صباح الخير
أثمار هاشم :للدين أهمية قصوى في حياتنا كمسلمين فهو ركيزة أساسية نستند إليها في كل ماله صلة بشؤون حياتنا اليومية حتى اصبحت كثير من المفاهيم الدينية تندرج في إطار العادات والتقاليد والحلال والحرام في كل أفعالنا وتصرفاتنا . ولقد أشتد التوجه للجانب الديني خلال السنوات الأخيرة لما يمكن تسميته بالصحوة الدينية في عديد من الدول العربية والاسلامية فظهرت أحزاب وتيارات دينية كثيرة ولكل واحد منها اتجاهاته بين الاعتدال والتشدد وخطباؤها الذين يروجون لهذه الأفكار أو تلك اضافة إلى تقديمهم الفتاوى في كل جانب من جوانب حياتنا المعيشية الصغيرة منها والكبيرة إلا أن المتمعن لتلك الخطابات الدينية يجد أن المرأة قد أخذت نصيباً وافراً من تلك الخطابات والفتاوى فان ارتفع صوتها دون قصد منها فهو عورة وإن افلتت منها ضحكة فضحكتها عورة حتى لبسها ومشيتها عورة ، أي أن المرأة بكل ما فيها عورة ينبغي ابعادها عن الجميع مخافة أن تنشر الفتنة بين الناس حتى وإن مشت في الشارع دون أن يظهر منها شيء .في مقابل ذلك يعلم الجميع حتى الأطفال أن عورة الرجل هي من السرة وحتى الركبة ومع هذا فاننا نصادف كثيراً من الرجال يرفعون ملابسهم إلى أعلى الركبة بكثير منهم بعض السائقين ومنهم الركاب أيضاً حتى اننا نجد تلك الجماعة تفترش الحدائق والأماكن العامة دون أي مراعاة للذوق العام ولمشاعر الآخرين وأولهم النساء ولم يحدث أن وجه إليهم أحد الانتقاد على وضعياتهم تلك .على الجانب الآخر هناك بعض السلوكيات التي تنم عن بعض الاشخاص الذين يدعون تمسكهم بالدين فنجد الواحد منهم يسير مبتعداً عن زوجته أو يدعها تسير خلفه كأنها تابع له أو ظل أو كأننا نعود إلى عصر الجواري من جديد حتى اننا نجد بعضاً منهم يسير ممسكاً بيد زوجته وكأنه يجرها جراً كشاه تساق إلى مصيرها المحتوم أو انها لا تعرف المشي فتحتاج إلى من يقود خطواتها .وبالتالي يصبح السؤال المهم الذي علينا طرحه : لماذا يتم دائماً توجيه الخطابات الدينية للمرأة دون الرجل ؟ لماذا لا توجه تلك الخطابات للرجل ؟ أين دور أئمة المساجد وخطابائها في تقويم سلوكيات أولئك الأشخاص الذين يرفعون من ملابسهم أو يفترشون الأماكن العامة لملاحقة النساء بنظراتهم المحرجة !! ويبينون للبعض كيف ينبغي التعامل مع زوجاتهم خاصة وأن الإسلام رفع قدر المرأة ولم يمتهن كرامتها !! أم هل اصبح كل ما يفعله الرجل مباحاً حتى وأن كان خاطئاً ؟!