صباح الخير
قضية بناء الذات اليمنية المتحررة من أية وصاية، أومن أي ابتزاز خارجي، وبما يعزز السيادة الوطنية على كل الأراضي اليمنية التاريخية، واستغلال القرار السياسي والاقتصادي والثقافي الوطني، وبناء القدرات والإمكانيات لتحقيق أهداف الثورة اليمنية، وبناء نظام وطني ديمقراطي يمني أكثر إنسانية وتطوراً وتقدماً عما مضى، كان ذلك هو هاجس الحركة الوطنية اليمنية منذ إنطلاقاتها الأولى.وخلال القرن الماضي ظهرت العديد من الأحزاب والتنظيمات السياسية ذات الامتدادات الإقليمية والدولية منها القومية والإسلامية والاشتراكية، وغيرها من التنظيمات والأحزاب الأخرى ومع هذا ظل الجميع يعمل تحت ظلال القواسم الوطنية المشتركة ومنها القضاء على الحكم الفردي الامامي الكهنوتي وإخراج المستعمر من جنوب البلاد وإعلان الدولة اليمنية الواحدة.والمسألة الوطنية لا نهاية لآفاقها وأبعادها ومهماتها التاريخية وصورة يمن المستقبل تتشكل وتتبلور يوماً بعد يوم، ومرحلة بعد أخرى وتنتقل من جيل لآخر، لتكتسب الذات اليمنية طابع الرسوخ والعمق ويتعزز ا لإنتماء الوطني وسمات المواطن اليمنية، على أنقاض الولاءات ونبني دولة النظام والقانون دولة المؤسسات ، دولة كل اليمنيين الحضارية التي ظل اليمنيون يحلمون بها طيلة القرون الماضية.ومهمتنا الملحة اليوم أن نقطع دابر قوى الهيمنة والسيطرة الآتية من الخارج، بتعزيز نضال الحركة الوطنية التاريخية وعدم الاستجابة لأية محاولة تسعى لتفتيت الوطن من جديد وبضرب فصيل بآخر، وجعل العدل والمساواة رهاننا الأول في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي وجعل باب الحوار مفتوحاً على مصراعيه، وأن يعترف كل منا بالآخر وبرصيده الوطني التاريخي، وأن نقدم أنفسنا للعالم بما تحقق على الأرض، وبمستوى حياة المواطن اليمني الجديد وثقافته.إن تحقيق الذات اليمنية وتأكيد إنسانية الإنسان اليمني ، تقوم أساساً على التطبيق والانجاز والتنفيذ العملي لأفكار الديمقراطية بمفهومها الشامل، وعلى وجه الخصوص في ميدان الحقوق والواجبات، وتوفير العمل اللائق لكل مواطن داخل وطنه، ودخل يلبي كل احتياجاته ومتطلباته، وجعل الكرامة أعلى قيمة أخلاقية في بلادنا، بهذا فقط يتعزز الانتماء الوطني وتشمخ الذاتية اليمنية وتتعملق في الوجود.