أجرى الحوار:محمد الساعي رغم استقرارها أكثر من 35 عاما في فرنسا، فإنها لم تنسلخ عن هويتها ولم تبتعد عن ثقافتها العربية، بل احتفظت وافتخرت بها منذ اللحظات الأولى من وداعها تراب وطنها الأم.. سوريا، لتمزج بذلك بين ثقافتين قدمت من خلالهما نتاجا أدبيا وفنيا واجتماعيا جمع بين هذي وتلك، بين ثقافتها العربية "الأصيلة" وثقافتها الفرنسية التي طالما عشقتها. إنها السيدة غيث جاسر، الفرنسية من أصل عربي، خرجت من وطنها عام 1969 لتحضير الدكتوراه في الأدب الفرنسي بفرنسا مع زميلها خالد الذي صار بعدها رفيق كفاحها.. وزوجها. ورغم تعدد مواهبها وإبداعاتها ونتاجها، فإن العامل المشترك في أغلب تلك الابداعات هو المرأة، حيث تبنّت قضاياها، ودافعت عنها وأوصلت صوتها الى مختلف المحافل والمواقع. حصلت على دكتوراه الدولة في الادب الفرنسي حول (الشخصيات النسائية في الرواية الفرنسية في فترة ما بين الحربين) بدرجة الشرف من جامعة (جيسيو) بباريس عام 1991، وهي عضو في اللجنة الفرنسية للشئون النسائية باليونسكو 1991-1996، ورئيس لجنة اللغة والأدب في مؤسسة الدراسات النسائية العالمية في أوروبا 1990-1996، وعضو منذ عشرين عاما في لجنة تحرير مجلة (القضايا النسائية الجديدة)، ورئيسة مهرجان الفيلم النسائي العالمي. نظمّت الكثير من الفعاليات الفكرية والأدبية مثل مؤتمر الأبحاث النسائية في أوروبا عام 1993، إلى جانب اهتماماتها وانتاجاتها الفنية والأدبية، فهي متابعة ومحللة للسينما العالمية، ومؤلفة موسيقية شهد بقدراتها الكثيرون خاصة بعد تسجيلها البوم (أوائل الغيث) في كاليفورنيا الذي حوى 13 مقطوعة كلاسيكية، وإحيائها أكثر من 12 حفلا في أمريكا وفرنسا وسوريا وتونس وغيرها، ووضعت مؤخرا ألحانا على قصائد عربية وفرنسية، إلى جانب كونها محاضرة وباحثة في الادب الفرنسي، ومستشارة في حوار الثقافات. تقول لا أنكر ان المرأة تحتل الجزء الأكبر من اهتماماتي ومشاريعي لسبب بسيط، هو ان المرأة في العالم كله لا تتمتع بالحقوق نفسها التي يتمتع بها الرجل، وغالبا ما تؤطّر بالأمومة والزوجية.
|
ومجتمع
رئيسة مهرجان الفيلم النسائي بفرنسا غيث جاسر:المرأة مظلومة في كل العالم
أخبار متعلقة