الجيل الذهبي لرواد الدراما اليمنية
أحمد عبدالله سعدمرت قبل ايام 13 مارس 2006م الذكرى الثامنة عشرة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى الرائد الدرامي الاذاعي الاستاذ محمود اربد . .والأربد يقترن تاريخه الدرامي الإذاعي بمرحلة دهبية عاشتها الدراما الإذاعية في إذاعة عدن، وإن كنت في الجيل الثالث الذي أتى بعد الأربد وعمل في الإذاعة ووجد أمامه هذا الرصيد الغني والمتنوع من الاعمال الدرامية فإن علاقتي بهذا الاستاذ تمتد الى ابعد من ذلك بكثير فأنا وغيري قد نشأنا على اعماله الخالدة وتحديدا في فترة زمنية وبعد أعمال كثيرة استوقفني عمله المتميز »صنعاء مدينة مفتوحة« ولايزال هذا العمل الناجح والمهم في ذاكرتي حتى الآن رغم عشرات الاعمال التي قدمها الأربد، وحتى اشتغالي مع الفقيد الأربد - رحمه الله - تقريبا بين ستة الى ثمانية أعمال درامية ممثل لم ينسني هذا العمل الذي هو بتقديري من أهم الاعمال الدرامية الإذاعية التي انتجتها إذاعة عدن وقد انفرد الاستاذ الأربد لمعالجة درامية إذاعية راقية لرواية محمد عبدالولي ليقدمها بقالب فني درامي محكم قل ما نجد له نظيرا من حيث المعالجات لمثل هذه الاصناف الادبية، بل لااغالي لو ذهبت الى القول ان تلك المعالجة الدرامية من الروائىة قد اضافت بعدا فنيا تاريخيا واجتماعيا واستطاعت ان تتوسع بالرصد الدرامي لموضوع الرواية واعطت الشخوص بعدا واضفت جمالية درامية خيالية جعلت الكثيرين يعيدون قراءة الرواية وانا منهم لنكتشف ذلك التفرد الفني الذي قدمه الاربد واضاف من خلاله القصة واعطاها اتساعاً آخر ولم يقتصر الاستاذ الاربد - يرحمه الله - هنا تحديدا فأعماله الكثيرة تشهد له بالتفرد والخاصية التي بناها وسار عليها زملاؤه وتلاميذه الآخرين وأنا واحد من هؤلاء التلاميذ الذين تعلموا من الاستاذ اولاً كيفية احترام أذن وعقلية المستمع وثانياً العمل باحترام واخلاص امام العمل المراد تقديمه وثالثاً التواضع وعدم الغرور والانصاب للكل والتعلم من الجميع، وحتى استاذية الاربد لم تظهر الا من خلال اعماله اما مع الجميع وحتى مع المبتدئ المشتغل لأول مرة في الإذاعة فهو زمل وصديق وأنا لم اعرف هذه الخاصية إلا من خلال قربي من هذا الاستاذ . وتوثيق هذه المسيرة الفنية الانسانية.وتاريخ الاستاذ الأربد يشهد بأعمال درامية لاتزال في الذاكرة حيث مثل للإذاعة أهم الأدوار في أهم المسلسلات منها :1 - مذكرات صائم2 - يوميات رمضان3 - مستر عويضان4 - الأرض5 - من ملفات القضاءوعشرات الاعمال غيرها.الى جانب إخراجه للعديد من المسلسلات نذكر منها :1 - شوربان الجديد2 - العقد الفريد 3 اجزاء3 - صنعاء مدينة مفتوحة4 - الرهينة.هذه الاعمال تجعلنا نقول انه وان كان غائبا عنا جسدا فإن أعماله الإذاعية المذكورة كانت وسوف تظل تذكرنا بذلك العصر الذهبي الذي بلغته إذاعة عدن ووفاء لمسيرته الرائدة فإن ادارة المسارح في مكتب الثقافة عدن وتكريما للفنان أربد وغيره من الرواد فان إدارة المسارح في مكتب الثقافة عدن وتكريما للفنان أربد وغيره من الرواد أقامت يوم 27 مارس - يوم المسرح العالمي - احتفالية خاصة للتعريف بهذه المسيرة الفنية الحافلة للفقيد أربد كما يستعرض في هذه الندوة مراحل مختلفة من حياة الأربد مسرحيا واذاعيا.وفي النهاية لايسعنا في هذه الذكرى سوى الدعوة للإذاعة لإعادة إحياء تراث الأربد وزملائه وتعريف الأجيال بهم.يرحم الله الأربد وزملاءه الذين رحلوا والذين لايزالون يواصلون المشوار.