خاطرة
أشرقت الشمس وأرسلت خيوطها الذهبية إلى الحقول وغردت الطيور ورقصت الأغصان مع ذلك النسيم العليل استيقظت من نومي وفي داخلي شعور غريب الشعور بحزن عميق ، فذهبت لأرتدي ملابسي وتناولت طعام الإفطار ثم قررت أن اخرج لأبحث عن بيت السعادة.خرجت من منزلي ومشيت في طريق طويل قابلت أناساً كثيرين وكنت أسألهم أين يمكنني أن أجد بيت السعادة؟ كانوا يسخرون مني ، وكانت تنتابني الدهشة لذلك واصلت سيري ، إلى أن التقيت رجلاً مسناً فسألته أين أجد بيت السعادة ؟ فقال : يا ابنتي ، السعادة شيء شفاف ، السعادة لحظة نعيشها في وقت قصير ثم تتحول إلى ذكرى جميلة في حياتنا ، السعادة غاية يتمناها الجميع ولكن لا يستطيعون الوصول إليها ، السعادة مثل الفراشة تطير في السماء والجميع يركض خلفها ولا يستطيعون اللحاق بها ، السعادة لا ينالها إلا ذو حظ عظيم ، هل فهمت يا ابنتي ؟ فقلت : نعم ، ولكن أريد أن أجرب حظي معها .فقال : حسناً ، أنه هناك عند ذلك المنعطف ، فشكرته وذهبت .فمشيت ومشيت إلى أن وصلت إلى ذلك المنعطف ، فرأيت بيتاً أبيض جميلاً مزخرفاً باللؤلؤ والياقوت والمرجان .. أحسست بالأمل يملأ قلبي .. أحسست بالانشراح في صدري ، فدخلت إلى البيت .. وجدت مجموعة من الناس يقرؤون عناوينهم في السعادة وهم في غاية الفرح ، فهممت أبحث عن عنوان لي في هذا البيت الكبير ، ظللت أبحث وأبحث فلم أجد شيئاً ، فانتابني شعور باليأس وألم في صدري وحزن شديد يكاد يقتلني ، وقلت في نفسي : ليس لي في السعادة عناوين ولا للسعادة في حياتي طريق حملت جروحي وآلامي وحبست دموع عيني وأدركت مامعنى كلام ذلك الرجل المسن ، ولماذا كان الناس يسخرون مني ، فقررت ألا أعود إلى هنا من جديد ، ثم رحلت بعيداً وقلت في نفسي سأنطلق قدماً بالحياة لعلي أجدها في مكان ما وسأدعو الله أن يعطيني إياها في يوم من الأيام.