كأس العالم.. والكرة الكرواتية حالياً ونجومها لم يضعوا البصمة الخاصة بهم بعد اعتزال جيلهم الذهبي.. وفرص الفريق أفضل من باقي فرق المجموعة باستثناء الكرة الألمانية.. لكن لا يمكن التحقق والوثوق بالتأهل للدور الثاني لأن قانون الكرة لا يتعامل مع بورصة التوقعات والتكهنات.. يمتلك الكروات خطاً دفاعياً صلباً يقوده مدافع المانشيستر يونايتد كما أن لديه قدرات وطاقات هجومية كبيرة لا يستهان بها.. ولعل البعض الذين راهنوا على اعتباره حصان أسود البطولة لعلهم مصيبون إذا ما أخذنا الطاقات الهائلة للفريق الكرواتي كأفراد.. ويبقى الأهم في كيفية تسخير واستثمار تلك الطاقات وتصريف الملكات لصالح الفريق.[c1]بولندا..[/c]هل كان يتوقع ويعتقد أن بولندا بونياك، ولاتو، وغيرهما هذه هي المرة الأولى لهم للتأهل، وهذا هو الحاصل والواقع.. ولكن مشاركة الفريق البولندي في التصفيات وتأهله المبكر على حساب فرق ومنتخبات كبيرة وتصدره لفرق مجموعته لبلوغ النهائيات يحترم هذا الفريق ويثق في إمكانيات لاعبيه.. وفرصة كبيرة جداً بالتأهل لاقتراب وتساوي حظوط فرق مجموعته بالتأهل وتقارب مستوياتها.. حتى يصعب على البعض منح نسب أعلى لفريق دون آخر.فالفريق البولندي يعزز موقفه نتائج مبارياته وتأهله للتصفيات بالنهائيات ورسم بياني لعروض بولندا يمنحها صلاحيات الانتقال لدور الثمانية على حساب كل من النمسا وكرواتيا.والحال نفسه بالنسبة للفريق النمساوي فإن مستواه العام إذا لم يرق لمستوى منافسيه فإن التعويض سيكون موجوداً وحاضراً من مدرجات الملاعب لتعويض أوزيادة نسب الفارق لصالح أصحاب الأرض.
وكرواتيا من مشاهد تلاعبها وإخراجها للفريق الإنجليزي وفي ملعب الأخير لا يعطيها فقط أحقية الترشح للأدوار الأخرى ولكن أبعد بخطوة.بينما كيف الكرة الألمانية هي الرقم الصعب والفريق الواجب صعوده كأمر واقع على أن يتصارع الباقون على كرسي واحد.فالمجموعة الثانية هي بالفعل الأسهل والأقل ثقلاً وأهمية تركيز ومتابعة حتى وإن ضمت في دفتيها أصحاب الأرض وأصحاب الريادة الأوروبية باعتبارها تضم فريقين يشاركان لأول مرة في النسخة الثالثة عشرة من بطولات عجوز القارات وهما النمسا الدولة المضيفة التي فتحت لها طاقة القدر وتأهلت باعتبارها صاحبة الضيافة.. وكانت قد عجزت طوال تاريخها الكروي من بلوغ النهائيات بأقدام لاعبيها وعندما أيقنت ذلك طلبت التأهل من الوجه الآخر الذي سعت إليه أولاً قبل ثمانية أعوام بالاشتراك مع بلد أوروبي آخر لكن ملفهما المشترك سقط أمام الطاحونة الهولندية وجارتها.. والفريق الثاني بولندا الضيف الحديث القادم من خلف المطرقة والسندان بعد انهيار الكتلة الاشتراكية.