من المسؤول ؟
كثيرٌ ما تؤثر معاملة الآباء في عملية تنمية شخصية الأبناء وتوافقهم مع بقية أفراد الأسرة!! ويعتقد بعض الآباء أنّ الصرامة والتهديد بالعقاب أو استخدامه هو الطريقة المثلى لتنمية السلوك الأخلاقي والقيم في الأبناء ويتوقعون منهم أنماط سلوك الكبار نفسها..!! كما يعتقد بعضهم الآخر أنّ الحرية وعدم التدخل ومنحهم فرصة لكي يتعلموا بأنفسهم بتقليدهم لسلوك بقية أفراد الأسرة أو من تجاربهم وهو أفضل وسيلة لتكوين شخصيتهم وإحساسهم بالمسؤولية والاعتماد على النفس، عندما يبلغون سن المراهقة...!! والحقيقة أنّ الاثنين يتجاهلان أهمية فردية الأبناء وإحساسهم وتفاعلهم مع بقية أفراد الأسرة والبيئة الخارجية... فكل ابن يمر بمرحلة من السلوك الأناني الذي يهدف لإرضاء الذات دون اهتمام باحتياجات غيره وحقوقهم إلى مرحلة ثانية يشعر فيها بحاجته للانتماء للمجتمع ومن ثمّ لضرورة تعديل سلوكه العدواني وأنانيته حتى يتقبله المجتمع!! فالأبناء بحاجةٍ إلى مساعدة أبويهم وبتشجيعهما لهم ليوصلوا إلى تنمية وتحقيق هذا السلوك الجديد والذي يتوقف في الوصول إليه على طرق التربية الاجتماعية له!! لذا كثيراً ما نلاحظ أنّ الآباء الذين يخططون للابن ويرسمون له كل خطوة من خطواته يضيعون عليه فرصة تعلم الاعتماد على النفس والسلوك أو التصرف الصحيح في المواقف والتجارب الجديدة التي تفرضها عليه ظروف الحياة والبيئة الاجتماعية!! البعض الآخر من الآباء يتخلون عن مسؤوليتهم ويمنحون ابناءهم حرية مطلقة في تصرفاتهم وسلوكهم في المنزل يضيعون عليهم أيضاً فرص تعلم ضبط النفس والانضباط....!!نبيلة السيد